تفسير فرات الكوفي (كتاب)
تفسير فرات الكوفي، هو تفسير روائي ألّفة فرات بن إبراهيم الكوفي، من أعلام القرن الثالث والرابع الهجري، عاش في عصر الغيبة الصغرى، وقد رووا عنه الكثير من الرواة، منهم الشيخ الصدوق، والحاكم أبو القاسم الحسكاني، وغيرهم. كما اختُلف في مذهبه، لكن الكثير من روايات الشيخ الصدوق المنتهية إلى فرات تؤكّد أنّه كان إمامياً.
يحتوي هذا الكتاب على مئات الأحاديث والروايات التفسيرية عن النبيصلی الله عليه وآله وسلم وأهل بيتهعليهم السلام، ومعظم رواياته مُسندة إلى الإمامين الباقر والصادقعليهما السلام، كما اعتمد المؤلّف في تفسير بعض الآيات على منهج تفسير القرآن بالقرآن، وقد اهتم بأسباب نزول الآيات. وضع المؤلّف كتابه على أساس السور القرآنية في الغالب، ولم يتطرّق في تفسيره إلى السورة بكاملها، بل يختار بعض الآيات في تفسيرها.
توجد للكتاب نُسخ خطية كثيرة، منها في الكاظمية، والنجف الأشرف، ومدينة تبريز الإيرانية، كما له طبعات كثيرة، أهمها: طبعة النجف في المطبعة الحيدرية عام 1940 م، وطبعة طهران من قبل مؤسّسة الطبع والنشر التابعة لوزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي عام 1410 هـ.
وردت أقول كثيرة حول الكتاب ومؤلّفه، من بينها: قول الشيخ الأوردوبادي في مقدّمته لهذا التفسير، حيث قال: وكيفما كانت الحالة فالرجل ممن أكثر الرواية عن أئمة الهدىقالب:عليهم السلام...إذن: هو من مصاديق قول مولانا الإمام الصّادققالب:عليه السلام: اعرفوا منازل الرجال منا على قدر رواياتهم عنا.
عن الكاتب
قالب:مفصلة هو أبو القاسم فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي، مفسِّر مسلم، وأستاذ المحدثين في زمانه، ويعتبر من أعلام القرن الثالث والرابع الهجري، عاش في عصر الغيبة الصغرى، وتتلّمذ على يد جملة من العلماء والمحقّقين، وقد رووا عنه الكثير من الرواة، منهم: الشيخ الصدوق، والحاكم أبو القاسم الحسكاني، وكان من معاصري جملة من المحدثين والحفاظ، منهم: ثقة الإسلام الكليني، والحافظ ابن عقدة، وابن ماتي.[١] كما قال عنه العلّامة المجلسي: «وتفسير فرات وإن لم يتعرّض الأصحاب لمؤلّفه بمدح ولا قدح، لكن كون أخباره موافقة لما وصل إلينا من الأحاديث المعتبرة، وحسن الضبط في نقلها، ممّا يعطي الوثوق بمؤلّفه وحسن الظنّ به».[٢] قيل: إنه توفي سنة 352 هـ.[٣]
اختُلف في مذهبه، حتى قيل أنه كان من الناحية الفكرية والعقائدية زيدياً أو كان متعاطفاً معهم ومخالطاً إيّاهم، وإن كان مكثراً في الرواية عن الصادقينعليهما السلام بنصوص تؤكّد على إمامتهما وعصمتهما، لكن في المقابل يروي عن زيد أحاديث تنفي العصمة عن غير الخمسة من أهل البيتعليهم السلام، فكان ذلك السبب في عدم ذكره في الكتب الرجالية؛ لأنه لم يكن إمامياً حتّى تهتم الإماميّة به، و لم يكن سنياً حتى تهتم السنّة به، بل هو من الوسط الزيدي في الكوفة.[٤]
