آية البر

من ويكي علوي
مراجعة ٠٦:٠١، ٢ نوفمبر ٢٠٢٣ بواسطة Qanbar (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب''''آية البِرّ''' هي الآية 177 من سورة البقرة، والتي نزلت في وصف البِرّ وأصحاب البِرّ، حسب ما ورد في هذه الآية إنَّ البِرّ يشمل الإيمان بالله تعالى، {{و}}الآخرة، {{و}}الملائكة، {{و}}الأنبياء، {{و}}الإنفاق، وإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، {{و}}الوفا...')
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

آية البِرّ هي الآية 177 من سورة البقرة، والتي نزلت في وصف البِرّ وأصحاب البِرّ، حسب ما ورد في هذه الآية إنَّ البِرّ يشمل الإيمان بالله تعالى، والآخرة، والملائكة، والأنبياء، والإنفاق، وإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، والوفاء بالعهد، والتقوى. وقد ورد عن النبي محمد(ص) أنَّه من عمل بهذه الآية كمل إيمانه. في شأن نزول هذه الآية ذهب البعض إلى إنَّها نزلت في زمن الهجرة من مكة إلى المدينة، وذهب البعض الآخر إنَّها نزلت بعد تغيير القبلة.

نص الآية

هي الآية 177 من سورة البقرة قال تعالى: لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا ۖ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ ۗ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ خطأ استشهاد: إغلاق </ref> مفقود لوسم <ref> وذهب البعض الآخر إنَّ هذه الآية نزلت بعد تغيير القبلة.[١] وقد ذكر هؤلاء المفسرون إنَّه بعد تغيير القبلة من بيت المقدس إلى مكة، حدث خلاف بين الناس، ونزلت هذه الآية بسبب ذلك الخلاف.[٢]

كمال الإيمان

ورد في العديد من التفاسير الروائية حديث عن رسول الله(ص) أنَّه من عمل بهذه الآية يكمل إيمانه.[٣] يذهب العلامة الطباطبائي وعلى خلاف البعض، إنَّ الآية لا تختص بالأنبياء، على الرغم من صعوبة العمل بها، إلا أنَّها تشمل المعصومين وأولي الألباب أيضاً الذين يذكرون الله تعالى على الدوام وفي كل أحوالهم.[٤]

معنى البِرِّ

لكلمة «البِرّ» معاني مختلفة، منهما: الإيمان، والخير، والإحسان، واللطف، والصدق، والتقوى وأي عمل يدعو إلى الرضا. واعتبره البعض اسم جامع لكل العبادات وأعمال الخير التي تقرب الإنسان من الله تعالى.[٥] ويرى الشيخ مكارم الشيرازي أنَّ كلمة «البِرّ» لها جانب وصفي وتعني المحسن الذي يخرج من إطار ذاته ليتسع ويصل عطاؤه إلى الآخرين، وهي في الأصل الصحراء و المكان الفسيح.[٦]

نقل المفسرين عدة أقول حول معنى «البِرّ» في هذه الآية،[٧] فيذهب البعض على أنَّها تعني الصلاة فقط،[٨] وقد اعتبر البعض الآخر بالإضافة إلى الصلاة، فأنَّ جميع العبادات الشرعية التي أمر الله بها تدخل تحت معنى «البِرّ»،[٩] كما ذهب جماعة إنَّه بمعنى ما عليه النصارى من التوجه نحو المشرق، وما عليه اليهود من التوجه نحو المغرب؛[١٠] لأن الآيات التي قبلها قد قامت بتوبيخهم ولَومهم.[١١]

يرى العلامة الطباطبائي في مورد معنى «البِرّ» في هذه الآية، إنَّ الله تعالى وفي الكثير من الحالات الأخرى في القرآن يُبين المفهوم العام من خلال ذكر مصاديقه؛ لذلك بين الله هذا المفهوم من خلال مصاديقه وهو الخير والإحسان.[١٢] واعتبر الشيخ جوادي الآملي مفسر شيعي معاصر، إنَّ هذه الطريقة من الأساليب المفتاحية في القرآن، وهو ذكر المصداق بدل من عرض المفهوم الكلي، وهذه الطريقة ليست متعارفة في الكتب العلمية وهي ذكر المصداق في تبيين حقيقة من الحقائق؛ وذلك لأن القرآن الكريم ليس كتاباً علمياً صرفاً بل تعاليمه ممزوجة بالتزكية والتربية، فهو لم يستخدم الأساليب المتعارفة في الكتب العلمية عند البشر؛ لذلك في بعض الأحيان بدل الوصف يُبين الموصوف.[١٣]

