عابس بن أبي شبيب الشاكري

من ويكي علوي
مراجعة ٠٥:٥٧، ٥ نوفمبر ٢٠٢٣ بواسطة Qanbar (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب''''عابس بن أبي شبيب الشاكري،''' من أنصار الإمام الحسين (ع) ''وشهداء كربلاء''. ينتمي عابس إلى بني شاكر، وهم بطن من هَمْدان. كان من الشخصيات البارزة في الكوفة، كما أنه كان رجلاً خطيباً ناسكاً متهجداً. ==الاسم والنسب== اسمه...')
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

عابس بن أبي شبيب الشاكري، من أنصار الإمام الحسين (ع) وشهداء كربلاء. ينتمي عابس إلى بني شاكر، وهم بطن من هَمْدان. كان من الشخصيات البارزة في الكوفة، كما أنه كان رجلاً خطيباً ناسكاً متهجداً.

الاسم والنسب

اسمه: ذكر له فضلاً عن عابس أسماء أخرى، فورد أنّ اسمه عائش[١] أو عباس بن حبيب،[٢] وأما أبوه فقد ذكر أن اسمه شبيب أو حبيب أو شبث أو ليث.[٣]

نسبه: هو عابس بن أبي شبيب بن شاكر بن ربيعة بن مالك بن صعب بن معاوية بن كثير بن مالك بن جشم بن حاشد.[٤]

قبيلته: كان عابس بن أبي شبيب الشاكري من قبيلة بني شاكر وهم بطن من همدان. وقد عرفوا بأنهم من شجعان العرب وحماتهم، وكانوا يلقبون فتيان الصباح.[٥]

مع الإمام علي (ع)

كانت بنو شاكر من المخلصين بولائهم لأمير المؤمنين (ع)، وفيهم يقول (ع) يوم صفين: " لو تمت عدتهم ألفا لعبد الله حق عبادته ".[٦] وكان عابس من خواص أصحاب الإمام علي (ع) والإمام الحسين (ع)،[٧] وكان من رجال الشيعة رئيساً شجاعاً خطيباً ناسكاً متهجداً.[٨]

جرح عابس في معركة صفين في جبينه، وبقي أثر ذلك الجرح حتى آخر حياته.

دفاعه عن الإمام الحسين (ع)

بعد أن جاء مسلم بن عقيل إلى الكوفة، ونزل في دار المختار اجتمع عليه الشيعة، فقرأ عليهم كتاب الحسين (عليه السلام) فجعلوا يبكون، فقام عابس بن أبي شبيب، فحمد الله، وأثنى عليه، ثم قال:

أما بعد، فإني لا أخبرك عن الناس، ولا أعلم ما في أنفسهم، وما أعرك منهم، ولكن - والله - أخبرك بما أنا موطن نفسي عليه، والله لأجيبنكم إذا دعوتم، ولأقاتلن معكم عدوكم، ولأضربن بسيفي دونكم حتى ألقى الله، لا أريد بذلك إلاّ ما عند الله.[٩]

ثم قام حبيب بن مظاهر الأسدي، وتكلم، وأعلن عن استعداده في نصرة الإمام، وكان لكلامهما الدور الرئيسي في مبايعة الناس مع مسلم بن عقيل، حيث بايعه آنذاك أكثر من ثمانية عشر ألفاً. [١٠]

إيصاله كتاب مسلم إلى الإمام (ع)

عندما بايع أهل الكوفة مع مسلم بن عقيل - وكان في دار المختار، ثم تحول إلى دار هاني بن عروة - كتب إلى الحسين (عليه السلام) كتاباً يقول فيه: فإن الرائد لا يكذب أهله، وقد بايعني من أهل الكوفة ثمانية عشر ألفا، فعجّل بالقدوم حين يأتيك كتابي، فإن الناس كلهم معك، ليس لهم في آل معاوية رأي ولا هوى. وأرسل الكتاب مع عابس[١١] وقيس بن مسهر الصيداوي.[١٢] توّجه عابس بن أبي شبيب مع مولاه شوذب نحو مكة لإيصال ذلك الكتاب إلى الإمام الحسين (ع)، وفي مكة تم دفع الكتاب إلى الإمام (ع).

