سورة قريش
سورة قريش، أو لإيلاف قريش، هي السورة السادسة بعد المائة ضمن الجزء الثلاثين من القرآن الكريم وهي من السور المكية، وأسمها مأخوذ من الآية الأولى فيها. تتحدث عن نعمة الله على قريش ولطفه لهم، كي يحرك فيهم دافع الشكر ويحثهم على عبادة ربّ هذا البيت الذي يستمدون منه مفاخرهم وشرفهم.
ورد في فضل قراءتها روايات كثيرة، منها ما رويَ عن الإمام الصادق : من أكثر قراءة لِإيلاف قريش بعثه الله على مركب من مراكب الجنّة حتى يقعد على موائد النور يوم القيامة.
ويرى بعض مراجع الدين الأحوط هو الجمع بين سورتي الفيل وقريش في ركعة واحدة من الصلاة الواجبة اليومية بعد سورة الحمد.
تسميتها وآياتها
سميت هذه السورة بــ(قريش)؛ من الآية الأولى في قوله تعالى: لإِيلافِ قُرَيْشٍ، وتسمى أيضاُ (لإيلاف قريش) [١] وآياتها (4) تتألف من (17) كلمة في (74) حرف.[٢] وتعتبر هذه السورة من حيث المقدار من السور المفصلات، أي: السور التي لها آيات متعددة وصغيرة.[٣]
ترتيب نزولها
سورة قريش، من السور المكية،[٤] ومن حيث الترتيب نزلت على النبيصلى الله عليه وآله وسلم بالتسلسل (39)، لكن تسلسلها في المصحف الموجود حالياً في الجزء (30) بالتسلسل (106) من سور القرآن.[٥]
معاني مفرداتها
أهم المعاني لمفردات السورة:
- (لِإِيلَافِ): اجتماع مع التئام، تقول: ألفت الشيء ألفاً وإلافاً وآلفته إيلافاً: إذا لزمته وعكفت عليه.
- (قُرَيْشٍ): هم أبناء النظر بن كنانة، سميت كذلك لسمكة القرش القوية، وقيل: لأنهم كانوا يأكلون من تجارتهم والتقرش: هو التكسّب، وقيل: غير ذلك.
- (الْبَيْتِ): المقصود بالبيت هنا الكعبة.[٦]
محتواها
يتلخص محتوى السورة في عدّة أقسام: تتضمن هذه السورة بيان نعمة الله على قريش ولطفه لهم ومحبّته له، كي يحرك فيهم دافع الشكر ويحثهم على عبادة ربّ هذا البيت العظيم الذي يستمدون منه كلّ مفاخرهم وشرفهم.[٧]
سورة الفيل وقريش بمثابة سورة واحدة
جاء في كتب التفسير: أنه روي عن الإمام الصادق قال: لا تجمع بين سورتين في ركعة واحدة إلا (الضحى مع ألم نشرح) و (ألم تر كيف مع لإيلاف قريش).[٨]ويرى بعض مراجع الدين أن سورة الفيل وقريش بمثابة سورة واحدة، والأحوط إذا قُرأت إحداهما بعد سورة الحمد في ركعة من الصلاة الواجبة اليومية، لا بد من قرائة الأخرى. [٩]
فضيلتها وخواصها
وردت فضائل كثيرة في قراءتها، منها:
- عن النبي (ص): من قرأ سورة لإيلاف قريش أعطاه الله عشر حسنات بعدد من طاف بالكعبة، واعتكف بها.[١٠]
- عن الإمام الصادق : من أكثر قراءة لِإيلاف قريش بعثه الله على مركب من مراكب الجنّة حتى يقعد على موائد النور يوم القيامة.[١١]
وردت خواص كثيرة، منها:
- عن الإمام الصادق : إذا قُرِئت على طعام يُخاف منه كان شِفاءً من كلّ داءٍ، وإذا قرأتها على ماءٍ ثمّ رُشّ الماء على من أُشغِل قلبه بالمرض ولا يدري ما سببه يصرفه الله عنه.[١٢]
قبلها سورة الفيل |
سورة قريش |
بعدها سورة الماعون |
المصادر والمراجع
- القرآن الكريم.
- الألوسي، محمود بن عبد الله، روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني، بيروت - لبنان، دار إحياء التراث العربي، ط 1، 1421 هـ.
- البحراني، هاشم بن سليمان، البرهان في تفسير القرآن، بيروت - لبنان، دار إحياء التراث العربي، ط 1، 1429 هـ.
- الحويزي، عبد علي بن جمعة، تفسير نور الثقلين، بيروت-لبنان، مؤسسة التاريخ العربي، ط 1، د. ت.
- الخرمشاهي، بهاء الدين، موسوعة القرآن والدراسات القرآنية، إيران - طهران، مؤسسة الأصدقاء، 1377 ش.
- الزمخشري، محمود بن عمر، الكشّاف، بيروت - لبنان، دار صادر، ط 1، 1431 هـ.
- الرازي، محمد بن عمر، التفسير الكبير، بيروت - لبنان، دار الكتب العلمية، ط 4. 1434 هـ.
- الطبرسي، الفضل بن الحسن، مجمع البيان، طهران-إيران، دار الأسوة، ط 1، 1426 هـ.
- الطوسي، محمد بن الحسن، التبيان في تفسير القرآن، قم - إيران، مؤسسة النشر الإسلامي، ط 1، 1431 هـ.
- الموسوي، عباس بن علي، الواضح في التفسير، بيروت - لبنان، مركز الغدير، ط 1، 1433 هـ.
- معرفة، محمد هادي، التمهيد في علوم القرآن، قم-إيران، ذوي القربى، ط 1، 1428 هـ.
- مكارم الشيرازي، ناصر، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، بيروت - لبنان، مؤسسة الأميرة، ط 2، 1430 هـ.
وصلات خارجية
- ↑ الألوسي، تفسير روح المعاني، ج 30، ص 650.
- ↑ الخرمشاهي، موسوعة القرآن والبحوث، ج 2، ص 1268.
- ↑ معرفة، التمهيد في علوم القرآن، ج 1، ص 313.
- ↑ الطوسي، تفسير التبيان، ج 11، ص 681؛ الرازي، التفسير الكبير، ج 32، ص 97.
- ↑ معرفة، التمهيد في علوم القرآن، ج 1، ص 168.
- ↑ الموسوي، الواضح في التفسير، ج 17، ص 443.
- ↑ مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ج 20، ص 285.
- ↑ الطبرسي، مجمع البيان، ج 10، ص 661؛ مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ج 20، ص 285.
- ↑ بنیهاشمی خمینی، توضیح المسائل مراجع، 1392ش. ج1، ص693، بناء على رأي آية الله الخوئي، والسيستاني، والصافي، ووحيد الخراساني.
- ↑ الزمخشري، تفسير الكشاف، ج 4، ص 1820.
- ↑ الحويزي، تفسير نور الثقلين، ج 8، ص 325.
- ↑ البحراني، تفسير البرهان، ج 10، ص 242.