محتوى الآية

يعتمد تفسير مضمون الجزء الأول من الآية على تحديد معنى «البِرّ»، وعلى هذا الأساس اعتبر البعض إن البر يعني الصلاة، وذكروا أن معنى هذا الجزء من الآية هي إنَّ الإحسان ليس مجرد الصلاة من دون العمل.[١٤] وذكر آخرون أن معنى البر ليس فقط الصلاة والعبادات الشرعية.[١٥] ويعتقد البعض إنَّ كلمة «البِرّ» تشير إلى أهل الكتاب؛ وذلك عندما أصروا بالثبات على التوجه نحو بيت المقدس، فأخبر الله تعالى توبيخاً لهم إن البر ليس في هذا الطريق، ولكن البر في طاعة الله.[١٦] وذكر البعض أنَّ هذه الآية نزلت بعد الخلاف الذي حصل بين المسلمين وأهل الكتاب، وعليه فالمخاطب فيها هو المسلمون وأهل الكتاب، ويدل مفهومها على إنَّ الخير ليس فقط في مسألة القبلة والعبادة.[١٧]

ورد في تفسير مجمع البيان، إنَّ الله سبحانه بين أن البر كله ليس في الصلاة فقط فإن الصلاة إنما أمر بها لكونها فيها مصلحة وصارفة عن الفساد، وكذلك العبادات الشرعية إنما أمر بها لما فيها من الألطاف والمصالح الدينية، فقال ليس البر كله في التوجه إلى الصلاة فقط، حتى يضاف إلى ذلك غيرها من الطاعات التي أمر الله بها.[١٨]

من هم المحسنون

ذهب الكثير من المفسرين وبناءً على هذه الآية القرآنية، فإن الأشخاص المحسنين وأصحاب البر هم الذين لديهم العديد من الصفات العقائدية والأخلاقية والعملية: [١٩]

  • الإيمان بالله، والآخرة، والملائكة والأنبياء: ويرى العلامة الطباطبائي إنَّ هذا جامع لجميع المعارف الحقة التي يريد الله سبحانه من عباده الايمان بها، والمراد بهذا الإيمان هو الإيمان التام الذي لا يعرضه شك أو اضطراب أو اعتراض أو سخط في شيء، ويؤدي إلى عدم وقوع الإنسان في الانحراف بالعمل والأخلاق.[٢٠]
  • الإنفاق: يوجد عدّة أقوال في تفسير قوله تعالى:قالب:قرآن ذكر البعض إنَّ المقصود من الإنفاق بالمال هو عندما تكون محتاج إلى تلك الأموال، لا عندما تصبح عاجز وغير قادر ولا تحتاج إلى تلك الأموال، وفسر البعض أنَّه ينفق من الأموال وهو يحبها، المقصود أن تنفق مما تحب، وفسر آخرون الإنفاق هو بسبب حب العطاء، والمقصود من هذه الفقرة هو عندما تعطي فاعطي للآخرين من أموالك بدافع الحب والمودة، وأخبراً ذكر البعض في تفسير هذه الفقرة هو إنفاق المال على حب الله وخالصاً لوجهه تعالى.[٢١]
  • إقامة الصلاة: المقصود منها إقامة الصلوات الواجبة.
  • إيتاء الزكاة: المقصود منها الزكاة الواجبة.
  • الوفاء بالعهد: ذكر البعض إنَّ الوفاء بالعهد هنا هو وفاء الإنسان بعهده مع الله، وخالف هذا التفسير العلامة الطباطبائي، والفخر الرازي حيث ذهبا إلى إنَّ مفادة هذه الفقرة يشمل أي نوع من أنواع العهد.[٢٢]
  • الصبر: قال البعض إنَّه يعني الصبر على الفقر والمرض والحرب.[٢٣]
  • الصدق: ذهب البعض إنَّ سبب تعريف أصحاب البر في آخر الآية بقوله تعالىقالب:قرآن؛ لأن الصدق من الأوصاف الشامل لجميع الفضائل من العلم والعمل، فأهل البر جمعوا كل الأوصاف التي تم ذكرها في الآية.[٢٤]قالب:ملاحظة
  • التقوى: يرى العلامة الطباطبائي إنَّ سبب ذكر التقوى في النهاية؛ لأن البر والصدق لو لم يتما لم تتم التقوى.[٢٥]


