يعقوب النصراني

من ويكي علوي
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

يعقوب النصراني (مسيحي / العراق)

ورد في كتاب «دار السلام»:

كان رجلاً نصرانيّاً من أهالي الإفرنج، مقيماً في «بغداد» عرض له مرض الاستسقاء، فرجع إلى الأطباء فلم ينفعه علاجهم واشتدّ به المرض وصار نحيفاً ضعيفاً إلى أن عجز عن المشي.

قال وكنت أسأل اللّه‏ تعالى الشفاء أو الموت إلى أن رأيت ليلة في المنام - وكان ذلك في حدود الثمانين بعد المأتين والألف، وكنت نائماً على السرير – سيّداً جليلاً نورانيّاً طويلاً حضر عندي فهزّ السرير.

وقال: إن أردت الشفاء فالشرط بيني وبينك أن تدخل بلد الكاظمين عليهماالسلام وتزور، فإنّك تبرء من هذا المرض، فانتبهت من النوم وقصصت رؤياي على أُمّي.

فقالت: هذه من الشيطان وأتت بالصليب والزنار وعلّقتهما عليّ.

ونمت ثانياً فرأيت امرأة منقّبة عليها إزارها فهزّت السرير وقالت: قم فقد طلع الفجر ألم يشترط معك أبي أن تزوره فيشفيك؟!

فقلت: ومن أبوك؟

قالت الإمام موسى بن جعفر عليهماالسلام.

فقلت: ومن أنت؟

قالت: أنا المعصومة أخت الرضا عليه‏السلام.

فانتبهت متحيّراً في أمري ما أصنع؟ وأين أذهب؟

فوقع في قلبي أن أذهب إلى بيت السيّد الراضي البغدادي الساكن في محلّة الرواق منه، فمشيت إليه فلمّا دققت الباب نادى: من أنت؟

فقلت: افتح الباب.

فلمّا سمع صوتي نادى بنته افتحي الباب، فإنّه نصراني يريد أن يدخل الإسلام.

فقلت له بعد الدخول: من أين عرفت ذلك؟

فقال: اخبرني جدّي عليه‏السلام في النوم.

فذهب بي إلى الكاظمين وأدخلني على الشيخ الأجل عبد الحسين الطهراني، فحكيت له القصّة فأمرني أن أذهب إلى الحرم المطهّر، فذهبوا بي إليه وأطافوا بي حول الشبّاك ولم يظهر لي أثر، فلمّا خرجت منه تأمّلت هنيئة وعرض لي عطش، فشربت الماء فعرض لي اختلاط، فوقعت على الأرض فكأنّه كان على ظهري جبل فحطّ عنّي، وخرج نفخ بدني، وبدّل اصفرار وجهي إلى الحمرة، ولم يبق فيّ أثر من

المرض، فرجعت إلى بغداد لأخذ مؤنتي من مالي فاطّلع أهلي وأقاربي فأخذوني واذهبوا بي إلى بيت فيه جماعة فيها أُمّي.

فقالت لي: سوّد اللّه‏ وجهك ذهبت وكفرت.

فقلت: ترين ما بقي من مرضي أثر.

فقال: هذا من السحر.

ونظر سفير الدولة الانجليزية إلى عمّي، وقال: أإذن لي أن أؤدّبه فإنّه قد كفر اليوم وغداً يكفّر جميع طائفتنا، فأمر بي فجرّدوني وأضجعوني وضربوني بالآلة المعروفة بقرباج وهو مشتمل لشعب من السيم الموضوعة على رأسه شبه الأبر، فجرى الدم من أطراف بدني ولكن لم يؤثّر فيه من جهة الوجع والألم إلى أن أوقعت أختي نفسها عليّ فكفّوا عنّي،.

وقالوا لي: اقبل على شأنك.

فرجعت إلى الكاظمين عليهماالسلام ودخلت على الشيخ المعظم، فلقّنني الشهادتين وأسلمت على يديه، كان وقت العصر بعث المتعصّب العنيد والي بغداد نامق باشا رسولاً إلى الشيخ ومعه كتاب فيه إنّ رجلاً أتى إليك ليسلم وهو من رعايانا وتبعة الافرنج فلابدّ أن يسلّم عند القاضي، فأجابه بأنّ الذي ذكرته أتى عندي، ثُمّ ذهب لشأنه، وأخفاني وبعثني إلى كربلاء واختتنت هناك وزرت المشهد الغروي ورجعت،

ثُمّ بعثني مع رجل صالح من أهل اصطهبانات من توابع شيراز إلى العجم، وكنت في القرية المذكورة سنة، ثُمّ رجعت إلى العتبات.