الباب الحادي عشر (كتاب)
الباب الحادي عشر؛ كتاب عقائدي شيعي مشهور، وهو الباب الحادي عشر من أبواب كتاب منهاج الصلاح في مختصر المصباح تأليف العلامة الحلي (المتوفى سنة 726 هـ).
التعريف
ألف العلامة الحلي كتاب منهاج الصلاح في مختصر المصباح بطلب من الوزير محمد بن محمد القوهدي، وقد اختصر فيه كتاب مصباح المتهجد للشيخ الطوسي (المتوفى سنة 460 هـ ق) في العبادات والأدعية.
وكان هذا التلخيص في عشرة أبواب، وبما أن معرفة العبادة والدعاء فرع معرفة المعبود والمدعو، وصحة العبادة ترتبط بصحة الاعتقاد والإيمان فقد أضاف العلامة إلى كتابه هذا بابا أسماه (الباب الحادي عشر) وخصصه لمعرفة أصول الدين.
الفصول والعناوين
ذكر العلامة الحلي في الباب الحادي عشر من أصول الدين ما يجب على المسلم معرفته بإجماع العلماء وهي كالتالي:
معرفة الله وصفاته الثبوتية والسلبية وما يصح عليه وما يمتنع، معرفة النبوة والإمامة والمعاد. وقد جعل هذا الباب ضمن سبعة فصول وهي:
1. الفصل الأول في إثبات واجب الوجود لذاته؛
2. الفصل الثاني في صفاته الثبوتية، وهي عبارة عن القدرة والاختيار، والعلم، والحياة، والإرادة والكراهة، والإدراك، والقدم والأزلية، والبقاء والأبدية، والتكلم، والصدق؛
3. الفصل الثالث في صفاته السلبية وهو عبارة عن نفي التركيب، ونفي الجسمية والعرض والجوهر، واللذة والألم، ونفي الاتحاد بشيء، وعدم كونه محلا للحوادث، ونفي الرؤية البصرية، ونفي الشريك، والبعد عن المعاني والأحوال؛
4. الفصل الرابع في العدل ويثبت فيه اختيار الإنسان، واستحالة القبح على الله، ولطفه بالبشر؛
5. الفصل الخامس في النبوة فبعد أن يعرف مصطلح «النبي» يقوم بإثبات نبوة نبي الإسلام (ص) ووجوب عصمته، وأنه أفضل البشر، وأنه مطهر من دناءة الآباء وعهر الأمهات، ومنزّه عن رذائل الأخلاق وعيوب الخلقة؛
6. الفصل السادس في الإمامة (وهي رئاسة عامة في أمور الدنيا والدين لشخص من الأشخاص نيابة عن النبي) ويرى أنها واجبة عقلا ويذكر أن الإمام يجب أن يكون معصوما ومنصوصا عليه، وأن يكون أفضل الناس. ثم يتطرق للأدلة العقلية والنقلية التي تثبت إمامة الإمام علي بن أبي طالب (ع) بعد النبي (ص) بلا فصل؛
7. الفصل السابع في المعاد ويقوم بإثباته عن طريق الدليل العقلي، ثم يقوم بشرح الآيات الدالة عليه؛ ويبين في هذا الفصل مسائل الثواب والعقاب والتوبة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
الشروح والترجمات
اهتم أهل العلم بكتاب الباب الحادي عشر لما تميّز به من اختصار وشمولية؛ كما أنه نُسخ وطبع مستقلا عن أبواب الكتاب العشرة، وحظي بشروح وتعليقات كثيرة.
وقد ذكر مؤلف كتاب الذريعة أكثر من عشرين شرحا له.
وقد حظي كتاب الفاضل المقداد (متوفى 826 هـ) واسمه النافع يوم الحشر في شرح الباب الحادي عشر باهتمام خاص لدى العلماء والباحثين من بين شروح الكتاب، فأصبح يدرّس في المدارس والحوزات العلمية، وطبع عدة مرات.
ومن الشروح المهمة أيضا ما ألفه أبو الفتح بن مخدوم الحسيني العربشاهي (متوفي 976 هـ) الذي أسماه مفتاح الباب، وهو تصحيح نقدي للكتاب مع شرح مزجي له. وقد طبع هذان الشرحان مع الباب الحادي عشر تحت عنوان الباب الحادي عشر للعلامة الحلي مع شرحيه.
وقد ترجم الباب الحادي عشر وشرح الفاضل المقداد إلى اللغة الفارسية عدة ترجمات أشهرها الجامع في ترجمة النافع للحاجي ميرزا علي الحسيني الشهرستاني (متوفى 1344).[١] وترجم أيضا إلى اللغة الانجليزية عن طريق "ميلر" وطبعت هذه الترجمة سنة 1928 في لندن.
الهوامش
- ↑ آقا بزرك الطهراني ، ج 5، ص 28.