الفرق بين المراجعتين لصفحة: «خفاف بن عبد الله الطائي»
(أنشأ الصفحة ب''''خفاف بن عبد الله الطائي''' <ref>أعيان الشيعة 6 / 327. الإمامة والسياسة 1 / 78. شرح ابن أبي الحديد 3 / 111 ـ 112. وقعة صفّين / 64 ـ 68.</ref> شاعر ، فاضل ، متكلم منطيق ، شجاع ، من شيعة أمير المؤمنين (عليه السلام). قال نصر : وفي حديث صالح بن صدقة ، باسناده ، قال : قام عديّ بن حاتم...') |
لا ملخص تعديل |
||
سطر ٥: | سطر ٥: | ||
فقال له [[معاوية]] : هات يا أخا طيء حدّثنا عن عثمان. قال : حصره المكشوح ، وحكم فيه حكيم ، ووليه محمد ، وعمار ، وتجرّد في أمره ثلاثة نفر ، عديّ بن حاتم ، والأشتر النخعي ، وعمرو بن الحمق ، وجد في أمره رجلان : طلحة ، والزبير ، وأبرأ الناس منه عليّ. | فقال له [[معاوية]] : هات يا أخا طيء حدّثنا عن عثمان. قال : حصره المكشوح ، وحكم فيه حكيم ، ووليه محمد ، وعمار ، وتجرّد في أمره ثلاثة نفر ، عديّ بن حاتم ، والأشتر النخعي ، وعمرو بن الحمق ، وجد في أمره رجلان : طلحة ، والزبير ، وأبرأ الناس منه عليّ. | ||
قال : ثم مه؟ قال : ثم تهافت الناس على عليّ بالبيعة تهافت الفراش حتّى ضلت النعل ، وسقط الرداء ، ووطئ الشيخ ، ولم يذكر عثمان ولم يذكر له ، ثم تهيّأ للمسير وخف معه المهاجرون والأنصار ، وكره القتال معه ثلاثة نفر : سعد بن مالك ، وعبد الله بن عمر ، ومحمد بن مسلمة ، فلم يستكره أحدا ، واستغنى بمن خف معه عمن ثقل. ثم سار حتّى أتى جبل طيء ، فأتاه منا جماعة كان ضاربا بهم الناس حتّى إذا كان في بعض الطريق ، أتاه مسير طلحة | قال : ثم مه؟ قال : ثم تهافت الناس على عليّ بالبيعة تهافت الفراش حتّى ضلت النعل ، وسقط الرداء ، ووطئ الشيخ ، ولم يذكر عثمان ولم يذكر له ، ثم تهيّأ للمسير وخف معه المهاجرون والأنصار ، وكره القتال معه ثلاثة نفر : سعد بن مالك ، وعبد الله بن عمر ، ومحمد بن مسلمة ، فلم يستكره أحدا ، واستغنى بمن خف معه عمن ثقل. ثم سار حتّى أتى جبل طيء ، فأتاه منا جماعة كان ضاربا بهم الناس حتّى إذا كان في بعض الطريق ، أتاه مسير [[طلحة]] و<nowiki/>[[الزبير]] و<nowiki/>[[عائشة]] ، إلى [[البصرة]] فسرّح رجالا إلى [[الكوفة]] فأجابوا دعوته ، فسار إلى [[البصرة]] فهي في كفه ، ثم قدم إلى الكوفة فحمل إليه الصبي ، ودبّت إليه العجوز ، وخرجت إليه العروس فرحا به ، وشوقا إليه فتركته وليس همّه إلّا الشام. | ||
فذعر معاوية من قوله ، وقال : حابس أيّها الأمير لقد أسمعني شعرا غيّر به حالي في عثمان ، وأعظم به عليّا عندي. قال معاوية : أسمعنيه يا خفاف. فأسمعه قوله شعرا : | فذعر [[معاوية]] من قوله ، وقال : حابس أيّها الأمير لقد أسمعني شعرا غيّر به حالي في عثمان ، وأعظم به عليّا عندي. قال معاوية : أسمعنيه يا خفاف. فأسمعه قوله شعرا : | ||
{| class="wikitable" | {| class="wikitable" | ||
|قلت والليل ساقط الأكناف | |قلت والليل ساقط الأكناف | ||
سطر ٩٧: | سطر ٩٧: | ||
|} | |} | ||
فانكسر [[معاوية]] ، وقال يا حابس : إنّي لا أظن هذا إلّا عينا لعليّ. أخرجه عنك لا يفسد أهل الشام ـ وكنّى [[معاوية]] بقوله ـ ثم بعث إليه بعد ، فقال يا خفاف : أخبرني عن أمور الناس؟ فأعاد عليه الحديث ، فعجب معاوية من عقله ، وحسن وصفه للأمور. |
المراجعة الحالية بتاريخ ٠٩:٣٦، ١٦ نوفمبر ٢٠٢٣
خفاف بن عبد الله الطائي [١]
شاعر ، فاضل ، متكلم منطيق ، شجاع ، من شيعة أمير المؤمنين (عليه السلام). قال نصر : وفي حديث صالح بن صدقة ، باسناده ، قال : قام عديّ بن حاتم ، إلى عليّ (عليه السلام) ، فقال : يا أمير المؤمنين إنّ عندي رجلا من قومي لا يجارى به ، وهو يريد أن يزور ابن عم له حابس بن سعد (كان على طيء الشام مع معاوية) الطائي بالشام فلو أمرناه أن يلقى معاوية ، لعله أن يكسره ويكسر أهل الشام. فقال له عليّ : نعم ، فمره بذلك وكان اسم الرجل خفاف بن عبد الله ، فقدم على ابن عمه حابس بن سعد بالشام ، وكان حابس سيد طيء فحدّث حابسا أنّه شهد عثمان بالمدينة ، وسار مع عليّ إلى الكوفة ، وكان لخفاف لسان وهيئة وشعر. فغدا حابس وخفاف إلى معاوية وهو ثقة.
