المارقون
المارقون، هم الخارجون، الذين خرجوا على الإمام أمير المؤمنين قالب:عليه السلام، وذلك بعد حرب صفين، والاعتراض على أمر التحكيم الذي فُرض على الإمام قالب:عليه السلام.
تعريفهم
لغةً: مَرَقَ السهمُ من الرَمِيَّةِ مُروقاً، أي خرج من الجانب الآخر؛ ومنه سمِّيت الخوارجُ مارِقَةً، لقوله عليه السلام: "يَمْرُقونُ من الدين كما يَمْرُقُ السَهم من الرمِيَّة".[١]
اصطلاحاً: هم الخارجون عن متابعة الحق المصرّون على مخالفة الإمام المفروضة طاعته ومتابعته المصرّحون بخلعه، وإذا فعلوا ذلك، واتصفوا به تعين قتالهم، كما اعتمده أهل حروراء النهروان؛ فقاتلهم علي قالب:عليه السلام، وهم الخوارج. فبدأ علي بقتال الناكثين وهم أصحاب الجمل، وثنّى بقتال القاسطين، وهم أصحاب معاوية وأهل الشام بصفين، وثلّث بقتال المارقين، وهم الخوارج أهل حروراء والنهروان.[٢]
عقائدهم وأفكارهم
- تكفير عليّ وعثمان ومعاوية وأصحاب الجمل وأصحاب التحكيم ـ الّذين يرتضون التحكيم عموماً ـ إلاّ إذا تابوا عن رضاهم بالتحكيم.
- تكفير الّذين لا يقولون بتكفير عليّ وعثمان ومعاوية والآخرين الّذين يكفّرهم الخوارج.
- الإيمان ليس عقيدة قلبية فحسب، بل إنّ العمل بالأوامر وترك النواهي جزء من الإيمان، فالإيمان مركّب من الاعتقاد والعمل.
- وجوب الثورة على الوالي والإمام الظالم دون قيد أو شرط؛ يقولون ليس للقيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أي شرط، وإنّ من الواجب القيام بذلك دائماً وبدون استثناء. [٣]
إخبار النبي(ص)
- روى الحاكم بإسناده عن عتاب بن ثعلبة: حدثني أبو أيوب الأنصاري في خلافة عمر بن الخطاب قال: أمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم علي بن أبي طالب بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين.[٤]
- روى الحمويني بإسناده عن أبي سعيد الخدري قال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين، فقلنا يا رسول الله، أمرتنا بقتال هؤلاء فمع من نقاتلهم؟ قال: مع علي بن أبي طالب، معه يقتل عمار بن ياسر.[٥]
- روى ابن المغازلي بإسناده عن علي قالب:عليه السلام قال: (قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ان منكم من يقاتل على تأويل القرآن، كما قاتلت على تنزيله، فقال أبو بكر: أنا؟ قال: لا، قال عمر: فأنا؟ قال: لا ولكن خاصف النعل يعني عليّا.[٦]
- روى البلاذري بإسناده عن حكيم بن جبير قال: سمعت ابراهيم يقول: سمعت علقمة قال: سمعت علياً يقول: (أُمرت بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين)، وحدثت أن أبا نعيم قال لنا: (الناكثون أهل الجمل، والقاسطون أصحاب صفين، والمارقون أصحاب النهر).[٧]
- وروى الخطيب البغدادي في تاريخه بسنده عن خليد العصري قال: سمعت أمير المؤمنين عليا يقول يوم النهروان: أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم، بقتال الناكثين والمارقين والقاسطين.[٨]
مصير المارقين
