سورة النور

من ويكي علوي
مراجعة ٠٩:٠٩، ٢٩ أكتوبر ٢٠٢٣ بواسطة Qanbar (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب''''سورة النور'''، هي السورة الرابعة والعشرون ضمن الجزء الثامن عشر من القرآن الكريم، وهي من السور المدنية، واسمها مأخوذ من الآية (35). تتحدث عن العقوبة الشديدة للمرأة الزانية والرجل الزاني، وعن السُبل لاجتناب التدهور الأخلاقي، وآداب المعاملة،...')
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

سورة النور، هي السورة الرابعة والعشرون ضمن الجزء الثامن عشر من القرآن الكريم، وهي من السور المدنية، واسمها مأخوذ من الآية (35). تتحدث عن العقوبة الشديدة للمرأة الزانية والرجل الزاني، وعن السُبل لاجتناب التدهور الأخلاقي، وآداب المعاملة، ومبادئ تربية الأولاد، كما تتحدث عن التوحيد والمبدأ والمعاد.

ومن آياتها المشهورة قوله تعالى في الآية (35): قالب:قرآن، وكذلك الآيات (11-26).

ورد في فضل قراءتها روايات كثيرة، منها ما رويَ عن النبي صلی الله عليه وآله وسلم: من قرأ سورة النور أُعطي من الأجر عشر حسنات بعدد كل مؤمن ومؤمنة فيما مضى وفيما بقي.

تسميتها وآياتها

سُميت هذه السورة بـــ (النور)؛ لذكر الله مقروناً بالنور، من قوله تعالى في الآية (35): قالب:قرآن،[١] وآياتها (64)، تتألف من (1381) كلمة في (5755) حرف.[٢] وتُعتبر من سور المثاني، أي: السور التي لا تبلغ آياتها المئة، وسميت بالمثاني؛ لأنها تُثنّى، أي: تُكرّر قراءتها أكثر مما تقرأ غيرها من الطوال والمئين.[٣]

ترتيب نزولها

سورة النور من السور المدنية،[٤] ومن حيث الترتيب نزلت على النبي صلی الله عليه وآله وسلم بالتسلسل (103)، لكن تسلسلها في المصحف الموجود حالياً في الجزء (18) بالتسلسل (24) من سور القرآن.[٥]

معاني مفرداتها

أهم المعاني لمفردات السورة:

(الْمُحْصَنَاتِ): العفيفات، سُميت العفيفة مُحصنة؛ لأنها منعت نفسها عن القبيح، ومنه الحُصن؛ لأنه يمنع من الأعداء.
(الإِفْكِ): الكذب، وقيل: أشد الكذب.
(كَمِشْكَاةٍ ): الكوة في الحائط غير النافذة، وأصله الوعاء يُجعل فيه الشيء.
(لُّجِّيٍّ): الذي لا يُدرك قعره لعمقه.
(الْوَدْقَ): المطر الشديد.[٦]

محتواها

يتلخّص محتوى السورة في عدّة أقسام:

الأول: بيان للعقاب الشديد للمرأة الزانية والرجل الزاني، وبيان حدّ الزنا وشروطه.
الثاني: يتناول أحد السبل لاجتناب التدهور الأخلاقي.
الثالث: يُبيّن جانب من آداب المعاملة، ومبادئ تربية الأولاد.
الرابع: يتحدث عن مسائل خاصة بالتوحيد والمبدأ والمعاد.[٧]

آياتها المشهورة

آية الإفك

الآيات من (11-26) نزلت في بعض ممَن كان مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حين افتراءهم على بعض زوجاته صلى الله عليه وآله وسلم، بغية تسقيطه وأذيته صلى الله عليه وآله وسلم. وقد اختلف المفسرون والمحدّثون عند الشيعة والسنّة في تحديد الزوجة التي رُميت بالإفك ونزلت فيها هذه الآيات، فمنهم مَن قال: هي عائشة بنت أبي بكر، ومنهم مَن قال: أنّها مارية القبطية، إلا أنّ الغالبية من المفسرين ذهبوا للقول الأول.[٨]

آية النور

قوله تعالى:قالب:قرآن،[٩]

أُختلف في معنى الله نور السموات والأرض، فأحد الأقوال: الله هادي أهل السموات والأرض إلى ما فيه مصالحهم، والثاني: الله مُنوّر السموات والأرض والشمس والقمر والنجوم، والثالث: مُزّين السموات بالملائكة ومُزيّن الأرض بالأنبياء والعلماء،[١٠] والمشبّهةُ به ما ذُكر من قوله قالب:قرآن لا لمجرد المشكاة، لأنّ هذا كثير في تمثيلات القرآن.[١١]

