أم البنين

من ويكي علوي
مراجعة ٠٨:١٩، ٢ نوفمبر ٢٠٢٣ بواسطة Qanbar (نقاش | مساهمات)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

أمّ البنين، هي فاطمة بنت حزام، زوجة أمير المؤمنين علي عليه السلام، وأنجبت له العباسعليه السلام وإخوته الثلاثة الذين استشهدوا في واقعة كربلاء، وبما أنها من الفاضلات العارفات بحق أهل البيتعليهم السلام ومخلصة في ولائهم، فلها عند الشيعة مكانة مرموقة.

وبما أنّها أنجبت أربعة أولاد اشتهرت بأمّ البنين، ومن مواقفها أنّه لما أُنبئت بخبر استشهاد الإمام الحسين عليه السلام، بدأت ترثيه بأشعار حزينة حتى أنّ أعداء أهل البيتعليهم السلام لانت قلوبهم لشجوها، كما أنّها كانت تقدّم عزاء الإمام الحسينعليه السلام على أبنائها الأربعة، فيُشير ذلك إلى ولائها لأهل البيتعليهم السلام، ومعرفتها بهم. توفيت سنة 64 هـ، وقبرها في البقيع.

الاسم والكنية والنسب

ورد أن اسمها فاطمة،[١] وقيل أم البنين،[٢] لكن بما أنّ العرب لم يكونوا يُسمّون بالكنى عادة فالأرجح أن تكون ’أم البنين‘ كنيتها فحسب، ولربما هي الكنية التي كناها بها أبوها منذ الطفولة كما كان عادة العرب، لكن الأقوى هو تكنيتها بأم البنين بعد إنجابها البنين.

ولدت في أحضان قبيلة ذاع صيتها بشجاعة رجالها وفروستهم، فأبوها حزام بن خالد بن ربيعة[٣] بن الوحيد[٤] بن كعب بن عامر بن كلاب[٥] وأمّها ثُمامة (وقيل ليلى)[٦] بنت سهيل بن عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب.[٧]

زواجها

بعد وفاة فاطمة الزهراء استشار الإمام علي أخاه النسابة، عقيل بن أبي طالب للزواج بمن تنجب له غلاما فارسا، فدلّه عقيل عليها.[٨] أنجبت لأميرالمؤمنين أربعة أبناء عباس, جعفر, عبدالله وعثمان ساندوا كلهم أخاهم الحسين بن علي ابن أبي طالب عليه السلام في واقعة كربلاء واستشهدوا بين يديه.[٩]

قيل إنّها طلبت من زوجها، أميرالمؤمنين أن لايناديها باسمها ’فاطمة‘ كي لاتجرح مشاعر الحسنين.[١٠]

بعد واقعة كربلاء

فلما رجعت زينب إلى المدينة عزّتها في أولادها الأربعة[١١]’فكانت تخرج أم البنين إلى البقيع فتندب بنيها أشجى ندبة وأحرقها فيجتمع الناس إليها يستمعون منها، وكان مروان يجيئ فيمن يجيئ لذلك فلايزال يسمع ندبتها ويبكي‘.[١٢] وها هي أبيات شهيرة منسوبة إليها تنقل في المـآتم: قالب:بداية قصيدة قالب:بيت قالب:بيت قالب:بيت قالب:بيت قالب:بيت[١٣] قالب:نهاية قصيدة

وفاتها

روي أنها توفيت في 18 جمادى الآخرة، وفي خبر آخر توفيت 13 جمادى الآخرة سنة 64 هـ، وكان يوم الجمعة، فدخل الفضل بن العباس عليه السلام وهو باك وحزين على الإمام زين العابدينعليه السلام، وقال: لقد ماتت جدتي أم البنين. ويقع قبرها في الزاوية اليسرى من البقيع.[١٤]

ناقش السيد عبد الرزاق المقرم الأدلة التي استند بها لإثبات أن أم البنين كانت على قيد الحياة بعد استشهاد الإمام الحسين (ع) وواقعة الطف، وشكك في هذا الأمر.[١٥]

مكانتها عند الشيعة

وقد أشاد علماء الشيعة بمواقف أم البنين تجاه أهل البيت (ع)، وذكر باقر شريف القرشي قائلا: ولهذه السيّدة الزكية مكانة متميّزة عند أهل البيت عليهم‌السلام ، فقد أكبروا إخلاصها وولاءها للإمام الحسين عليه‌السلام ، وأكبروا تضحيات أبنائها المكرمين في سبيل سيّد الشهداء عليه‌السلام. [١٦]

قال أبو النصر البخاري في كتابه سر السلسلة العلوية: «لم يعقب أمير المؤمنين من فهرية بعد فاطمة عليها السلام إلا منها، ولم تخرج أم البنين إلى أحد قبله ولا بعده».[١٧]

وقال الشيخ المامقاني في كتابه تنقيح المقال: «ويستفاد من قوة إيمانها أنّ بشرا كلما نعى إليها أحد أولادها الأربعة قالت ما معناه أخبرني عن الحسين فأخذ ينعي لها أولادها واحدا واحدا حتى نعى إليها العباس عليه السلام قالت: يا هذا قطعت نياط قلبي، أولادي ومن تحت الخضراء كلهم فداء لأبي عبد الله الحسين عليه السلام، فها هي كما ترى قد هان عليها قتل بنيها الأربعة إن سلم الحسين عليه السلام ويكشف هذا عن أن لها مرتبة في الديانة رفيعة».[١٨]

