الشيخ مرتضى مطهري

من ويكي علوي
مراجعة ٠٩:٤٦، ١ نوفمبر ٢٠٢٣ بواسطة Qanbar (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب''''مرتضى مطهري''' (1919 - 1979م) مفكر وفيلسوف وكاتب شيعي، من علماء القرن الرابع عشر الهجري، وقد تتلمذ عند العلامة الطباطبائي والسيد الخميني. يُعد من أبرز المتصدين للفكر الماركسي وتياراتهم في إيران ومن نقّاد مذهبهم. هو أحد ال...')
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

مرتضى مطهري (1919 - 1979م) مفكر وفيلسوف وكاتب شيعي، من علماء القرن الرابع عشر الهجري، وقد تتلمذ عند العلامة الطباطبائي والسيد الخميني. يُعد من أبرز المتصدين للفكر الماركسي وتياراتهم في إيران ومن نقّاد مذهبهم. هو أحد المؤسسين لـحسينية الإرشاد التي كانت من أهم مراكز نشر المعارف الإسلامية قبل الثورة الإسلامية في إيران.

من أهم مميزاته بيان تعاليم الإسلام والتشيع بعبارات سهلة وواضحة، للجيل الصاعد في ذلك الوقت. له مؤلفات كثيرة، في فروع العلوم الإسلامية المختلفة، وقد ترجمت الى لغات عدة، ويعد مطهري من أفراد الثورة الإسلامية في إيران وقادتها المؤثرين. جعلت الحكومة الإيرانية يوم شهادته يوم المعلم في إيران.

حياته

ولد الشيخ مطهري في مدينة مشهد في الثالث عشر من بهمن سنة1298ه.ش. 1919م، أبوه الشيخ محمد حسين مطهري من الوجهاء في منطقته. في سن الثانية عشر من عمره بدأت دراسة الشيخ مرتضى مطهري في الحوزة العلمية في مشهد. وبقي فيها الى سن الثامنة عشر حيث انتقل الى الحوزة العلمية في قم، فحضر دروس السيد الخميني والسيد البروجردي. سافر الى أصفهان وتعرف هناك على الميرزا أغا علي الشيرازي، حيث تعلم عنده التحقيق في نهج البلاغة. ثم عاد الى قم والتحق بدرس العلامة الطباطبائي، ثم انتقل الى طهران سنة 1953م وبقي يدرس فيها الفلسفة في كلية الإلهيات والمعارف الإسلامية التابعة لجامعة طهران. وقد كان له خلال هذه الفترة علاقة بمنظمة فدائيو الإسلام، فقد كان مستشارا لهم.

تعرض مطهري للاعتقال في سنة 1963م مع مجموعة من أساتذة وطلبة الحوزة العلمية، من قبل النظام البهلوي، وذلك بسبب الاعتراضات والمظاهرات التي خرجت تندد باعتقال السيد الخميني، ولكن تم إطلاق سراحه، وفي سنة 1964م قام بتأسيس حسينية الإرشاد بالتعاون مع جمعية المؤتلفة الإسلامية وبعض الأصدقاء، وبقي يعمل في الحسينية الى سنة 1970م، كما تم اعتقاله مرة أخرى في سنة 1969م بسبب مشاركته في جمع التبرعات للشعب الفلسطيني. واعتقل مرة ثالثة في سنة 1972م بسبب نشاطه في مسجد الجواد. كان مطهري وبأمر من السيد الخميني يذهب للتدريس في قم لمدة يومين في الأسبوع، ويقض الأيام الأخرى للتدريس في بيته أو المراكز العلمية في طهران، وذلك من سنة 1960م الى 1970م.

في سنة 1976 فصل من عمله كمدرس في كلية الإلهيات التابعة لجامعة طهران. وفي سنة 1977 م شارك مع مجموعة من رجال الدين في طهران في تأسيس جمعية رجال الدين المناضلين (بالفارسية: جامعه روحانيت مبارز).

وبعد اشتداد المواجهة مع نظام الشاه (الملك) البهلوي، واستقرار السيد الخميني في باريس سافر مطهري الى باريس سنة 1978م، وكلّفه السيد الخميني بمهمة تشكيل مجلس قيادة الثورة الإسلامية، وبعد الرجوع الى إيران سنة 1979 م كلفه الإمام بمسؤولية لجنة استقباله.

وفي ربيع سنة 1979م استشهد الشيخ مرتضى مطهري على يد أفراد من منظمة الفرقان الإرهابية بعد خروجه من اجتماع مجلس قيادة الثورة في منزل الدكتور سحابي.

أولاده

لمطهري سبعة أولاد أربع بنات وثلاثة أبناء. وأشهر أولاده علي مطهري الذي فاز لدورتين كعضو في مجلس الشورى الإسلامية، ويحاول دائما نشر أفكار أبيه في المحافل الثقافية والسياسية.

