آية السخرة
آية السُّخْرَةِ هي الآية 54 إلى 56 من سورة الأعراف التي تُبين أن كل شيء مُسخَّر للّه، وقد ورد في الأحاديث إنَّ لقراءة هذه الآية خصائص كصفاء القلب واطمئنانه ورفع شكه ووساوسه، وتحفظ من شر الشياطين والسحرة، ويُستحب قراءتها بعد صلاة الفجر، وعند وصول الحاجّ إلى عرفات وعند دخوله المسجد.
نص الآية
هي الآية 54 و55 و56 من سورة الأعراف، قال تعالى: إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (54) ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (55) وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ (56) [١]
تحديد الآية
في بعض الروايات التي تُشير إلى خصاص آية السخرة وآدابها ذكرت إنَّها الآية 54 إلى 56 من سورة الأعراف،[٢] وقد اكد أيضاً على ذلك بعض العلماء،[٣] ولكن المجلسي ذهب إلى إنَّ الآية 54 فقط هي آية السخرة، وذكر إنَّ إلى آية 56 تشملها على نحو الاحتمال، بناءً على كلام الشيخ البهائي.[٤] وسميت الآية بالسخرة لدلالتها على تسخير الله تعالى للأشياء وتذليله لها.[٥]
الخصائص
حسب رواية وردت عن الإمام الصادق في كتاب الكافي، جاء فيها: بعث طلحة والزبير في أثناء الاستعداد لمعركة الجمل رجل اسمه خِداش لينقل رسالة إلى أمير المؤمنين وقالا له: إنَّا نبعثك إلى رجل طال ما كُنَّا نعرفه وأهل بيته بالسحر والكهانة، فحينما تذهب إليه فاقرأ آية السُّخْرَةِ لتكون في أمان من سحره، ولما جاء خِداش إلى الإمام علي أخبر الإمام بالرسالة التي بعثها طلحة والزبير، فطلب منه أن يقرأ الآية سبعين مرة، ثم سأله أتجد إنَّ قلبك اطمأن، فقال خداش أي والذي نفسي بيده، بعد هذه الحادثة ألتحق بجيش الإمام علي وقُتل يو الجمل.[٦] وذكر الملا صالح المازندراني في تعليقه على هذه الرواية إنَّ قراءة هذه الآية سبعين مرة يوجب صفاء القلب واطمئنانه ورفع شكه ووساوسه.[٧]
وجاء في مصادر روائية أخرى، إنَّ آية السخرة تحفظ من شرط الشياطين[٨] والسحرة.[٩]
الاستحباب
يوصى بقراءة آية السخرة في الركعة السادسة من نوافل الظهر،[١٠] وبعد صلاة الفجر،[١١] وكذلك يُستحب قراءتها عند وصول الحاج إلى عرفات، وقبال الكعبة،[١٢] وعند الدخول في المسجد.[١٣]
المصادر والمراجع
- القرآن الكريم.
- ابن فهد الحلي، أحمد بن محمد، عدّة الداعي، قم، مؤسسة المعارف الإسلامية، ط3، 1429هـ.
- الآملي، حسن زاده، هزار ویک نکته، طهران، مرکز نشر فرهنگی رجاء، 1364ش.
- الخميني، روح الله، مناسك الحج، قم، مكتبة الإعلام الإسلامي، ط1، 1413هـ.
- الشهيد الأول، محمد بن مكي العاملي، ذكرى الشيعة في أحكام الشريعة، قم، مؤسسة آل البيتقالب:عليهم السلام لإحياء التراث، ط1، 1419هـ.
- الشيخ البهائي، محمد بن حسين، مفتاح الفلاح، قم، منشورات الرضي، د.ت.
- الصدوق، محمد بن علي بن الحسين، من لا يحضره الفقيه،قم، مؤسسة النشر الإسلامي، ط2، 1413هـ.
- الطوسي، محمد بن الحسن، تهذيب الأحكام، تحقيق: حسن الخراساني الموسوي، طهران، دار الكتب الإسلامية، ط 4، 1407هـ.
- الطوسي، محمد بن الحسن، مصباح المتهجد، بيروت، مؤسسة فقه الشيعة، ط1، 1411هـ/ 1991م.
- الكفعمي، إبراهيم بن علي، المصباح، قم، دار الرضي، ط2، 1405هـ.
- الكليني، محمد بن يعقوب، الكافي، تصحيح: علي أكبر الغفاري ومحمد الآخوندي، طهران، دار الكتب الإسلامية، ط 4، 1407هـ.
- المازندراني، محمد صالح، شرح الكافي (الأصول والروضة)، تحقيق وتصحيح: أبو الحسن الشعراني، طهران، المكتبة الإسلامية، ط 1، 1382هـ.
- المجلسي، محمد باقر، مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول، تحقيق وتصحيح: السيد هاشم رسول محلاتي، طهران، دار الكتب الإسلامية، ط2، 1404هـ.
- المفيد، محمد بن محمد بن النعمان، المقنعة، قم، مؤتمر الشيخ المفيد، ط1، 1413هـ.
- قطب الدين الراوندي، سعيد بن هبة الله، الدعوات، قم، مدرسة إمام مهدي، ط1، 1407هـ.
- ↑ سورة الأعراف، الآية 54 ـ 56.
- ↑ الطوسي، تهذیب الأحکام، ج 2، ص 74؛ قطب الدین الراوندي، الدعوات، ص 252؛ الكفعمي، المصباح، ص 193.
- ↑ المفيد، المقنعة، ص 161؛ الشيخ البهائي، مفتاح الفلاح، ص 74؛ الآملي، هزار ویک نکته، ص 801.
- ↑ المجلسي، مرآة العقول، ج 12، ص 317.
- ↑ المجلسي، مرآة العقول، ج 12، ص 317.
- ↑ الكليني، الكافي، ج 1، ص 343 ـ 345.
- ↑ الملا صالح المازندراني، شرح الكافي، ج 6، ص 257.
- ↑ الكليني، الكافي، ج 2، ص 539.
- ↑ ابن فهد الحلي، عدة الداعي، ص 294؛ الصدوق، من لا یحضره الفقیه، ج 4، ص 371.
- ↑ الطوسي، مصباح المتهجد، ص 37.
- ↑ الطوسي، مصباح المتهجد، ص 204.
- ↑ المفيد، المقنعة، ص 410؛ الخميني، مناسك الحج، ص 241.
- ↑ الشهيد الأول، ذكرى الشيعة، ج 3، ص 135.