البقعة المباركة

من ويكي علوي
مراجعة ١٧:٣١، ٣ نوفمبر ٢٠٢٣ بواسطة Qanbar (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب''''البقعة المباركة،''' أو الوادي المقدس طوى، أو الوادي الأيمن، هي المكان الذي تكلّم فيه الله تعالى مع موسى (ع) واختاره نبياً، وأشار إليها القرآن في بعض آياته، حيث يعد أكثر المفسرين إنّ هذه البقعة أصبحت مباركة؛ لأنّ الله...')
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

البقعة المباركة، أو الوادي المقدس طوى، أو الوادي الأيمن، هي المكان الذي تكلّم فيه الله تعالى مع موسى (ع) واختاره نبياً، وأشار إليها القرآن في بعض آياته، حيث يعد أكثر المفسرين إنّ هذه البقعة أصبحت مباركة؛ لأنّ الله سبحانه تكلّم مع موسى عليه السلام فيها، وبما أنّ هذا المكان كان مقدساً أمر الله موسى أن يخلع نعليه فيه.

الموجز

البقعة المباركة هي أرض مباركة، ومصطلح قرآني ذكر مرة واحدة في القرآن وتحديداً في آية 30 من سورة القصص، قال تعالى: قالب:قرآن، فعندما توجه النبي موسى (ع) من مدين إلى مصر ليلاً لفت انتباهه نار من جانب طور سيناء، فذهب نحوها،[١] ففي هذا الوقت بعث الله موسى نبياً، ومنحه الإعجاز وهي عصاه واليد البيضاء،[٢] كما وصفت روايات الشيعة أنّ مدفن النبي (ص)[٣] والأئمة[٤] بالبقعة المباركة، وورد أيضا أن كربلاء هي البقعة المباركة.[٥]

المكان

أشار القرآن الكريم في عدّة مواضع إلى تكلّم الله مع موسى (ع)، ففي سورتي طه والنازعات ذُكر أنّ موسى سمع النداء الإلهي من "الوادى المقدس طوى"،[٦] وبما أنه مكان مقدّس أمر الله نبيه موسى بخلع نعليه.[٧]

عدّ المفسّرون البقعة المباركة والوادي المقدّس طوى هو الوادي الأيمن نفسه،[٨] حيث يقع هذا المكان في جنوب صحراء سينا، وتحديداً يقع على الجانب الأيمن من جبل طور عند التوجه إلى مصر عن طريق مدين.[٩]

كذلك ورد في بعض الروايات أنّ المقصود من البقعة المباركة هي أرض كربلاء، ففسّرت الروايات التي وردت في كامل الزيارات[١٠] وتهذيب الأحكام[١١] عبارة "شاطئ الوادي الأيمن" في الآية بنهر "الفرات" والبقعة المباركة بـ"كربلاء"، وقد أشار الفيض الكاشاني[١٢] وصاحب البرهان في تفسير القرآن[١٣] إلى ذلك، كما أنّ المجلسي ذكرها أيضاً في بحار الأنوار،[١٤] وكذلك في بعض نصوص زيارات الأئمة عبّرت عن مدفنهم بالبقعة المباركة.[١٥] لكن هناك مِن الكتّاب مَن يرى أنّ هذا التفسير خلافاً لصريح القرآن.

تبرك البقعة

يرى معظم مفسّري الشيعة والسنة أنّ سبب تبرك البقعة هو لتكلّم الله مع النبي موسى (ع)، وأنه بُعث في هذا المكان بـالنبوة،[١٦] كما يرى ذلك العلامة الطباطبائي من أنّ البقعة أصبحت مباركة؛ لأنّ الله تحدث مع موسى عليه السلام فيها، وتشرفت بهذا الحدث،[١٧] لكن هناك من يرى أنّ وجود الأشجارة الكثيرة والمثمرة في تلك البقعة هي السبب في بركته.[١٨]

كذلك يقول الطبرسي إنّ هذا المكان هي البقعة التي قال الله لموسى اخلع نعليك فيها،[١٩] ويرى العلامة الطباطبائي قداسة البقعة ومكانتها السامية هي الداعية إلى أن يأمر الله موسى بخلع نعليه،[٢٠] كما يقول صاحب التبيان في تفسير القرآن أيضاً ونقلا ً عن الإمام علي عليه السلام أنّ العلة من وراء خلع موسى لنعليه وامتثاله لأمر الله هي تلقي البركة من البقعة،[٢١] ومن جهة أخرى يعتبر خلع النعل منتهى التواضع لتلقي رسالة الإلهية.[٢٢]