فقال له معاوية : هات يا أخا طيء حدّثنا عن عثمان. قال : حصره المكشوح ، وحكم فيه حكيم ، ووليه محمد ، وعمار ، وتجرّد في أمره ثلاثة نفر ، عديّ بن حاتم ، والأشتر النخعي ، وعمرو بن الحمق ، وجد في أمره رجلان : طلحة ، والزبير ، وأبرأ الناس منه عليّ.
قال : ثم مه؟ قال : ثم تهافت الناس على عليّ بالبيعة تهافت الفراش حتّى ضلت النعل ، وسقط الرداء ، ووطئ الشيخ ، ولم يذكر عثمان ولم يذكر له ، ثم تهيّأ للمسير وخف معه المهاجرون والأنصار ، وكره القتال معه ثلاثة نفر : سعد بن مالك ، وعبد الله بن عمر ، ومحمد بن مسلمة ، فلم يستكره أحدا ، واستغنى بمن خف معه عمن ثقل. ثم سار حتّى أتى جبل طيء ، فأتاه منا جماعة كان ضاربا بهم الناس حتّى إذا كان في بعض الطريق ، أتاه مسير طلحة والزبير وعائشة ، إلى البصرة فسرّح رجالا إلى الكوفة فأجابوا دعوته ، فسار إلى البصرة فهي في كفه ، ثم قدم إلى الكوفة فحمل إليه الصبي ، ودبّت إليه العجوز ، وخرجت إليه العروس فرحا به ، وشوقا إليه فتركته وليس همّه إلّا الشام.
فذعر معاوية من قوله ، وقال : حابس أيّها الأمير لقد أسمعني شعرا غيّر به حالي في عثمان ، وأعظم به عليّا عندي. قال معاوية : أسمعنيه يا خفاف. فأسمعه قوله شعرا :
قلت والليل ساقط الأكناف
|
ولجنبي عن الفراش تجافي
| |
أرقب النجم مائلا ومتى الغم
|
ض بعين طويلة التذراف
| |
ليت شعري وإنّني لسؤول
|
هل لي اليوم بالمدينة شاف
| |
من صحاب النبيّ إذ عظم الخط
|
ب وفيهم من البريّة كاف
| |
أحلال دم الإمام بذنب
|
أم حرام بسنّة الوقاف
| |
قال لي القوم : لا سبيل إلى ما
|
تطلب اليوم قلت : حسب خفاف
| |
عند قوم ليسوا بأوعية العل
|
م ولا أهل صحة وعفاف
| |
قلت لما سمعت قولا : دعوني
|
إنّ قلبي من القلوب الضعاف
| |
قد مضى ما مضى ومرّ به الدّ
|
هر كما مرّ ذاهب الأسلاف
| |
إنّني والّذي يحج له النا
|
س على لحق البطون العجاف
| |
تتبارى مثل القسيّ من النب
|
ع بشعث مثل الرصاف نحاف
|
فانكسر معاوية ، وقال يا حابس : إنّي لا أظن هذا إلّا عينا لعليّ. أخرجه عنك لا يفسد أهل الشام ـ وكنّى معاوية بقوله ـ ثم بعث إليه بعد ، فقال يا خفاف : أخبرني عن أمور الناس؟ فأعاد عليه الحديث ، فعجب معاوية من عقله ، وحسن وصفه للأمور.
- ↑ أعيان الشيعة 6 / 327. الإمامة والسياسة 1 / 78. شرح ابن أبي الحديد 3 / 111 ـ 112. وقعة صفّين / 64 ـ 68.