وفي تفسير نور الثقلين: روي عن الإمام الباقر عليه السلام، في توحيد الصدوق،‏ أنه قال: «إن المشكاة نور العلم في صدر النبي صلی الله عليه وآله وسلم والزجاجة صدر علي عليه السلام... ونور علي نور إمام مؤَيد بنور العلم والحكمة في أثر الإمام من آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وذلك من لدن آدم إلى أن تقوم الساعة، فهؤلاء الأوصياء الذين جعلهم اللّه خلفاء في أرضه وحجج على خلقه، لا تخلو الأرض في كل عصر من واحد منهم». وعن الإمام الصادق عليه السلام في قول الله : قالب:قرآن، قال: «المشكاة فاطمة قالب:عليها السلام والمصباح الحسن عليه السلام والزجاجة الحسين عليه السلام»، وغيرها من الروايات الكثيرة.[١٢]

آيات الأحكام

  • الآية (31) ترتبط بأحكام الزينة والستر والنظر، فإنها تدلّ على حرمة إبداء المرأة لزينتها، وعليها أن تضرب بخمارها على جيبها، الخمار: ما يستر الرأس ويغطيه من القماش، والجيوب: جمع جيب وهو الصدر.[١٤]

فضيلتها وخواصها

وردت فضائل كثيرة في قراءتها، منها:

  • عن النبي صلی الله عليه وآله وسلم: «من قرأ سورة النور أُعطي من الأجر عشر حسنات بعدد كل مؤمن ومؤمنة فيما مضى وفيما بقي».[١٥] وعنه صلى الله عليه وآله وسلم: «لا تنزلوا النساء الغرف، ولا تعلموهنّ الكتابة وعلموهنّ المغزل وسورة النور».[١٦] وعنهصلى الله عليه وآله وسلم قال: «من كتبها وجعلها في فراشه الذي ينام عليه، لم يحتلم فيه أبداً».[١٧]


قبلها
سورة المؤمنون
سورة النور

بعدها
سورة الفرقان

المصادر والمراجع

  • القرآن الكريم.
  • الأيرواني، باقر، دروس تمهيدية في تفسير آيات الأحكام، قم-إيران، دار الفقه، ط 3، 1428 هـ.
  • البحراني، هاشم، البرهان في تفسير القرآن، بيروت - لبنان، دار إحياء التراث العربي، ط 1، 1429 هـ.
  • الحويزي، عبد علي بن جمعة، تفسير نور الثقلين، بيروت-لبنان، مؤسسة التاريخ العربي، ط 1، د. ت.
  • الخرمشاهي، بهاء الدين، موسوعة القرآن والدراسات القرآنية، إيران - طهران، مؤسسة الأصدقاء، 1377 ش.
  • الرازي، محمد بن عمر، التفسير الكبير، بيروت - لبنان، دار الكتب العلمية، ط 4. 1434 هـ.
  • الزمخشري، محمود بن عمر، الكشّاف، بيروت - لبنان، دار صادر، ط 1، 1431 هـ.
  • الطباطبائي، محمد حسين، الميزان في تفسير القرآن، قم - إيران، دار المجتبى، ط 1، 1430 هـ.
  • الطبرسي، الفضل بن الحسن، مجمع البيان، طهران-إيران، دار الأسوة، ط 1، 1426 هـ.
  • الطوسي، محمد بن الحسن، التبيان في تفسير القرآن، قم - إيران، مؤسسة النشر الإسلامي، ط 1، 1431 هـ.
  • الموسوي، عباس بن علي، الواضح في التفسير، بيروت - لبنان، مركز الغدير، ط 1، 1433 هـ.
  • معرفة، محمد هادي، التمهيد في علوم القرآن، قم-إيران، ذوي القربى، ط 1، 1428 هـ.
  • مغنية، محمد جواد، تفسير الكاشف، بيروت- لبنان، دار الأنوار، ط 4، د.ت.
  • مكارم الشيرازي، ناصر، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، بيروت - لبنان، مؤسسة الأميرة، ط 2، 1430 هـ.

وصلات خارجية

  1. الموسوي، الواضح في التفسير، ج 11، ص 87.
  2. الخرمشاهي، موسوعة القرآن والبحوث، ج 2، ص 1244.
  3. معرفة، التمهيد في علوم القرآن، ج 1، ص 313.
  4. الطوسي، تفسير التبيان، ج 9، ص 179؛ الرازي، التفسير الكبير، ج 23، ص 113.
  5. معرفة، التمهيد في علوم القرآن، ج 1، ص 170.
  6. الموسوي، الواضح في التفسير، ج 11، ص 98-160.
  7. مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ج 9، ص 87.
  8. الطوسي، تفسير التبيان، ج 9، ص 191؛ مغنية، تفسير الكاشف، ج 5، ص 403.
  9. سورة النور: 35.
  10. الطبرسي، مجمع البيان، ج 7، ص 378.
  11. الطباطبائي، تفسير الميزان، ج 15، ص 123.
  12. الحويزي، تفسير نور الثقلين، ج 5، ص 155-157.
  13. الأيرواني، دروس تمهيدية في تفسير آيات الأحكام، ج 1، ص 356، و ص 445، و ص 491، و ص 567.
  14. الأيرواني، دروس تمهيدية في تفسير آيات الأحكام، ج 1، ص 377.
  15. الزمخشري، تفسير الكشاف، ج 3، ص 1056.
  16. الحويزي، نور الثقلين، ج 5، ص 117.
  17. البحراني، تفسیر البرهان، ج 7، ص 31.