وليام بي مور

من ويكي علوي
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

وليام بي مور (علي)

(مسيحيّ / أمريكا)

ولد في أمريكا ، ونشأ في أسرة غذّته منذ صغره بالعقائد المسيحيّة ، ثمّ واصل دراسته حتّى حصل على شهادة البكالويوس ، ثمّ تعرّف على الإسلام خلال سفره إلى إيران ، والتقائه ببعض علماء الشيعة.

أثر التوحيد على الصعيد الإجتماعي:

إنّ أوّل مسألة عرفها "وليام" من الإسلام هي مسألة التوحيد ، فاقتنع بها ، ثمّ بعد ذلك نبذ عقيدة التثليث التي كان يؤمن بها ، ثمّ أدرك خلال بحوثه بأنّ التوحيد لا يمثّل عقيدة نظريّة فحسب ، بل هو عقيدة تترك الأثر البليغ في واقع الفرد والمجتمع.

ومن آثار التوحيد في الصعيد الاجتماعيّ أنّه يسلب الصلاحيّة من كلّ مصدر غير الله تعالى لوضع مناهج مستقلّة لشؤون الحياة والإنسان ; لأنّ التوحيد يعني أنّ الله هو خالق الإنسان والكون ، وهو المصمّم لهذا النظام الكونيّ الدقيق ، وهو الأعلم بما ينطوي عليه الكائن البشريّ من ذخائر دفينة ، ويعلم كيف تتفجّر طاقات الإنسان الكامنة.

ومن هنا فإن الله تعالى هو الوحيد القادر على وضع منهج لطريقة الحياة ، وعلاقات الناس ، ومنهج حركتهم في إطار نظام التكوين ، ولهذا قال تعالى: {وَما كانَ لِمُؤْمِن وَلا مُؤْمِنَة إِذا قَضَى اللّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً}

ومن جهة أخرى فإنّ التوحيد يسلب حقّ الولاية على المجتمع من غير الله تعالى ; لأنّ الحكم حقّ خالص بالله تعالى ، وهو يكون لمن يعيّنه الله عزّ وجلّ.

ومن جهة أخرى فإنّ التوحيد يعني اختصاص الملكية المطلقة الأصليّة بالله تعالى ، ولهذا لا يحقّ لأحد أن يتصرّف بما شاء بما عنده ; لأنّ كلّ شيء أمانة بيد الإنسان ، وينبغي عليه أن يستثمره فيما أمره الله تعالى به.

ولا يحقّ للإنسان أن يفسد ويتلف نِعَم هذا العالم ، ولا يحقّ له استعمالها في طريق غير طريق السموّ الإنساني ، ولهذا قال تعالى: {قُلْ لِمَنِ الأَرْضُ وَمَنْ فِيها إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * سَيَقُولُونَ لِلّهِ قُلْ أَ فَلا تَذَكَّرُونَ}

وقال تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ ما فِي الأَرْضِ جَمِيعاً}

وقال تعالى: {اعْبُدُوا اللّهَ ما لَكُمْ مِنْ إِله غَيْرُهُ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيها}

وقال تعالى: {وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثاقِهِ وَيَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُولئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ}

الالتزام الحقيقيّ بالتوحيد:

إنّ المفاهيم السامية التي أدركها "وليام" خلال مطالعته للمعارف الإسلاميّة دفعته إلى اعتناق الدين الإسلاميّ الحنيف ، والالتزام الحقيقيّ بالتوحيد ، ونبذ كلّ ما ليس له صلة بالله تعالى ، ومن هنا استنار قلب "وليام" بنور الإيمان ، وسكنت جوارحه ، واطمئنّ قلبه نتيجة اتّباعه للحقّ ، وسيره وفق الطريق المنسجم مع فطرته الإنسانيّة.

ثمّ غيّر "وليام" اسمه ، وسمّى نفسه "علي" نتيجة ولائه ومحبته الخاصّة لهذا الإمام الذي بذل كلّ ما عنده في سبيل إعلاء كلمة الإسلام ، والمحافظة على الدين الإسلاميّ من تحريف المغرضين.