وابنه الآخر محمد مطهري، وهو أحد طلبة الحوزة العلمية في قم، كما إنه حاز على شهادة الدكتوراه في فلسفة الدين من جامعة تورنتوا في كندا.

إحدى بناته متزوجة من علي لاريجاني رئيس مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان) في إيران الأسبق.

أساتذته

تتلمذ مطهري على يد العلماء منهم:

رأي مطهري في الإمام الخميني

يقول مطهري: بعدما هاجرت الى قم وتعرفت الى السيد الخميني أحسست أن روحي قد ذابت في هذه الشخصية، واعتقدت أن روحي العطشانة سوف تروى من هذه الشخصية. في تلك الفترة لم أكن قد أكملت المقدمات بعد، ولم أكن مؤهلا لحضور الدروس العقلية التي كان يلقيها، ولكن كنت أحضر درسه الأخلاقي يومي الخميس والجمعة. وفي الحقيقة لم يكن درس أخلاق فحسب، بل كان درسا في السير والسلوك.

والجزء الكبير من شخصيتي قد تكون في هذا الدرس والدروس الأخرى التي قضيتها تحت منبر هذا الأستاذ الإلهي الذي تجلى به روح القدس، والتي استمرّت لمدة اثني عشر سنة. أعتقد بأني مديون له. [١]

خلال تلك الاثني عشر سنة التي قضيتها مع هذا الرجل العملاق، سواء في محضر الدرس أو خلال التحاقي به الى باريس في سفره الأخير، لم أدرك عزيمة هذا الرجل فحسب، بل أضاف إلى الحيرة.[٢]

ما قاله مطهري عن العلامة الطباطبائي

يقول مطهري: الأستاذ السيد محمد حسين الطباطبائي (روحي فداه) واحد من الرجال الذين قدموا خدمات كبيرة للإسلام.... وقد استفدنا من فيض وبركة هذا الرجل العظيم.[٣]

ما قاله مطهري عن الميرزا أغا الشيرازي

يقول مطهري: من كبار الرجال الذين رأيتهم في حياتي، فهو من الزهاد والعباد وأهل اليقين، ويذكرنا بالسلف الصالح الذين قرأنا عنهم في التاريخ. ففي صيف 1321 ه.ش. 1940 أو 1941م سافرت ولأول مرة من قم الى أصفهان عندها التقيت هذا الرجل الكبير ولأول مرة واستفدت من الحضور عنده. وهذه المعرفة تحولت في وقت لاحق الى تعلق مني به، ومحبة ولطف أبوي من هذا الكبير. وكنت أعلم إن ما أملكه من مخزون روحي قد حصلت عليه من هذا الرجل الكبير.[٤]

أحسبه من الذخائر القيمة في حياتي التي لا أستطيع أن أعوضها بشيء. فلا أنساه في الليل أو النهار ولا يذهب عن خاطري ودائما في ذاكرتي. [٥]

تلامذته

  1. محمد مفتح
  2. محمد جواد باهنر
  3. فضل الله محلاتي
  4. محمود قندي
  5. عبد الحميد ديالمة
  6. السيد محمد باقر الحجتي
  7. مسيح مهاجري
  8. محمد تقي شريعتمداري
  9. غلام علي حداد عادل
  10. محمد علي التسخيري
  11. السيد حسن طاهر الخرّم آبادي

منهجه في الكتابة

قبل الثورة الإسلامية في إيران كان الكُتّاب قليلين في الأمور الدينية، وحتى هؤلاء القليل يكتبون على الطريقة القديمة في الكتابة التي كانت لغتها صعبة على القارئ المعاصر، وأغلب هؤلاء الكتاب لم يكتبوا في الموضوعات التي تخص الإنسان المعاصر. وكانت الثقافة السائدة في ذلك العصر إن الكتابة بشكل سهل الفهم ليس من شأن علماء الدين. ولكن الشهيد مطهري استطاع تجاوز هذه المسألة ولم يعترف بها، واستطاع أن يقدم لنا نوع جديد من الكتابة التي تهتم بموضوعات العصر، فضلا عن اللغة العصرية لما يكتب؛ وذلك بسبب حضوره الفعّال في جامعة طهران كلية الإلهيات. فقد كتب في المجال الأدبي من خلال رواياته الأخلاقية الدينية التي استقاها من وقائع حقيقية، وجاءت هذه المجموعة القصصية تحت عنوان ((داستان راستان)) (قصص حقيقية)). كما كتب في العلوم الإسلامية المختلفة كالفقه والعرفان والفلسفة الإسلامية بلغة سهلة ومفهومة كما كتابه ((المدخل الى العلوم الإسلامية)). وأصبح مطهري بعد ذلك قدوة للكتاب، وحذا حذوه كتاب كثيرون من داخل الحوزة العلمية وخارجها.