الهوامش

قالب:مراجع

المصادر والمراجع

قالب:المصادر

  • القرآن الكريم.
  • ابن الجوزي، عبد الرحمن بن علي، زاد المسير، بيروت، دار الکتب العربي، 1422 هـ.
  • ابن قولوية، جعفر بن محمد، کامل الزيارات، تصحيح: عبدالحسين اميني، النجف، دار المرتضوية، 1356 ش.
  • ابن المشهدي، محمد بن جعفر، المزار الکبير، تصحيح:‌ جواد قيومي أصفهاني، قم، مكتب النشر الإسلامي التابع لرابطة مدرسي حوزة قم العلمية، 1419 هـ.
  • البحراني، هاشم، البرهان في تفسير القرآن، طهران، مؤسسة البعثة، 1416 هـ.
  • الحيدري، حسن، «البقعة المباركة» في دائرة المعارف قرآن کريم، 1382 ش.
  • الشهيد الأول، محمد بن مکي، المزار، تصحيح:‌ محمدباقر موحد أبطحي أصفهاني، قم، مدرسه الإمام مهدي عليه‌السلام، 1410 هـ.
  • الطباطبائي، محمد حسين، الميزان في تفسير القرآن، قم، رابطة مدرسي حوزة قم العلمية، 1417 هـ.
  • الطبرسي، الفضل بن الحسن، مجمع البيان في تفسير القرآن، طهران، دار ناصر خسرو للنشر، 1372 ش.
  • الطوسي، محمد بن الحسن، التبيان في تفسير القرآن، بيروت، دار إحياء التراث العربي، د ت.
  • الطوسي، محمد بن حسن، تهذيب الاحکام، طهران، دار الکتب الإسلامية، 1407 هـ.
  • الفيض کاشاني، ملامحسن، الأصفى في تفسير القرآن، قم، مركز التبليغ الديني، 1418 هـ.
  • المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، بيروت، دار إحياء التراث العربي، 1403 هـ.
  • المصطفوي، حسن، التحقيق في کلمات القرآن الکريم، طهران، مركز الكتاب للنشر والترجمة، 1360 ش.
  • مكارم الشيرازي، ناصر، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، قم، مدرسة الإمام علي بن أبي طالب (ع)، 1397 ش.
  1. المصطفوي، التحقيق في كلمات القرآن الكريم، ج 1، ص 315.
  2. مكارم الشيرازي، الأمثل، ج 12، ص 226.
  3. ابن المشهدي، المزار الكبير، ص 55.
  4. الشهيد الأول، المزار، ص 34، 65؛ ابن المشهدي، المزار الكبير، ص 555.
  5. ابن قولويه القمي، كامل الزيارات، ص49؛ ابن المشهدي، المزار الكبير، ص 115.
  6. طه: 11 ـ 12، النازعات: 16.
  7. طه: 12.
  8. الفيض الكاشاني، الأصفى في تفسير القرآن، ج 2، ص 902.
  9. حیدری، «بقعه مبارکه»، ج 5، ص 613.
  10. ابن قولویه، کامل الزیارات، ص 48 ــ 49.
  11. الطوسي، تهذيب الأحكام، ج 6، ص 38.
  12. الفيض الكاشاني، الأصفى في تفسير القرآن، ج 2، ص 927.
  13. البحراني، البرهان في تفسير القرآن، ج 4، ص 265.
  14. المجلسي، بحار الأنوار، ج 13، ص 25.
  15. المجلسي، بحار الأنوار، ج 97، ص 160 ــ 161، ج 107، ص 152.
  16. الطوسي، التبيان، ج 7، ص 392؛ الطبرسي، مجمع البيان، ج 7، ص 392؛ الطباطبائي، الميزان، ج 16، ص 32؛ ابن الجوزي، زاد المسير، ج 3، ص 383.
  17. الطباطبائي، الميزان، ج 16، ص 32.
  18. الطوسي، التبيان، ج 7، ص 392.
  19. الطبرسي، مجمع البيان، ج 7، ص 392.
  20. الطباطبائي، الميزان، ج 16، ص 32.
  21. الطوسي، التبيان، ج 7، ص 164.
  22. مكارم الشيرازي، الأمثل، ج 9، ص 533.