قالب:مفصلة بعد حرب صفين واتساع احتجاج الخوارج أرسل الإمام عليقالب:اختصار/ع عبد الله بن عباس وصعصعة بن صوحان إلى الخوارج من أجل التحاور معهم، ولكنهم لم يتوصلوا معهم إلى نتيجة.[٩] وبعدها كتب الإمام عليقالب:اختصار/ع إلى زعماء الخوارج رسالة يدعوهم فيها للرجوع إلى الجماعة وعدم تفريق الأمة، ولكنهم لم يقبلوا ذلك أيضاً.[١٠] وحينما يأس الإمام عليقالب:اختصار/ع من استسلام الخوارج جهز جيش مكون من أربعة عشر ألف رجل لمواجهتهم.[١١] وقبل أن تبدأ المعركة خاطب أمير المؤمنين الخوارج وأعطاهم الأمان، فنصرف جملة منهم عن القتال.[١٢] وبحسب الروايات التاريخية، أنَّه لم يبقى من الأربعة آلاف خارجي لقتال جيش الإمام عليقالب:اختصار/ع، إلا ألف وثمان مائة فارس وألف وخمسمائة راجل.[١٣]
مع بدء الحرب قُتل أو جرح كل الخوارج على وجه السرعة، وتم تسليم الجرحى البالغ عددهم أربعمائة جريح إلى عشائرهم، وقُتل من جيش الإمام عليقالب:اختصار/ع أقل من عشرة أشخاص، ولم يفر من الخوارج في النهروان إلا عشرة أشخاص من بينهم عبد الرحمن بن ملجم المرادي، قاتل الإمام عليقالب:اختصار/ع.[١٤]
المصادر والمراجع
- ابن الأثير، عز الدين علي بن محمد، أسد الغابة في معرفة الصحابة، تحقيق وتعليق: محمد ابراهيم البنا، محمد أحمد عاشور، محمود عبدالوهاب فايد، دون تاريخ.
- أمين، أحمد، ضحى الإسلام، بيروت، دار الكتب العربية، الطبعة العاشرة، دون تاريخ.
- البغدادي، أحمد بن علي، تاريخ بغداد، بيروت، دار الكتب العلمية، دون تاريخ.
- البلاذري، أحمد بن يحيى، أنساب الأشراف، تحقيق محمد باقر محمودي، الطبعة الأولى، بيروت، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، 1974م.
- الجوهري، أسماعيل بن حماد، الصحاح، تحقيق أحمد عبد الغفور العطار، بيروت، الطبعة الرابعة، دار العلم للملايين،1987 م.
- الجويني، أبراهيم بن محمد، فرائد السمطين، تحقيق وتعليق محمد باقر المحمودي، بيروت، مؤسسة المحمودي للطباعة والنشر، 1978م.
- الدينوري، أحمد بن داود، الأخبار الطوال، تحقيق: عبد المنعم عامر، مراجعه: جمال الدين شيّال، قم، منشورات الرضي، 1368ش.
- الشافعي، محمد بن طلحة، مطالب السؤول في مناقب آل الرسول (ع)، تحقيق ماجد أحمد عطية، دون تاريخ.
- الكنجي الشافعي، محمد بن يوسف، كفاية الطالب في مناقب علي بن أبي طالب، طهران، دار إحياء تراث أهل البيت ع، الطبعة الثالثة، 1404هـ.
- النيسابوري، أبو عبدالله، المستدرك على الصحيحين، بيروت، دار المعرفة،أشراف يوسف عبدالحمن المرعشلي، دون تاريخ
- ↑ الجوهري، الصحاح ج 4، ص 1554.
- ↑ الشافعي، مطالب السؤول في مناقب آل الرسول (ع)، ص 143.
- ↑ أمين، ضحى الإسلام، ج 3، ص 330 وما بعدها.
- ↑ النيسابوري، المستدرك على الصحيحين، ج 3، ص 139.
- ↑ الجويني، فرائد السمطين، ج 1، ص 281.
- ↑ النيسابوري، المستدرك على الصحيحين، ج 3، ص 123.
- ↑ البلاذري، أنساب الأشراف، ج 2، ص 138.
- ↑ البغدادي، تاريخ بغداد، ج 8، ص 340.
- ↑ البلاذري، أنساب الأشراف، ج2، ص353.
- ↑ البلاذري، أنساب الأشراف، ج2، ص370.
- ↑ الدينوري، الأخبار الطوال، ص210.
- ↑ الدينوري، الأخبار الطوال، ص210.
- ↑ البلاذري، أنساب الأشراف، ج2، ص371.
- ↑ البلاذري، أنساب الأشراف، ج2، ص373 ـ 375.