وقال الشهيد الأول: "كانت أمّ البنين من النساء الفاضلات، العارفات بحقّ أهل البيت عليهم‌السلام ، مخلصة في ولائهم ، ممحضة في مودّتهم ، ولها عندهم الجاه الوجيه، والمحلّ الرفيع، وقد زارتها زينب الكبرى بعد وصولها المدينة تعزّيها بأولادها الأربعة ، كما كانت تعزّيها أيام العيد ... ".[١٩]

ووصفها عمر كحالة في كتابه أعلام النساء بقوله: «شاعرة فصيحة».[٢٠]

المصادر والمراجع

  • الأصفهاني، أبو الفرج، مقاتل الطالبيين، تحقيق: أحمد صقر، بيروت - لبنان، الناشر: دار المعرفة، د.ت.
  • المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد في معرفة حجج الله علي العباد، المحققون: لجنة البحث في مؤسسة آل البيت لإحياء التراث، قم - إيران، الناشر: المؤتمر العالمي لألفية الشيخ المفيد، ط 1، 1413 هـ.
  • البخاري، سهل بن عبد الله، سر السلسلة العلوية، ، قم - إيران، الناشر: انتشارات الشريف الرضي، ط 1، 1413 هـ.
  • السماوي، محمد بن طاهر، إبصار العين في أنصار الحسين عليه السلام، تحقيق: محمد جعفر الطبسي، قم - إيران، الناشر: دانشكاه شهيد محلاتي (جامعة الشهيد المحلّاتي)، ط 1، 1419 هـ.
  • الشوشتري، محمد تقي، قاموس الرجال، قم - إيران، الناشر: مؤسسة النشر الإسلامي، ط 1، 1424 هـ.
  • الزهيري، داود بن عبد الله بن أبي الكرام الجعفري، السيدة أم البنين (ع) سيرتها - كراماتها، بيروت - لبنان، الناشر: مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، ط 1، 2006م.
  • الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الطبري، تحقيق: أبوالفضل إبراهيم، مصر ، الناشر: دار المعارف، د.ت.
  • القرشي، باقر شريف، العباس بن علي عليهما السلام رائد الكرامة والفداء في الإسلام، بيروت - لبنان، الناشر: دار الأضواء للطباعة والنشر، ط 1، 1409 هـ/ 1989 م.
  • كحالة، عمر رضا كحالة، أعلام النساء، بيروت - لبنان، الناشر: مؤسسة الرسالة، ط 10، 1991 م.
  • الكلباسي، محمد إبراهيم، الخصائص العباسية، قم - إيران، الناشر: المكتبة الحيدرية، ط 1، 1420 هـ.
  • المامقاني، محي الدين بن الشيخ عبد الله بن الشيخ محمّد حسن، تنقيح المقال في علم الرجال، النجف - العراق، الناشر: المطبعة المرتضوية، الطبعة الحجرية، 1352 هـ.
  • المقرم، عبد الرزاق، قمر بني هاشم، النجف - العراق، الناشر: المطبعة الحيدرية، 1369 هـ.
  • المقرم، عبد الرزاق، مقتل الحسين (ع) أو حديث كربلاء، قم، انتشارات الشريف الرضي، د.ت.
  1. المقرم، قمر بني هاشم، ص 9، نقلا عن عمدة الطالب، ص 349، وتاريخ الخميس، ج 1، ص 317. ذكر الشوشتري في قاموس الرجال أن المصادر الأقدم لم تذكر لها اسما سوى أم البنين لكن المامقاني ذكر اسمها فاطمة ولم يوثقه.
  2. الشوشتري، قاموس الرجال، ج 12، ص 195.
  3. بدّله المفيد بـ’دارم‘: المفيد، الإرشاد، ج 1، ص 186.
  4. بدله أبوالفرج بـ’الوحيل‘. الأصفهاني، مقاتل الطالبين، ص 81.
  5. الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 153.
  6. المقرم، قمر بني هاشم، ص 9، نقلا عن عمدة الطالب، ص 349. الصحيح هو أن ليلى بنت مسعود بن خالد زوجة أخرى للإمام حسب الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 153.
  7. الإصفهاني، مقاتل الطالبيين، ص 82.
  8. الشوشتري، قاموس الرجال، ج 12، ص 196. نقلا عن عمدة الطالب، ص 357. المقرم، قمر بني هاشم، ص 5. نقلا عن عمدة الطالب، ص 349. للمقرم كلام طويل في تبرير سؤال الإمام عقيلاً رغم علمه حسبما يعتقده المقرم.
  9. الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 153.
  10. الكلباسي، الخصائص العباسية، ص 25.
  11. المقرم، قمر بني هاشم، ص 16.
  12. الإصفهاني، مقاتل الطالبين، ص 85.
  13. السماوي، إبصار العين، ص 64.
  14. الزهيري، أم البنين سيرتها وكراماتها، ص 169-170.
  15. المقرم، مقتل الحسين (ع)، ص 336.
  16. القرشي، العباس بن علي عليهما السلام، ص 23.
  17. البخاري، سر السلسلة العلوية، ص 88.
  18. المامقاني، تنقيح المقال، ج 3، من فصل النساء ص 70.
  19. القرشي، العباس بن علي عليهما السلام، ص 23.
  20. كحالة، أعلام النساء، ج 4، ص 40.