لكن الكثير من روايات الشيخ الصدوق المنتهية إلى فرات تؤكّد أنّه كان إمامياً، لذا فقد قيل عنه: أنّه كان في بادئ الأمر زيدياً، ثمّ صار إمامياً، أو أنه كان زيدياً منفتحاً على أفكار الإماميّة، وغير ممتنع من ذكر أحاديثهم.[٥]
عن الكتاب
محتواه
ركّز فرات الكوفي في تفسيره على آراء أهل البيتعليهم السلام، وجمع فيه الروايات الخاصّة بالآيات النازلة بحقّهم غالباً، مع بعض الروايات الخارجة عن هذا الموضوع. حوى هذا التفسير على مئات الأحاديث والروايات التفسيرية عن النبيصلی الله عليه وآله وسلم وأهل بيتهعليهم السلام، ومعظم رواياته مُسندة إلى الإمامين الباقر والصادقعليهما السلام، كما اعتمد المؤلّف في تفسير بعض الآيات على منهج تفسير القرآن بالقرآن، وقد اهتم بأسباب نزول الآيات التي تُبين مانزلت الآية أو الآيات بسببه، مجيبةً عنه أو حكايةً له أو مُبينة لحكمه زمن وقوعه. وضع المؤلّف كتابه على أساس السور القرآنية في الغالب، ولم يتطرّق في تفسيره إلى السورة بكاملها، بل يختار بعض الآيات منها، فمثلاً: عندما يبتدأ بتفسير سورة البقرة يبدأ بالآية 25 وفي سورة آل عمران يبدأ بالآية 15.[٦]
نسخه الخطية
للكتاب نُسخ خطية كثيرة، منها في تبريز، والكاظمية، والنجف الأشرف، واعتمد عليه من القدماء بعد الصدوقين الحاكم أبو القاسم الحسكاني، فينقل عن هذا التفسير في كتابه (شواهد التنزيل)، وأبو القاسم عبد الرحمن بن محمّد الحسني (راوية فرات).[٧]
طبعاته
طُبع هذا التفسير أول مرة في النجف في المطبعة الحيدرية عام 1940 م.[٨] كما طُبع في طهران أيضاً من قبل مؤسّسة الطبع والنشر التابعة لوزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي عام 1410 هـ بتحقيق السيد محمد الكاظم، وذلك في مجلد واحد وفي 722 صفحة.[٩]
أقوال العلماء المتأخرين فيه
- قال عنه السيّد الخوانساري (1226 ــ 1313 هـ) في كتابه روضات الجنّات: المحدث العميد والمفسّر الحميد صاحب كتاب التفسير الكبير الذي هو بلسان الأخبار، وأكثر أخباره في شأن الأئمة الأطهار، وهو مذكور في عداد تفسيري العيّاشيّ وعلي بن إبراهيم القمّيّ، ويروي عنه الحرّ العامليّ في الوسائل والمجلسي في البحار على سبيل الاعتماد والاعتبار... وقال بعض أفاضل محققينا في حواشيه على كتاب منهج المقال بعد الترجمة له بما قدمناه لك من العنوان: له كتاب تفسير القرآن وهو يروى عن الحسين بن سعيد من مشايخ (والد الصدوق) وروى عنه الصدوق بواسطة ونقل من تفسيره.[١٠]
- قال عنه عبد الله أفندي (1066 - 1130 هـ) صاحب كتاب رياض العلماء: فرات بن إبراهيم الكوفي من قدماء علماء الأصحاب ورواتهم صاحب التفسير المشهور، وقال «الأستاذ الاستناد» أيده الله تعالى في أول البحار: وكتاب التفسير لفرات بن إبراهيم الكوفي، وإن لم يتعرض الأصحاب لمؤلّفه بمدح ولا قدح، ولكن كون أخباره موافقة لما وصل الينا من الأحاديث المعتبرة وحسن الضبط في نقلها مما يُعطي الوثوق بمؤلّفه وحسن الظن به.[١١]
