ميرزا احمد التبريزي (ق ١٢ - بعد ١٢٤٠)
احمد التبريزي عالم فاضل مجتهد أديب شاعر بالفارسية والعربية، من أعلام القرن الثالث عشر وكان حيا في سنة ١٢٤٠ التي كتب فيها الشيخ محمد حسن الخوئي بعض أشعاره في مجموعة مع الدعاء له ب " سلمه الله تعالى "، ومن شعره قوله:
إلى م أقاسي يا خليلي آسيا
|
|
شدائد دهر كالجبال الرواسيا
|
إلى م أضام من ملامة جاهل
|
|
وألقى من الدهر الغشوم الدواهيا
|
إلى م أرى الارذال قد كرعوا المنى
|
|
وأصبر عن رشف الاماني صاويا
|
إلى م أغوص البحر للفلس سابحا
|
|
وناط على جيد الكلاب اللآليا
|
إلى م أرى ذا العلم أوقع خاملا
|
|
وصاحب جهل غارب المجد ساميا
|
إلى م أراني كل يوم بمنزل
|
|
وهد عيون من عيوب المغانيا
|
وأوغاد ناس ناعمون بعيشهم
|
|
وقد سمكوا فوق السماك المبانيا
|
إلى م أراني قد أحاط بي العدى
|
|
وأوجعني ريب المنون حوافيا
|
إلى م أرى الحدثان أعذق مقلتي
|
|
فأصبح دمعي هاطلا ليس راقيا
|
وكم بسهام الذرء ثاقبة الحشى
|
|
مجدلة رامى الزمان رمانيا
|
وكم نالني ضر من الدهر فاجع
|
|
وداء بلا برء قد أعيى المداويا
|
وكن نابني صرف من العصر فادح
|
|
ارق أحبائي وأرثى الاعاديا
|
وكم صدني الاقدار عن نيل بغيتي
|
|
وادراك مقصودي وفوز مراميا
|
وأعظمها أني أرى الجسم موثقا
|
|
بسجن الرزايا عن حبيبي نائيا
|
وقد شد أقدامي الشدائد والشقا
|
|
وذل يدي عن قبض ذيل رجائيا
|
وصحبى قد راحوا وشدوا رحالهم
|
|
إلى سيد السادات مولى المواليا
|
وصى رسول الله وارث علمه
|
|
وصنوه مجدا وتقى ومعاليا
|
شقيقه في كل المكارم والعلى
|
|
سراجه في داج الملمات صاحيا
|
مناره في الناس على سبل الهدى
|
|
به يهتدي في الجهل من ضل غاويا
|
شرى نفسه لله ابتغاء رضائه
|
|
وبات على مثوى حبيبه ثاويا
|
على ذروة الافلاك في المجد إذ علا
|
|
على كتفه الطهر المقدس راقيا
|
لان يكسر الاصنام عن بيت ربه
|
|
فصيره عن رجس الاوثان زاكيا
|
أباد جيوش المشركين بسيفه
|
|
وخاض غمارا في الوقائع غازيا
|
فكم جذم الاجياد بالسيف ضاربا
|
|
وكم هزم الاجناد بالسهم راميا
|
وكم قرع الهامات بيضا قواضبا
|
|
وكم طعن الاكباد سمرا عواليا
|
وكم صرع الشجعان بالدم في الوغى
|
|
وكم قتل الابطال للدين حاميا
|
وكم سلب الفرسان أصفر فاقعا
|
|
كساهم بزرق النصل أحمر قانيا
|
وكم جدل العزم الكمي شاخبا دما
|
|
وألقاه في ترب المذلة داميا
|
وكم ترب الاتراب قضم الترائب
|
|
وكم كفى الاكفاء كفى به كافيا
|
وكم قرن الاقران في خيط رمحه
|
|
وكم مثل الامثال بالعضب ضاريا
|
ومارت بالاكفاء كفو وحاش لي
|
|
وما كنت بالامثال مثله ناويا
|
فحاشاه حاشا أن يماثله الفتى
|
|
وحاشاي أن أجري بذاك لسانيا
|
فديتك يا مولاي يا غاية المنى
|
|
ويا ملجأي في كل خطب دهانيا
|
لقد ضقت ذرعا وامتلات من الاسى
|
|
وكدت أغص بالشجى من بكائيا
|
وضاقت علي الارض ضيقا برحبها
|
|
وأجرى دموعي من جوى القلب مابيا
|
وهاج بتأريخ الجوى بجوانحي
|
|
وكاد يبوح القلب ما كان طاويا
|
من البث والشكوي ووجدي ولوعتي
|
|
ومكنون أشواقي وفرط غراميا
|
ترى كربتي في النأي عنك وفجعتي
|
|
وهمي وضري وارتكام عنائيا
|
وقلة صبري وانصرام تجلدي
|
|
وحرقة قلبي في النوى وهياميا
|
وكثرة أحزاني وقلة حيلتي
|
|
وفيض دموعي فيك فارحمني باكيا
|
وخذ بيدي من مضرج الذل سيدي
|
|
وكن لي إلى مثوى ببابك هاديا
|
بنفسي أنت هل تخيب سائلا
|
|
ضريعا كئيبا أم بابك راجياو (..)
|
محروما قد أتاك بخيبة
|
|
وترجع كفاته نحوك خاويا
|
وتسلم عبدا يستعينك راجيا
|
|
بأيدي المخازي والمصائب عائيا
|
فحاشا وكلا ما أظنك خاذلا
|
|
عبيدك ملهوفا وإن كنت عاصيا(..)
|
علي أن أرى الناس رحلهم
|
|
ببابك خطوا نائلين الامانيا
|
وأذري على رأسي الرماد لفرقتي
|
|
وأبكي دما في البعد للردن ماليا
|
ألا ليت شعري هل أروح واغتدي
|
|
من الدهر حينا في ذراك مباهيا
|
وهل أسعدن يوما بتقبيل سدة
|
|
لبيت يرى مجدا على العرش زاهيا
|
وهل يسخى جدي علي بمنيتي
|
|
بلثم تراب حل فيه مراديا
|
أبثك لا؟ شكوى المبرح المبرح سيدي
|
|
وطول ضجيجي في النوى وانتخابيا
|
فعفوا لقد جزت المدى في استغاثتي
|
|
وصفحا فقد أطنبت في القول شاكيا
|
(.......)
|
|
وأطوي طوامير الشكاية داعيا
|
عليكم سلام الله ماذر شارق
|
|
وما لاح نجم في دجى الليل ساريا
|
وفاح نسيم في ربى النجد ضاحكا
|
|
وأسبل دمع المزن في الروض جاريا
|
وناح على الاشجار ورق الحمائم
|
|
وأسجع ازهار الغصون القماريا
|
وأذري دموع العين في البين وامق
|
|
يحن إلى الاحباب يرجو التلاقيا
|
ومن شعره قوله وقد نقله ابنه الميرزا لطف علي امام الجمعة التبريزي:
لقد علم الباري بأن فراقه
|
|
يذيب الحشى من لوعة الوجد كالجمر
|
ولكن لتسكين الجوى هاتف الرجا
|
|
ينادي لعل الله يحدث من أمر
|
وقال أيضا:
تقطع قلبي من تذكر أز من
|
|
يسامرني من الفؤاد هواه
|
ألا ليت شعري هل إلى الوصل أوبة
|
|
وهل يتبدل بالوصال نواه
|