ميرزا ابوالقاسم الهزارجريبي (ق ١٣ - ق ١٤)
ابوالقاسم بن ابوالحسن الهزار جريبي المازندراني عالم جليل وأديب شاعر بالعربية والفارسية متوسط الشعر، من أعلام أواخر القرن الثالث عشر وأوائل القرن الرابع عشر، ومن شعره هذه القصيدة العينية في مدح الامام أمير المؤمنينعليهالسلام كتبها تلميذه " التولمي " من خطه ولا تخلو الكتابة من غلط واشتباه:
ولى الشباب مغفلا لا يرجع
|
|
طيف سرى فينا ونحن مهجع
|
كالبرق أسفر عن لقاه وأسدلا
|
|
كالمزن عيني من نواه تدمع
|
إذ فيه سعدى لم تمل فمتى أرى
|
|
تأوى إلى جنبي وما أنا رعرع
|
عيش المشيب اعشت بهجتي وانطوت
|
|
عنها الرياش وحشو النار وانتجعوا
|
لا مرتجى في عود أيام خلت
|
|
إلا تذكر من به يتشفع
|
وهو الولي المرتضى المولى الذي
|
|
صلى وزكى في الصلاة ويركع
|
ذكراه نور في الجنان وذكره
|
|
عذب فرات عنبر يتضوع
|
وأرى محامدك الولي ومن عدا
|
|
خوفا وحقدا والورى بك يترع
|
في نشر مدحك للعدى لم اكترث
|
|
عن عاديات الخصم لا أتضعضع
|
حصني الحصين وجنتي وأسنتي
|
|
حبي وصدري واللسان المصقع
|
أنت الذي فيه العقول تولهت
|
|
عبدوك قوم آخرون تشيعوا
|
عل الاولى عشى عيونهم الهوى
|
|
أعيتهم شمس الضحى المتشعشع
|
لا غرم ان حرم الوطاوط شارقا
|
|
أن يحرموا من نور حق أمنع
|
نور جلا في طور سينا للجبل
|
|
من نورك الاوفى قليل يلمع
|
لولاك لم تقبل لآدم توبة
|
|
والفلك نوحا غرقا لم يمنع
|
سلم الجحيم على الخليل بروحكا
|
|
فدي الذبيح وطولك المستنجع
|
فلح الكليم من العدى واجتاز من
|
|
نيل وأنت الردء والمستمنع
|
رفع المسيح مشبها في أمره
|
|
بك سيدي نال المحل الارفع
|
رفع الاله محمدا فوق السما
|
|
ومثالك الاصفى له متطلع
|
ثم اصطفاه بسدرة مرفوعة
|
|
في ساحة جبريل عنه يمنع
|
فيكالمه الرب الرؤف مسليا
|
|
بلسانك الاجلى البيان الاصدع
|
انشق أخفى النيرين لاحمد
|
|
أبهاهما لك مرتين يرجع
|
هل أنت سر الله جل جلاله
|
|
أو نوره الابهى الذى يتشعشع
|
بل أنت كلهما وليس عجيبة
|
|
فيك الكثير من الاضداد مجمع
|
عند التعظم مالك رق الورى
|
|
عند التكسر مملوك (..)
|
عند التخشع مغتشى عليه من
|
|
الخوف وفى هيجائه لسميدع
|
طاو خميص دهره وعطاؤه
|
|
بحر سحاب بابه لا يقرع
|
كعراق خنزير بأيدي أجذم
|
|
في عينه دنياكم المستجمع
|
لم يغترر بجمالها ان أبرزت
|
|
عذراء اجمل ما يرى أو يسمع
|
بل أعرض الدنيا وفارق عيشها
|
|
وطلقها تطليقة لا يرجع
|
لكنه شد الحزام وشمرا
|
|
عن ساق جد في ملاحم يسرع
|
دفعا لكلمته وجلب امارة
|
|
ليكون فيها الملتجى والمرجع
|
عبد الاله مراقبا لجماله
|
|
كشف الغطاء وحسنه يتجمع
|
خلعت عناصرة إلى أن أخرجت
|
|
منه النصال فلا يحس فيوجع
|
كثرت عبادته وطال سجوده
|
|
حتى تثفن والمدامع تهمع
|
لكنه كم من عجيب عاجب
|
|
أفشى به عن سره ما أودع
|
فعلى البرايا فاق حتى بانهم
|
|
وتشبه الرب الاجل الارفع
|
با مجمع الاضداد يا نور الهدى
|
|
يا مظهر الاسرار يا مستودع
|
سماك ربك بالعلي من اسمه
|
|
ثم الحكيم أنت البطين الانزع
|
بالعلم أبطنت نواصيك نزعت
|
|
حتى إلى غير الهدى لا تسفع
|
ماذا أقول النطق فيك متعتع
|
|
كيف اصطباري والفؤاد مرقع
|
حتى متى أستصبحن وذا الصبا
|
|
ح كم استضى بالشمس شمس تسطع
|
شرح العلوم ومعجزات كلامكا
|
|
تذكير حلمك والصفاء الالمع
|
ذكر الملاحم والحروب مفصلا
|
|
بسط المكارم والسخاء الاوسع
|
نشر المدائح فيك مما قاله
|
|
أهل اللسان ولم يقل لا ينفع
|
إذ ما ظهرت على الورى أغنى لمن
|
|
قلب له والصم ليست تسمع
|
ما قلته رمز إلى ما قد عسى
|
|
أن يختفي عمن سهى أو إمع
|
ان كان مدحي لا يليق ببابكا
|
|
لكن رجائي في نوالك أوسع
|
يا غاية الايجاد يا بدو الورى
|
|
ياموئل الميعاد أنت موزع
|
بين البرية جنة ولظى ولو
|
|
لم تنجنا أعمالنا لا تنجع
|
عند الولادة والممات وفي الثرى
|
|
أنت المسكن روع من يتروع
|
عند الصراط وفي الحساب وهوله
|
|
أنت الملاذ الملجأ المتشفع
|
صنوان أنت واحمد من أصله
|
|
أهل الشفاعة منكما يتفرع
|
أرجو بكم يوم الندامة راحة
|
|
عن هول نار من لظاها يفزع
|
والجنة العليا التي أرجاؤها
|
|
من ساحة السبع الطرائق أوسع
|
صلى الاله عليهم متواليا
|
|
ما كوكب يهوي ونجم يطلع
|
له " شرح قصيدة البردة " ألفه سنة ١٢٩٧، و " شرح القصيدة العينية للحميري ".