- قال عنه آغا بزرك الطهرانيّ (1293 ــ 1389 هـ) في كتابه الذريعة: أكثر فيه (التفسير) من الرواية عن الحسين بن سعيد الذي كان من أصحاب الرضا والجواد والهادي قالب:عليهم السلام، وعن الفزّاري، وعن عبيد بن كثير، وذكر لكل من هؤلاء وغيرهم مشايخ كثيرة، وأسانيد عديدة، وكذلك سائر مشايخه البالغين إلى نيف ومائة كلهم من رواة أحاديثنا بطرقهم المُسندة إلى الأئمة الأطهارقالب:عليهم السلام، وليس لأكثرهم ذكر ولا ترجمة في أصولنا الرجالية، ويروي التفسير عن فرات والد الشيخ الصدوق وأمّا الشيخ الصدوق فيروي في كتبه عنه كثيراً.[١٢]
- قال عنه الشيخ الأوردبادي في مقدّمته لهذا التفسير والتي طُبعت مع الكتاب في الطبعة الأولى للمطبعة الحيدريّة بالنجف الأشرف: وكيفما كانت الحالة فالرجل ممن أكثر الرواية عن أئمة الهدى قالب:عليهم السلام، وقد عُدّت مشايخه فيها، فكانوا نيفاً ومائة شيخ، وهم الذين شُحن التفسير بمروياتهم، وبطبع الحال أن ما رووه لم يكن مقصوراً على ذلك... إذن: هو من مصاديق قول مولانا الإمام الصّادققالب:عليه السلام: (اعرفوا منازل الرجال منا على قدر رواياتهم عنا).[١٣]
ذات صلة
الهوامش
المصادر والمراجع
- الأفندي، عبد الله، ریاض العلماء وحیاض الفضلاء، تحقيق: أحمد الحسني، مكتبة آية الله المرعشي النجفي، قم- إيران، د.ط، 1403 هـ.
- آغا بزرگ الطهراني، محمد محسن، الذريعة إلى تصانيف الشيعة، بيروت، دار الأضواء، ط 3، 1403 هـ/ 1983 م.
- الكوفي، فرات بن إبراهيم، تفسير فرات الكوفي، تحقيق: محمد الكاظم، وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي، طهران- إيران، ط 2، 1416 هـ.
- المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، دار إحياء التراث العربي، بيروت - لبنان، ط 2، 1403 هـ.
- الموسوي الخوانساري، محمد باقر، روضات الجنات في أحوال العلماء والسادات، إسماعیلیان، قم - إيران، ط 1، 1390 ش.
- ↑ فرات الكوفي، تفسير فرات الكوفي، مقدمة المحقق، صص 10-11.
- ↑ العلامة المجلسي، بحار الأنوار ، ج 1، ص 37.
- ↑ فرات الكوفي، تفسير فرات الكوفي، مقدمة المحقق، صص 10-11.
- ↑ فرات الكوفي، تفسير فرات الكوفي، مقدمة المحقق، ص 11-13.
- ↑ فرات الكوفي، تفسير فرات الكوفي، مقدمة المحقق، ص 12.
- ↑ فرات الكوفي، تفسير فرات الكوفي، مقدمة المحقق، ص 13 - 19.
- ↑ آقا بزرگ الطهراني، الذريعة، ج 4، ص 298 - 299 ؛ فرات الكوفي، تفسير فرات الكوفي، مقدمة المحقق، ص 19 - 22.
- ↑ [موقع: كتاب بيديا: https://ketabpedia.com/%D8%AA%D8%AD%D9%85%D9%8A%D9%84/%D8%AA%D9%81%D8%B3%D9%8A%D8%B1-%D9%81%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%88%D9%81%D9%8A-2/]
- ↑ [موقع: كتاب بيديا: https://ketabpedia.com/%D8%AA%D8%AD%D9%85%D9%8A%D9%84/%D8%AA%D9%81%D8%B3%D9%8A%D8%B1-%D9%81%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%88%D9%81%D9%8A-3/]
- ↑ الخوانساري، روضات الجنات في أحوال العلماء والسادات، ج 5، صص 353 - 354.
- ↑ الأفندي، ریاض العلماء وحیاض الفضلاء، ج 4، صص 337-338.
- ↑ آقا بزرگ الطهراني، الذريعة، ج 4، صص 298 - 299.
- ↑ فرات الكوفي، تفسير فرات الكوفي، مقدمة المحقق، صص 24 -25