أبو حذيفة
أبو حذيفة هو قيس بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف، هو أحد صحابة رسول الله (ص)، ومن أوائل المسلمين، ومن المهاجرين إلى الحبشة والمدينة، وكان من الذين شهدوا معركة بدر، وأحد، والخندق، والمشاهد الأخرى مع رسول الله (ص)، وكذلك من المشاركين في بعض السرايا التي أرسلها رسول الله (ص). قُتل في معركة اليمامة سنة 12 هـ.
اسمه ونسبه
أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي العبشمي،[١] ويوجد أختلاف في اسمه في المصادر التاريخية، ذكر ابن سعد في طبقاته أنه «هُشَيْم»،[٢] وابن هشام في السيرة النبوية ذكر أن اسمه «مِهشم»،[٣] وذكر خليفة بن خياط في طبقاته أن اسمه «هشام»،[٤] وقال ابن عبد البر أنه «هاشم»،[٥] وقال السهيلي في كتابه الروض الأنف أن اسمه «قيس» ومهشم هو شخص آخر من أولاد المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم.[٦]
كان أبوه عتبة بن ربيعة من سادة قريش في الجاهلية وقد قُتل في معركة بدر قبل أن يُسلم،[٧] أمّا أمه فهي فاطمة بنت صفوان بن أمية بن محرث الكناني،[٨] وأخته هند بنت عتبة زوجة أبي سفيان، وأخوه هو الوليد بن عتبة بن ربيعة.[٩]
إسلامه وهجرته
إسلامه
أسلم قبل دخول رسول الله (ص)، والمسلمين دار الأرقم بن أبي الأرقم.[١٠]
هجرته
من الذين هاجروا إلى الحبشة الهجرتين، وإلى المدينة.
إلى الحبشة كان من الذين هاجروا إلى الحبشة، ومعه امرأته سهلة ابنة سهيل، وولدت له هناك محمد بن أبي حذيفة،[١١] وذكرت بعض المصادر التاريخية أنه رجع مع الذين رجعوا من الحبشة إلى مكة؛ وذلك لما بلغهم أن أهل مكة قد أسلموا، حتى إذا دنوا من مكة بلغهم أنّ ما كانوا تحدثوا به من إسلام أهل مكة كان باطلاً، فدخل أبو حذيفة بجوار أمية بن خلف، ومن ثم هاجر إلى الحبشة الهجرة الثانية.[١٢]
إلى المدينة كان من أوائل الذين هاجروا إلى المدينة، ومعه سالم مولاه،[١٣] وقد نزلا على عباد بن بشر، وآخى رسول الله (ص) بين أبي حذيفة وعباد بن بشر.[١٤]
مشاركته في الحروب
كان من الذين شهدوا معركة بدر، وأحد، والخندق، والمشاهد الأخرى مع رسول الله (ص)،[١٥] وكذلك من المشاركين في بعض السرايا التي أرسلها رسول الله (ص)، ومنها: سرية حمزة بن عبد المطلب وذلك بعد 7 أشهر من الهجرة النبوية،[١٦] وسرية عبد الله بن جحش،[١٧] وسرية قطن بقيادة أبو سلمة،[١٨] وقد ذكر الواقدي في كتابه المغازي أنه اشترك في قتل أبيه عتبة في معركة بدر،[١٩] ولكن أكثر المؤرخين ذكروا أن من قتل عتبة بن ربيعة الحمزة[٢٠] أو الحمزة والإمام علي (ع).[٢١]
قُتل في معركة اليمامة سنة 12 هـ، وقال ابن سعد في طبقاته أن عمره عند وفاته كان 53 أو 54 عاماً،[٢٢] وقال ابن حجر كان عمره 56 عامأً.[٢٣]
محمد بن أبي حذيفة
ولد في أرض الحبشة في عهد النبوة فرباه عثمان بن عفان، فلما شب رغب في غزو البحر فجهزه عثمان وأرسله إلى مصر فغزى غزوة ذات الصواري مع عبد الله بن سعد فلما عاد منها جعل يتألف الناس وأظهر خلاف عثمان فرأسوه عليهم، ودعا الى خلع عثمان فكتب إليه عثمان يعاتبه ويذكره تربيته، وبعد قتل عثمان ولاّه الإمام علي على أمارة مصر ولما أراد معاوية الخروج إلى صفين بدأ بمصر فقاتله، فلم يلبث معاوية أن قبض عليه وسجنه في دمشق ثم أرسل إليه من يقتله في السجن.[٢٤]
الهوامش
المصادر والمراجع
- ابن إسحاق، محمد بن إسحاق، سيرة ابن إسحاق، د.م، مكتب دراسات التاريخ والمعارف الإسلامية، د.ت.
