هانس كانسلر
هانس كانسلر (علي رضا)
(مسيحيّ / ألمانيا)
ولد في ألمانيا ، ونشأ في أسرة مسيحيّة ، ثمّ حصل على شهادة البكالوريوس في التجارة ، ثمّ سافر إلى الشرق الأوسط وزار إيران والتقى فيها بمجموعة من العلماء ، وتحاور معهم حول بعض القضايا العقائديّة ، ومن هنا اندفع نحو البحث حتّى توصّل في نهاية المطاف إلى أحقّيّة الدين الإسلاميّ ، فأعلن إسلامه ثم التحق بركب أتباع مذهب أهل البيت(عليهم السلام).
أسباب التخلّف في العالم الإسلامي:
إنّ من الأمور التي دفعت "هانس" إلى الاستغراب هي مسألة التخلّف المهيمن على العالم الإسلاميّ رغم امتلاكه العقائد الحقّة والدين الحنيف، فدفعه هذا الأمر إلى البحث ، ومن خلال البحث تبيّن له بأنّ العيب ليس في الإسلام، بل هو في المسلمين ، ولهذا لا ينبغي نسبة هذا التخلّف إلى الإسلام ; لأنّ سببه الأساسي هو عدم التزام المسلمين بالإسلام.
ومن خلال البحث عرف "هانس" أنّ أبرز المشاكل والعقبات التي تعيق نموّ وانتشار الفكر الإسلاميّ الصحيح في العالم الإسلاميّ اليوم هي مشكلة الإرهاب الفكريّ الذي تمارسه بعض الحكومات المستبدّة المهيمنة على دفّة الحكم في الدول الإسلاميّة ، وقد واجهت هذه الدول الجائرة العلماء والمفكّرين والمثقّفين الإسلاميّين ودعاة الإسلام، وحاولت محاربتهم عن طريق السجن والقتل والتشريد والإعاقة....
ومن جهة أخرى ابتلي المسلمون بتيّارات ساذجة حاولت عرض الإسلام بشكل مزيّف، فطرحت أفكار ونظريّات غريبة على روح الإسلام، وحاولت دمجها بالأصول الإسلاميّة وتلبيسها بلباس إسلامي مزيّف، وقد دعمت السلطات الجائرة والقوى العالميّة المستكبرة هذه التيّارات من أجل حماية مصالحها ووصولها إلى مآربها السياسيّة.
ومن جهة أخرى فإنّ العالم الإسلامي يعاني في يومنا هذا من الفراغ الفكريّ والتوقّف عن الإبداع والانتاج الفكريّ الذي يسدّ الحاجات المعاصرة للفكر الإنسانيّ ويصدّ التيّارات الفكريّة الماديّة التي غزت البلدان الإسلاميّة.
وبقي العالم الإسلامي للأسف مقتصراً في دراساته الفلسفيّة والكلاميّة واللغويّة والفقهيّة والأصوليّة على شكلها التقليديّ دون أن ينظر إلى ما استجدّ من حاجات جديدة للفكر والثقافة والحياة العلمية.
ومن جهة أخرى ساهمت الأنظمة العميلة في البلاد الإسلاميّة في إشاعة الفكر المنحرف والثقافة المنحلّة، والحضارة المادّيّة الجاهليّة، والنظريّات المعاكسة للاتّجاه الإسلاميّ ، فترك هذا الأمر الآثار السلبيّة في الصعيد الفرديّ والاجتماعي، وأدّى إلى التخلّف في العالم الإسلاميّ.
النظرة الواعية للإسلام والمسلمين:
أدرك "هانس" خلال دراسته للدين الإسلاميّ، ولقائه بالمسلمين أنّ الإسلام شيء والمسلمين شيء آخر ، وينبغي عدم الخلط فيما بينهما ، وأدرك بأنّ الكثير من المسلمين لا يمثّلون الإسلام ; لأنّهم لا يلتزمون بالتعاليم الإسلاميّة ، ولهذا لم يكن اعتناقه للإسلام من جهة الاقتداء بالمسلمين، بل لأنّ الإسلام يمتلك الأدلّة والحجج والبراهين العقليّة والمنطقيّة والنقليّة الصحيحة التي تثبت صحّته، وهو يطلب من المسلمين الالتزام بدينهم الحنيف، ويرجو منهم أن يكونوا زيناً للإسلام، ولا يكونوا له شيناً، وأن لا يشوّهوا سمعة الإسلام ببعض تصرّفاتهم البعيدة عن القيم الإسلاميّة.