يوسف بافقيه
يوسف بافقيه
(شافعي / أندونيسيا)
ولد سنة 1397 هـ (1977 م) في مدينة "سمارا" بجاوة الوسطى في اندونيسيا، ونشأ في أسرة شافعيّة المذهب. أكمل الإعداديّة، ثمّ التحق بالمعهد الإسلامي في مدينة "بانجيل" وبعد انهاء دورته التحق بالحوزة العلميّة في مدينة قم المقدّسة في إيران.
استبصاره:
اعتنق يوسف بافقيه مذهب أهل البيت(عليهم السلام) سنة 1418هـ (1998م)، وكان ذلك بعد مطالعة لكتب الشيعة، والمناقشة مع العلماء من الفريقين حول مضامينها.
وكان أوّل ماحفّزه على قراءة كتب الشيعة هو التناقض الموجود في مواقف وأقوال بعض علماء أهل السنّة، حيث إنّه وجد في المسألة الواحدة أقوالاً عديدة متضادّة ومتناقضة أحياناً، والأنكى من ذلك هو مواقف علماء أهل السنّة من هذه الأقوال، حيث إنّهم ينصرون هذا القول ويتمسّكون به في بعض الأحيان ثم ينصرون القول المقابل في أحيان أخرى ويقولون هو الصحيح، ثمّ يعودون إلى نصرة القول الأوّل، وهكذا دأبهم التذبذب حسب اختلاف الحالات والأهواء.
ومن هذه المواقف المتضادّة، بل المتناقضة، موقفهم ازاء الإمام علي(عليه السلام)حيث إنّهم يمجدونه في بعض الأحيان ويصحّحون ما صحَّ من أحاديث فضائله ومناقبه ويذمّونه تارة لمواقفه من الشيخين وثالثهم عثمان، ومواقفه في مواجهته مع عائشة والزبير وطلحة ومعاوية وعمرو وأمثالهم، تراهم في حين آخر يفصلون بينه وبين شيعته ومحبّيه بادّعائهم خديعة عبدالله بن سبأ ـ الذي ادعوا يهوديّته وقالوا بأنّه خدع الإمام عليّاً(عليه السلام)ودفعه إلى إشعال حرب الجمل، وكبرت كلمة تخرج من أفواهم ومع ذلك فإنّهم يدّعون أنّهم هم الذين يحبّونه دون سواهم، ويتهّمون غيرهم بالإفراط والتفريط وقد اتّهموا شيعة أهل البيت(عليهم السلام) بأنّهم غالوا في حبّه وأنّ أهل السنة هم الذين اتّبعوا الجادّة الوسطى والطريقة المثلى في موالاة أهل البيت(عليهم السلام).
وهذا الحبّ وهذه الموالاة عجيبة منهم، فإنّك تراهم ناصروا كلّ ظالم من المتسلّطين على رقاب الأمّة من معاوية الذي حارب الإمام عليّاً(عليه السلام) إلى يزيد الذي قتل الإمام الحسين(عليه السلام)، وجعلوا كلّ الصحابة عدولاً من أجل تضييع حقّ الإمام عليّ(عليه السلام) في خلافة المسلمين التي جعلها الرسول(صلى الله عليه وآله) له دون غيره.
كما أنّهم قاطعوا وهجروا أئمّة أهل البيت(عليهم السلام)، فتراهم يروون عن كلّ كذّاب وضعيف ويهودي تظاهر بالإسلام ككعب الأحبار وغيره، ولا يروون عن أئمّة أهل البيت(عليهم السلام) إلاّ النزر اليسير، ودونك البخاري ومسلم حيث يؤكدان صحّة ما نقول.
يقول "يوسف بافقيه" مثل هذه التناقضات أرّقت ضميري وسلبتني راحتي وجعلتني أسهر الليالي من أجل معرفة حقيقة أهل البيت(عليهم السلام)، والحمد لله الذي هداني إلى معرفتهم، واكتشاف مذهبهم.