التحاقه بركب الإمام (ع)

بعد أن دفع ذلك الكتاب إلى الإمام الحسين (ع) التحق عابس بالركب الحسيني، وبقي برفقته حتى نزل في كربلاء.

في يوم عاشوراء

لما اشتد القتال في يوم عاشوراء، وقتل مَن قتل من أصحاب الحسين (عليه السلام) جاء عابس الشاكري ومعه شوذب.[١٣]

فقال لشوذب: يا شوذب، ما في نفسك أن تصنع؟

قال: ما أصنع؟! أقاتل معك دون ابن بنت رسول الله (ص) حتى أقتل.

فقال: ذلك الظن بك، أما الآن فتقدم بين يدي أبي عبد الله حتى يحتسبك كما احتسب غيرك من أصحابه، وحتى أحتسبك أنا، فإنّه لو كان معي الساعة أحد أنا أولى به مني بك لسرني أن يتقدم بين يدي حتى أحتسبه، فإن هذا يوم ينبغي لنا أن نطلب الأجر فيه بكل ما نقدر عليه، فإنه لا عمل بعد اليوم، وإنما هو الحساب.

فتقدم عابس إلى الحسين بعد مقالته لشوذبث، فسلّم عليه، وقال:

يا أبا عبد الله - أما والله - ما أمسى على ظهر الأرض قريب ولا بعيد أعزّ عليّ ولا أحبّ إليّ منك، ولو قدرت على أن أدفع عنك الضيم والقتل بي أعزّ عليّ من نفسي ودمي لفعلته. السلام عليك يا أبا عبد الله، أشهد أني على هداك وهدى أبيك.

ثم مشى بالسيف مصلتا نحو القوم، وبه ضربة على جبينه، فطلب المبارزة.[١٤]

مبارزته واستشهاده

يقول الربيع بن تميم الهمداني وكان في معسكر عمر بن سعد:

لما رأيت عابسا مقبلاً عرفته، وكنت قد شاهدته في المغازي والحروب، وكان أشجع الناس، فصحت: أيها الناس، هذا أسد الأسود هذا ابن أبي شبيب، لا يخرجن إليه أحد منكم، فأخذ عابس ينادي: ألا رجل ألا رجل؟! (وهو يطلب مبارزاً لنفسه)، فلم يتقدم إليه أحد.

فنادى عمر بن سعد: ويلكم! ارضخوه بالحجارة. فرمي بالحجارة من كل جانب.

فلما رأى ذلك ألقى درعه، ثم شد على الناس. فوالله لرأيته يطارد أكثر من مئتين من الناس، ثم إنّهم تعطّفوا عليه من حواليه، فقتلوه، واحتزوا رأسه، فرأيت رأسه في أيدي رجال ذوي عدة، هذا يقول: أنا قتلته، وهذا يقول: أنا قتلته، فأتوا عمر بن سعد، فقال: لا تختصموا؛ هذا لم يقتله إنسان واحد، كلكم قتله، ففرقهم بهذا القول.[١٥]

في الزيارة الرجبية والناحية

ذُكر عابس في الزيارة الرجبية للإمام الحسين وزيارة الشهداء قالب:بحاجة لمصدر بهذا القول: "السلام على عابس بن شبيب الشاكري".[١٦]

وقد أورد الشيخ عباس القمي في كتابه نفس المهموم: "السلام عليك يا عابس بن أبي شبيب الشاكري أشهد أنك مضيت على ما مضى عليه البدريون والمجاهدون في سبيل الله".[١٧]

