جماعة العلماء
جماعة العلماء في النجف الأشرف جماعة أنشأها علماء الدين في النجف عام 1960 م.
حينما وصل عبد الكريم قاسم الى حكم العراق بعد انقلاب عسكري عام 1958م، أصدر مجموعة من القوانين التي تخالف الشرع الإسلامي ، وأخذ الحزب الشيوعي العراقي بتوسيع دعايته ، وكسب الأنصار، وبالخصوص الأفراد من ذوي الدخل المحدود، والطبقات الفقيرة ؛ وذلك من خلال شعار العدالة الإجتماعية، كل هذا ساعد على أن يكون حزبا قويا. في حين كان التيار المقابل، والمنافس لهؤلاء هو التيار القومي، كالبعثيين ، والتيار الناصري. وهذا التيار الآخر إن لم نقل إنه خطر على الإسلام فهو حتما لا يمثل الإسلام. وفي ظل هذه الظروف نهض مجموعة من علماء النجف الأشرف ، وتصدوا لنقد أفكار الشيوعيين و القوميين ، وبيان الفكر الإسلامي الأصيل، تجمعهم هذه المؤسسة المسماة «جماعة العلماء»، وكان هذا سنة 1960م. وكان المؤسس الأصلي لهذه الجماعة السيد محسن الحكيم مرجع الطائفة حينذاك.
المؤسسون والأعضاء الأصليين
كان المدافعون عن هذه الجماعة مجموعة من العلماء الكبار في النجف الأشرف ، الذين كانوا ينشدون النهضة الإسلامية، وهم السيد محسن الحكيم ، والسيد أبو القاسم الخوئي ، والسيد مهدي الحسيني الشيرازي ، والسيد عبد الهادي الشيرازي ، والشيخ عبد الكريم الجزائري ، والسيد محمد البغدادي.
العناصر الفعالة في الجماعة
كان السيد محسن الحكيم مؤسس جماعة العلماء ، ويعطيها الغطاء الشرعي ، و كذلك كان قد عمل على إصدار إجازة رسمية من قبل الدولة. وكان هناك مجموعة من العلماء الشباب تحتإشراف آية الله الشيخ محمد رضا آل ياسين.
العلماء المشرفون
كان هناك مجموعة من العلماء يشرفون على عمل الجماعة ، مثل : الشيخ مرتضى آل ياسين ، والسيد محمد تقي بحر العلوم ، والسيد موسى بحر العلوم ، ومحمد جواد آل شيخ راضي ، والسيد إسماعيل الصدر ، وكان لهؤلاء العلماء الدور في تطوير عمل الجماعة.
بداية النشاطات
كان الهدف الأساسي لجماعة العلماء في بداية امرها الوقوف بوجه الشيوعية. وقد أصدر مراجع التقليد الكبار بيانات دعوا الناس فيها الى مساندة جماعة العلماء. وبالفعل بدأت حركتها ونشاطها بنشر الفكر الأصيل للإسلام ، والدعوة الى تبليغ شريعة الإسلام.[١] صدٌرت جماعة العلماء في البداية سبعة بيانات متتالية أذيعت من خلال الراديو الرسمي في العراق، وكل هذه البيانات كانت بقلم الشهيد الصدر. وكان هذه البيانات تدعو الناس الى العقيدة الإسلامية ، والدفاع عن الإسلام في قبال المد الشيوعي ، وبيان أن الإسلام قادر على تقديم الحلول المؤثرة في حل المشاكل التي يواجهها المجتمع ، وتشجيع الناس على الوحدة والابتعاد عن الفرقة ، واطلاع الناس على السياسة الاستعمارية التي تدعو الى فصل الدين عن الحياة الاجتماعية.[٢] كانت مسالة الوقوف بوجه المد الشيوعي الشعار الصريح الذي أطلقته جماعة العلماء ، وكان السيد محسن الحكيم مؤسس هذه الجماعة قد أفتى بعدم مشروعية الشيوعية ، ووصفها بالكفر. كما أفتى الشيخ مرتضى آل ياسين بان مساعدة الشيوعيين أو الإنتماء إليهم يعد ذنبا كبيرا.[٣]
الفعاليات المهمة
تأسيس مدرسة وكلية
قامت جماعة العلماء بتأسيس عشرة مدارس ولمراحل مختلفة (إبتدائية ، متوسطة ،إعدادية) في بغداد والبصرة والحلة والنعمانية. كما قامت بتأسيس كليٌة أصول الدين في بغداد بأدارة السيد مهدي الحكيم والسيد مرتضى العسكري.
نشر الكتب والمجلات
وفي طريقها لتحقيق أهدافها قامت جماعة العلماء بإصدار مجموعة من النشريات ، وقامت بنشر مجموعة من الكتب. وكانت النشريات تحمل الكثير من الحلول للكثير من المسائل الفكرية والاعتقادية التي كانت مطروحة في الساحة الاجتماعية.ومن هذه الموضوعات: حقوق العمل والعمال ، الفقر والثروة ،الدولة والنظام الإداري ، النظام المالي وتوزيع الثروة ، الشيوعية ، الأسرة ونظام المجتمع من وجهة نظر الإسلام ، النظرية السياسية والإجتماعية في الدفاع عن الإسلام في مقابل النظريات السياسية والإجتماعية التي تؤيدها الشيوعية.[٤] وكان من بين تلك النشريات مجلة الأضواء الإسلامية ، التي حاولت أن تزرع الوعي الفكري والثقافي الديني الجديد بين العلماء والطلاب الشباب.
كان لانتشار مجلة الأضواء الإسلامية في النجف الأشرف سابقة ليس لها مثيل من قبل. سيما وهي تحت إشراف نخبة من الفضلاء والعلماء في النجف الأشرف، حيث كان يرأس تحريرها الشهيد الصدر ومن المحررين السيد محمد حسين فضل الله ، والشيخ عبد الهادي الفضلي ، والشيخ محمد أمين زين الدين. كانت افتتاحية المجلة تحت عنوان (رسالتنا) وهي عمود ثابت في المجلة. ولكن الشهيد الصدر لم يستمر في كتابة افتتاحية مجلة الأضواء الإسلامية لخمسة أعداد ؛ وكان ذلك لإختلاف في وجهات النظر بين أعضائها.
وبعد الشهيد الصدر أوكلت كتابة الإفتتاحية(رسالتنا) الى الشيخ محمد مهدي شمس الدين. وقد استمر على منوال الشهيد الصدر من جهة أنه كان يرى أن الإسلام هو البديل للتمدن الغربي، وقد كان يصب اهتمامه على ضرورة وحدة المسلمين، والوقوف بوجه المستعمرين والصليبين، وتحرير فلسطين.
نهاية جماعة العلماء
استمرت نشاطات جماعة العلماء الى سنة 1961م. وفي سنة 1963م انتهى حكم عبد الكريم قاسم بانقلاب عسكري قام به القوميون بقيادة عبد السلام عارف. وفي نفس الوقت برز اسم حزب الدعوة الإسلامية ، وأصبح بمثابة الخليفة والوارث لجماعة العلماء، وتصدى للنشاطات المختلفة .