مهيار بن مرزويه
مهيار بن مرزويه:
قال ابن شهرآشوب في معالم العلماء (9)، عند عده شعراء أهل البيت المجاهرين: «المولى الجليل أبو الحسن مهيار بن مرزويه الديلمي البغدادي: فاضل، شاعر، أديب، من شعراء أهل البيت(ع)المجاهرين، من غلمان الشريف الرضي، جمع بين فصاحة العرب و معاني العجم، و قال له أبو القاسم بن برهان: انتقلت بإسلامك من زاوية من النار إلى زاوية منها، فقال: و لم؟ قال: لأنك كنت مجوسيا فأسلمت، فصرت تسب السلف في شعرك، فقال: لا أسب إلا من سبه الله و رسوله». و قال الشيخ الحر في تذكرة المتبحرين (1021)، بعد نقل ما ذكرناه من معالم العلماء: «و له شعر كثير في مدح أهل البيت(ع)، و ديوان شعر
كبير. و قال بعض العلماء: خيار مهيار خير من خيار الرضي، و ليس للرضي رديء أصلا. و من شعره قوله من قصيدة:
حملوها يوم السقيفة أوزارا* * * تخف الجبال و هي ثقال
ثم جاءوا من بعدها يستقيلون* * * و هيهات عثرة لا تقال
و تحال الأخمار و الله يدري* * * كيف كانت يوم الغدير الحال
و قوله من قصيدة:
أبا حسن إن أنكروا الحق فضله* * * على أنه و الله إنكار عارف
فألا سعى للبين أخمص بازل* * * و ألا سمت للنعل إصبع خاصف
و إلا كما كنت ابن عم و والدا* * * و صنوا و صهرا كان لم يقارف
أخصك بالتفضيل إلا لعلمه* * * بعجزهم عن بعض تلك المواقف
و قوله من قصيدة:
و أما و سيدهم على قولة* * * تشجي العدو و تبهج المتواليا
لقد ابتنى شرفا لهم لو رامه* * * زحل بباغ كان عنه نائيا
وهب الغدير أبوا عليه قبوله* * * بغيا فكم عدوا سواه مساعيا
بدرا و أحدا أختها من بعدها* * * و حنين وقارا بهن فصاليا
و الصخرة الصماء أخفى تحتها ماء* * * و غير يديه لم يكن ساقيا
و تدبروا خبر اليهود بخيبر* * * و ارضوا بمرحب و هو خصم قاضيا
و تفكروا في أمر عمرو أولا* * * و تفكروا في أمر عمرو ثانيا
أسدان كانا من فريسة سيفه* * * و لقلما هابا سواه مناويا
و قوله من قصيدة:
أبوهم و أمهم من علمت* * * فانقص مديحهم أو زد
أرى الدين من بعد يوم الحسين* * * عليلا له الموت بالمرصد
سيعلم من فاطم خصمه* * * بأي نكال غدا يرتدي
و من ساء أحمد يا سبطه* * * فباء بقتلك ما ذا يدي
فداؤك نفسي و من لي بذاك* * * و لو أن مولى بعبد فدي
و ليت سبقت فكنت الشهيد* * * أمامك يا صاحب المشهد
أنا العبد والاكم عقده* * * إذا القول بالقلب لم يعقد
و فيكم ولائي و ديني معا* * * و إن كان في فارس مولدي
و قوله أيضا:
أيها العاتب ما ذاك* * * و ما أعرف ذنبي
أ تظن الدمع دينا* * * تتقاضاه بعتبي
إن تكن أنكرت حفظي* * * لك و ارتبت بحبي
فبعين الله يا ظالم* * * عيناي و قلبي.
و قوله:
يلحى على البخل الشحيح بماله* * * أ فلا تكون بماء وجهك أبخلا
أكرم يديك عن السؤال فإنما* * * قدر الحياة أقل من أن تسألا
و لقد أضم إلي فضل قناعتي* * * و أبيت مشتملا بها متزملا
و إذا امرؤ أفنى الليالي حسرة* * * و أمانيا أفنيتهن توكلا
و قال ابن خلكان: «مهيار بن مرزويه، الكاتب الفارسي الديلمي الشاعر المشهور .. كان جزل القول، مقدما على أهل وقته، و له ديوان شعر كبير يدخل في أربع مجلدات .. ذكره الخطيب في تاريخ بغداد و أثنى عليه .. و ذكره أبو الحسن الباخرزي في دمية القصر، فقال: هو شاعر، له في مناسك الحج مشاعر، و كاتب تجلى تحت كل كلمة من كلماته كاعب، و ما في قصيدة من قصائده بيت يتحكم عليه بلو و ليت (و هي مصبوبة في قالب القلوب و بمثلها يعتذر الزمان المذنب عن الذنوب). ثم قال ابن خلكان: توفي في سنة (428)».