المصادر والمراجع

  • القرآن الكريم.
  • ابن كثير، إسماعيل بن عمر، تفسير القرآن العظيم، بيروت، دار الكتب العلمية، 1419 هـ.
  • ابن معصوم المدني، علي خان أحمد، الطراز الأول والكناز لما عليه من لغة العرب المعول، مشهد، مؤسسة آل البیت لإحیاء التراث، 1426هـ.
  • الآملي، عبد الله الجوادي، تسنيم في تفسير القرآن، قم، دار الإسراء للطباعة والنشر، ط1، 1436هـ.
  • الطباطبائي، محمد حسين، الميزان في تفسير القرآن، بيروت، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، ط2، 1390هـ.
  • الطبرسي، الفضل بن الحسن، مجمع البیان في تفسير القرآن، طهران، ناصر خسرو، ط3، 1372ش.
  • الطبري، محمد بن جرير، جامع البيان في تفسير القرآن، بيروت، دار المعرفة، ط1، 1412هـ.
  • الطوسي، محمد بن الحسن، التبيان في تفسير القرآن، بيروت، دار إحياء التراث العربي، د.ت.
  • الفخر الرازي، محمد بن عمر، مفاتيح الغيب، بيروت، دار إحياء التراث العربي، ط3، 1420هـ.
  • القمي، علي بن ابراهيم القمّي، تفسير القمّي، قم، دار الكتب، 1367ش.
  • الكاشاني، فتح الله، تفسير منهج الصادقين في الزام المخالفين، طهران، مكتبة محمد حسن علمي، 1330ش.
  • المظهري، محمد ثناء الله، التفسير المظهري، باكستان، مكتبة رشديه، 1412هـ.
  • شريف اللاهيجي، محمد بن علي، تفسير شريف اللاهيجي، تحقیق: میر جلال‌ الدین، طهران، داد، 1373ش.
  • مكارم الشيرازي، ناصر، تفسير الأمثل، طهران، دار الكتب الإسلامية، ط10، 1371ش.
  1. الطبرسي، مجمع البيان، ج 1، ص 475؛ الطوسي، التبيان، ج 2، ص 95.
  2. مكار الشيرازي، الأمثل، ج 1، ص 597.
  3. الكاشاني، تفسير منهج‌ الصادقین،‌ ج 1، ص 372؛ شريف اللاهيجي، تفسير اللاهيجي،‌ ج 1، ص 155؛ الطباطبائي، المیزان،‌ ج 1، ص 431.
  4. الطباطبائي، المیزان،‌ ج 1، ص 431.
  5. ابن معصوم المدني، الطراز الأول والكناز لما عليه من لغة العرب المعول، ج 7، ص 76.
  6. مكارم الشيرازي، الأمثل، ج 1، ص 598.
  7. الطبري، جامع البيان في تفسير القرآن، ج 2، ص 55؛ الطبرسي، مجمع البيان، ج 1، ص 476.
  8. الطبري، جامع البيان في تفسير القرآن، ج 2، ص 55.
  9. الطبرسي، مجمع البيان، ج 1، ص 476.
  10. الطبري، جامع البيان في تفسير القرآن، ج 2، ص 55؛ الطبرسي، مجمع البيان، ج 1، ص 476.
  11. الطبري، جامع البيان في تفسير القرآن، ج 2، ص 56.
  12. الطباطبائي، الميزان، ج 1، ص 428.
  13. الآملي، تسنيم في تفسير القرآن، ج 9، ص 98.
  14. الطبري، جامع البيان في تفسير القرآن، ج 2، ص 55.
  15. الطبرسي، مجمع البيان، ج 1، ص 475؛ الطوسي، التبيان، ج 2، ص 95.
  16. الفخر الرازي، مفاتيح الغيب، ج 5، ص 211.
  17. الكاشاني، تفسير منهج الصادقين، ج 1، ص 370.
  18. الطبرسي، مجمع البيان، ج 1، ص 476.
  19. الطباطبائي، الميزان، ج 1، ص 428 ـ 429؛ القمي، تفسير القمي، ج 1، ص 65؛ مكارم الشيرازي، الأمثل، ج 1، ص 598 ـ 601؛ المظهري، التفسير المظهري، ج 1، ص 173؛ ابن كثير، تفسير القرآن العظيم، ج 1، ص 354 ـ 355؛ الفخر الرازي، مفاتيح الغيب، ج 5، ص 214.
  20. الطباطبائي، الميزان، ج 1، ص 428 ـ 429.
  21. الطبرسي، مجمع البيان، ج 1، ص 476 ـ 477؛ الكاشاني، تفسير منهج الصادقين، ج 1، ص 370 ـ 371؛ الفخر الرازي، مفاتيح الغيب، ج 5، ص 215 ـ 216.
  22. الطباطبائي، الميزان، ج 1، ص 429؛ الفخر الرازي، مفاتيح الغيب، ج 5، ص 219.
  23. الفخر الرازي، مفاتيح الغيب، ج 5، ص 220.
  24. الطباطبائي، الميزان، ج 1، ص 429 ـ 430؛ الفخر الرازي، مفاتيح الغيب، ج 5، ص 220.
  25. الطباطبائي، الميزان، ج 1، ص 430.