آية الصوم

من ويكي علوي
مراجعة ٠٧:٤٣، ٢ نوفمبر ٢٠٢٣ بواسطة Qanbar (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب''''آية الصوم''' (سورة البقرة: 183) تشير إلى وجوب الصوم على المؤمنين، ويعتقد المفسرون أنَّ وجوب الصيام ليس فقط مختصاً بالمؤمنين، بل يشمل كلَّ من أسلم وإن لم يكن لديه إيمان قوي، وتشير هذه الآية أيضاً إلى وجوب ال...')
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

آية الصوم (سورة البقرة: 183) تشير إلى وجوب الصوم على المؤمنين، ويعتقد المفسرون أنَّ وجوب الصيام ليس فقط مختصاً بالمؤمنين، بل يشمل كلَّ من أسلم وإن لم يكن لديه إيمان قوي، وتشير هذه الآية أيضاً إلى وجوب الصيام في الشرائع التي سبقت الإسلام، وكما بيَّنت التقوى كواحدة من فوائد الصيام.

نص الآية

يُطلق على الآية 183 من سورة البقرة في القرآن الكريم، آية الصوم، وهي قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ


وجوب الصوم على المؤمنين

تتحدث الآية 183 من سورة البقرة عن وجوب الصيام كأحد أوامر الشريعة الإسلامية. كما ذكر أبو حيان الأندلسي (المتوفى 745هـ) في تفسير البحر المحيط من أن الآيات السابقة في سورة البقرة شرَّعت ثلاثة موارد من أركان الإسلام، (الإيمان، والصلاة، والزكاة) وقد بينت هذه الآية الركن الرابع وهو الصيام.[١] واعتبر العلامة الطباطبائي هذه الآية بالإضافة للآيتين التاليتين بصدد تشريع وجوب الصيام في شهر رمضان.[٢]

وجوب الصوم لا يختص بالمؤمنين

لا يعتبر المفسرون وجوب الصيام في هذه الآية مقتصراً على المؤمنين، بل يشمل كل من اعتنق دين الإسلام وإن لم يكن مؤمناً قوياً،[٣] وورد في رواية عن الإمام الصادق(ع) أن هذا الحكم يشمل الضال والمنافق وكل من أسلم،[٤] واستفاد العلامة الطباطبائي من قوله تعالى في الآية (يا أيها الذين آمنوا) بأنَّه تعالى خاطب الناس بصفة الإيمان؛ ليقبلوا الأحكام التي تأتيهم من ربِّهم.[٥]

ويقول ناصر مكارم الشيرازي حيث أن الصيام مصحوب بالمشقة والصعوبة، ففي هذه الآية تعبيرات تفتح القلب، وترفع معنويات الإنسان، وعلى هذا الأساس يقول الإمام الصادققالب:اختصار/ع: لذة ما في النداء -أي يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا- أزال تعب العبادة والعناء.[٦]

وجوب الصوم في الشرائع قبل الإسلام

ورد في الآية التصريح بوجوب الصيام على أتباع الشرائع السابقة على الإسلام أيضاً، وذلك في الآية {كما كتب على الذين من قبلكم}، ولكن تباينت الآراء في نفسير هذه الجملة، ويشير الشيخ الطوسي إلى ثلاثة أقوال في تفسيرها: حيث يقول البعض بأن المقصود كون الصيام قرر على أتباع الشرائع السابقة في أيام قليلة كما المسلمين، ويعتقد البعض الآخر بأن المراد منها المسيحيين الذين وجب عليهم أيضاً صيام شهر رمضان، كما ناقش البعض الاختلاف في مدة الصيام بين المسلمين والأمم السابقة.[٧]

أما العلامة الطباطبائي فلا يعتبر الآية بصدد بيان كيفية الصيام في الشرائع السابقة وتحديد من هم الذين كان قد وجب عليهم الصيام، بل إنَّ الآية -برأيه- تشير إلى أصل وجوب الصيام على أتباع الشرائع السابقة لإعداد ذهنية المسلمين لتقبل تشريع الصيام؛ ولكي لا يجدوه صعباً.[٨] ويشير أيضاً إلى أنَّ وجوب الصيام غير موجود في التوراة ولا في الأناجيل الموجودة على الرغم من أن الصوم قد مُدح في هذه الكتب، كما أن بعض اليهود والمسيحيين يصومون بشكل مختلف عن المسلمين، ويُشير أيضاً العلامة الطباطبائي إلى قصة صيام زكريا وصيام مريم في القرآن والذي يختلف عن صيام المسلمين.[٩]

فلسفة الصيام

يعتقد العلامة الطباطبائي أنه ووفقاً لتعاليم القرآن فإن آثار الطاعة والعصيان تعود للإنسان، وفيما يتعلق بالصيام فقد ورد أثره في الجملة الأخيرة من الآية، في قوله تعالى (لعلكم تتقون).[١٠] وذكر ناصر مكارم الشيرازي أيضا أن فلسفة وجوب الصيام في الجملة الأخيرة من آية الصوم وهي عبارة (لعلكم تتقون)، كما يرى أنَّ الصوم عامل مؤثر في ترسيخ التقوى.[١١]


المصادر والمراجع

  • القرآن الكريم.
  • أبو حیان الأندلسي، محمد بن یوسف، البحر المحیط في التفسیر، بیروت، دار الفکر، 1420هـ.
  • البحراني، السید هاشم، البرهان في تفسیر القرآن، طهران، بنیاد بعثت، 1416هـ.
  • الطباطبائي، السید محمد حسین، المیزان في تفسیر القرآن، قم، مؤسسة النشر الإسلامي، 1417هـ.
  • الطبرسي، الفضل بن الحسن، مجمع البیان في تفسیر القرآن، طهران، انتشارات ناصر خسرو، 1372ش.
  • الطوسي، محمد بن الحسن، التبیان في تفسیر القرآن، بیروت، دار إحیاء التراث العربي، د.ت.
  • العیاشي، محمد بن مسعود، تفسیر العیاشي، طهران، المطبعة العلمیة، 1380ش.
  • مکارم الشیرازي، ناصر، تفسیر الأمثل، طهران، دار الکتب الإسلامیه، 1374ش.
  1. أبو حیان الأندلسي، البحر المحیط، 1420هـ، ج 2، ص 177.
  2. الطباطبائي، المیزان، 1417هـ، ج 2، ص 5.
  3. الطوسي، التبیان، ج 2، ص 115؛ الطبرسی، مجمع البیان، 1372ش، ج 2، ص 490؛ البحراني، البرهان، 1416هـ، ج 1، ص 385.
  4. العياشي، تفسیر العیاشي، 1380هـ، ج 1، ص 78.
  5. الطباطبائي، المیزان، 1417هـ، ج 2، ص 6.
  6. مکارم الشیرازي، تفسیر الأمثل، 1374ش، ج 1، ص 624.
  7. الطوسي، التبیان، ج 2، ص 115.
  8. الطباطبائي، المیزان، 1417هـ، ج 2، ص 5.
  9. الطباطبائي، المیزان، 1417هـ، ج 2، ص 7.
  10. الطباطبائي، المیزان، 1417هـ، ج 2، ص 8.
  11. ناصر مکارم الشیرازي، تفسیر الأمثل، 1374ش، ج 1، ص 623 ـ 624.