- ابن الأثير، علي بن أبي الكرم، أسد الغابة في معرفة الصحابة، تحقيق: علي محمد معوض، وعادل أحمد عبد الموجود، بيروت، دار الكتب العلمية، ط 1، 1415 هـ/ 1994 م.
- ابن الكلبي، هشام بن محمد، جمهرة النسب، تحقيق: عبد الستار أحمد، الكويت، 1402 هـ.
- ابن حزم، علي بن أحمد، جوامع السيرة النبوية، بيروت، دار الكتب العلمية، د.ت.
- ابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي، الإصابة في تمييز الصحابة، القاهرة، د.ن، 1328 هـ.
- ابن خياط، خليفة بن خياط، الطبقات، المحقق: سهيل زكار، بيروت، دار الفكر، 1414 هـ/ 1993 م.
- ابن سعد، محمد بن سعد، الطبقات الكبرى، تحقيق: محمد عبد القادر عطا، بيروت، دار الكتب العلمية، ط 1، 1410 هـ/ 1990 م.
- ابن عبد البر، يوسف بن عبد الله، الاستيعاب في معرفة الأصحاب، تحقيق: علي محمد البجاوي، بيروت، دار الجيل، ط 1، 1412 هـ/ 1992 م.
- ابن هشام، عبد الملك بن هشام، السيرة النبوية، تحقيق: مصطفى السقا وآخرون، القاهرة، شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر، 1355 هـ/ 1936 م.
- البلاذري، أحمد بن يحيى، أنساب الأشراف، تحقيق: سهيل زكار ورياض الزركلي، بيروت، دار الفكر، ط 1، 1417 هـ/ 1996 م.
- الحلبي، علي بن إبراهيم، السيرة الحلبية، بيروت، دار الكتب العلمية، ط 2، 1427 هـ.
- الزركلي، خير الدين بن محمود، الأعلام، بيروت، دار العلم للملايين، ط 5، 2002 م.
- السهيلي، عبد الرحمن بن عبد الله، الروض الأنف، تحقيق: عمر عبد السلام السلامي، بيروت، دار إحياء التراث العربي، ط 1، 1421 هـ/ 2000 م.
- الواقدي، محمد بن عمر، مغازي الواقدي، تحقيق: مارسدن جونس، بيروت، دار الأعلمي، ط 3، 1409 هـ/ 1989 م.
- ↑ ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 3، ص 61.
- ↑ ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 3، ص 62.
- ↑ ابن هشام، السيرة النبوية، ج 1، ص 277.
- ↑ ابن خياط، الطبقات، ص 41.
- ↑ ابن عبد البر، الاستيعاب، ج 4، ص 1631.
- ↑ السهيلي، الروض الأنف، ج 5، ص 216؛ ابن حزم، جوامع السيرة، ص 88.
- ↑ الزركلي، الأعلام، ج 4، ص 200.
- ↑ ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 3، ص 62؛ ابن خياط، الطبقات، ص 41؛ ابن الأثير، أسد الغابة، ج 6، ص 68.
- ↑ ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 3، ص 62.
- ↑ ابن الأثير، أسد الغابة، ج 6، ص 68.
- ↑ ابن إسحاق، سيرة ابن إسحاق، ص 176.
- ↑ ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 3، ص 62؛ البلاذري، أنساب الأشراف، ج 1، ص 199؛ الحلبي، السيرة الحلبية، ج 1، ص 462.
- ↑ ابن هشام، السيرة النبوية، ج 1، ص 277.
- ↑ ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 3، ص 62.
- ↑ ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 3، ص 62؛ ابن عبد البر، الاستيعاب، ج 4، ص 1631.
- ↑ الواقدي، المغازي، ج 1، ص 9.
- ↑ الواقدي، المغازي، ج 1، ص 19.
- ↑ الواقدي، المغازي، ج 1، ص 345.
- ↑ الواقدي، المغازي، ج 1، ص 70.
- ↑ البلاذري، أنساب الأشراف، ج 4، ص 285.
- ↑ الزركلي، الأعلام، ج 4، ص 200.
- ↑ ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 3، ص 63.
- ↑ ابن حجر العسقلاني، الإصابة، ج 4، ص43.
- ↑ ابن الكلبي، جمهرة النسب، ص 200؛ البلاذري، أنساب الأشراف، ج 9، ص 370 ــ 371.