فكر الشهيد مطهري

أفكار الشهيد مطهري متنوعة فبعضها لا يخالف ما هو مشهور بين العلماء، وبعضها يخالف ما تعارف عليه العلماء. وهنا نذكر بعض هذه الأفكار:

تحريفات عاشوراء

ألف الشهيد مطهري كتابا عن عاشوراء والشعائر الحسينية المقامة في ذكرى هذه المناسبة ((أسماه الملحمة الحسينية))، يرفض الشهيد مطهري في هذا الكتاب الكثير من الحوادث التاريخية التي يتناقلها الناس.

مسألة الحجاب

يرى الشهيد مطهري إن التعامل مع الحجاب الشرعي لابد أن يلاحظ فيه التطور الزماني وذلك في كتابه ((مسألة الحجاب)) ونظرته الى الحجاب لا تعني التخلي عنه بل هو من الأمور الضرورية في الدين، ولكنه يدعوا الى أن الحجاب لابد ألا يكون كما كان في العصور المتقدمة كما في مسألة تغطية الوجه حيث لا يجب على المرأة تغطية وجهها في هذا الزمان. وقد وٍجهت إليه العديد من الانتقادات من بعض علماء السنة. وقد دون مطهري بعض هذه الانتقادات في الطبعات اللاحقة للكتاب.

التأييد والرد على شريعتي

كان الشهيد مطهري مؤيد لطروحات علي شريعتي في بداية الأمر، حينما كان شريعتي يطرح أفكار وخطبه في حسينية الإرشاد. ولكن في أواخر عمر شريعتي بدأ مطهري يوجه الانتقادات لأفكار شريعتي. وقد أصدر بيانا بعد موت شريعتي مع مهدي بازركان، جاء في هذا البيان: إن كتب علي شريعتي تحتاج الى إصلاح.

انتقاده لطلاب الحوزة العلمية

يرى الشهيد مطهري إن أكثر طلاب الحوزة العلمية أصبحوا كالعوام، وسبب هذا الإشكال كما يراه هو إن معيشة طلاب الحوزة أصبحت متعلقة بالناس. ولهذا فقد دعا الى اصلاح هيكل النظام المالي للحوزة العلمية.

مؤلفاته

ألّف مرتضى مطهري الكثير من الكتب باللغة الفارسية، وقد ترجم بعضها إلى العربية والإنجليزية وغيرها، ومما ترجم إلى العربية كتاب «خليفة الله الإنسان الكامل» وكتاب «طهارة الروح». وفيما يلي بعض أهم تأليفاته:

  • آشنايي با علوم اسلامي (المدخل الى العلوم الإسلامية)
  • علل گرايش به مادي‌گري (أسباب التوجهات المادية)
  • آشنايي با قرآن (معرفة القرآن)
  • اخلاق جنسي (الأخلاق الجنسية)
  • اسلام و مقتضيات زمان (الإسلام ومقتضيات الزمان)
  • اصول فلسفه و روش رئاليسم (أصول الفلسفة والمذهب الواقعي)
  • پيرامون جمهوري اسلامي (حول الجمهورية الإسلامية)
  • تعليم و تربيت در اسلام (التعليم والتربية في الإسلام)

آراء في مطهري

  • السيد الخميني: لا أستطيع أن أصف عواطفي ومشاعري اتجاه هذه الشخصية. فلقد قدم خدمات جليلة للإسلام والعلم، ومع شديد الأسف امتدت يد الجناية الى هذه الشجرة المثمرة في الساحة الإسلامية.
  • السيد الخامنئي: يوجد القلائل من العلماء من أمثال الشهيد مطهري، بهذه القوة الفكرية والروحية، إن كل خطبة من خطبه يمكن أن تكون عنوانا وعملا تخصصيا كاملا. ولهذا لابد من العمل على مبانيه وخطه الفلسفي وبشكل كبير. إن آثار الشهيد مطهري تمثل المباني الفكرية للجمهورية الإسلامية.
  • العلامة الطباطبائي: للشهيد مطهري ذكاء فوق العادة. كان يحفظ ماكنت أقوله ويبقى في ذاكرته، فضلا عن التقوى والصفات الخلقية التي كان يتسم بها، وكنت مطمئنا إن ما أطرحه في الدرس لم يكن هدرا.
  • علي أكبر هاشمي رفسنجاني: لو بقي الشهيد مطهري حيا لاستطعنا أن نوجد أكبر جامعة في التاريخ الإسلامي، ولقد تعرضنا لضربة كبيرة بشهادته.

المصادر والمراجع

  1. مجموعة آثار الشهيد مطهري

وصلات خارجية

  1. مجموعة آثار الشهيد مطهري ج1، ص:441
  2. مجموعة آثار الشهيد مطهري ج 24، ص 132.
  3. مجموعة آثار الشهيد مطهري ج25، ص:429
  4. مجموعة آثار الشهيد مطهري ج1، ص:236
  5. مجموعة آثار الشهيد مطهري ج16، ص: 347