الهوامش

قالب:مراجع

المصادر والمراجع

  • ابن كثير، إسماعيل بن عمر، البداية والنهاية، بيروت، دار الفكر، 1986 م.
  • الخوارزمي، الموفق بن أحمد المكي، مقتل الحسین، تحقیق: محمد طاهر السماوي، قم، دار أنوار الهدی، 1418هـ.
  • المحلي، حميد بن احمد، الحدائق الورديه في مناقب الأئمة الزيديه، صنعاء، مكتبة بدر، ط 1، 1423 هـ.
  • ابن الأثير، علي بن محمد، الكامل في التاريخ، بيروت، دار صادر، 1385 هـ/ 1965 م.
  • الموسوي الزنجاني، إبراهيم، وسيلة الدارين في أنصار الحسين(ع)، د.م، د.ن، ط 3، 1410 هـ.
  • الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأمم و الملوك (تاريخ الطبري)، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، بيروت، دار التراث، ط 2، 1967 م.
  • ابن اعثم كوفي، الفتوح، تحقيق: علي شيري، بيروت، دار الأضواء، ط 1، 1991 م.
  • نمازي الشاهرودي، علي، مستدركات علم رجال الحديث، طهران، ابن المؤلف، ط 1، د.ت.
  • السماوي، محمد، إبصار العين في انصار الحسين(ع)، تحقيق: محمد جعفر الطبسي، د.م، مركز الدرسات الاسلاميه لممثلي الولي الفقيه في حرس الثورة الاسلاميه، ط 1، د.ت.
  • تم ترجمة المقال من موقع ويكي شيعة الفارسي بتفاوت يسير.
  1. العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج 45، ص 73.
  2. الدربندي، أسرار الشهادة، ج 2، ص 54.
  3. المفيد، الإرشاد، ج 2، ص 106؛ الخوارزمي، مقتل الحسين (ع)، ج 2، ص 26؛ ابن طاووس، إقبال الأعمال، ج 3، ص 345؛ أسرار الشهادة، ج2، ص296؛ ابن نما الحلي، مثير الأحزان، ص 21.
  4. السماوي، إبصار العين، ص 126.
  5. المحلي، الحدائق الوردية في مناقب الزيدية، ج 1، ص 212.
  6. السماوي، إبصار العين في أنصار الحسين (ع)، ص 127.
  7. الطوسي، الرجال، ص 78.
  8. السماوي، إبصار العين في أنصار الحسين (ع)، ص 126؛ النمازي الشاهرودي، مستدركات علم رجال الحديث، ج 4، ص 305؛ الحائري الشيرازي، ذخيرة الدارين، ص 249؛ الزنجاني النجفي، وسيلةالدارين، ص 158.
  9. الطبري، تاريخ الطبري، ج‌ 5، ص‌ 355؛ ابن أعثم الكوفي، الفتوح، ج‌ 5، ص‌ 34؛ السماوي، إبصار العين، ص 127.
  10. الطبري، تاريخ الطبري، ج‌ 5، ص‌ 355؛ البلاذري، أنساب الأشراف، ج2، ص334؛ الدينوري، الأخبار الطوال، ص 231.
  11. الطبري،تاريخ الطبري، ص 375؛ الزنجاني النجفي، وسيلة الدارين في أنصار الحسين، ص 158.
  12. الطبري، تاريخ الطبري، ج 6 ص 210؛الأحزان، ابن نما الحلي، ص 32.
  13. السماوي، إبصار العين، ص 127.
  14. الطبري، تاريخ الطبري، ص 444؛ ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 4، ص 73؛ ابن كثير، البداية والنهاية، ج 8، ص 185.
  15. الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 444؛ السماوي، إبصار العين، ص 127؛ ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 4، ص 73؛ البلاذري، أنساب الأشراف، ج 3، ص 197؛ ابن نما الحلي، مثير الأحزان، ص 49.
  16. ابن طاوس، إقبال الأعمال، ج 3، ص 79؛ العلامة الحلي، بحار الأنوار، ج 45، ص 73.
  17. القمي، نفس المهموم، ص 574.