محمد كمال محمد زين
محمّد كمال محمّد زين
(شافعي / إثيوبيا)
ولد في منطقة "تجراي" التابعة لمدينة "رايّا" وترعرع في أسرة شافعيّة المذهب ، ثمّ درس في المدارس الدينيّة ، فغرست هذه المدارس في نفسه المحبّة اتجاه الدين ، وعوّدته على المطالعة والبحث في الصعيد الدينيّ.
قراءة الكتب الدينيّة:
إنّ أهمّ ما ينبغي الاهتمام به في تلقّي العلم هو معرفة المصادر النقيّة التي يمكن الاعتماد عليها في أخذ العلم ; لأنّ القراءة العشوائيّة قد تؤدّي بصاحبها إلى الالتقاط الفكريّ والوقوع فريسة للتيّارات الفكريّة المنحرفة.
هذا ما التفت إليه "محمّد" خلال قراءته المكثّفة للكتب الدينيّة ، ومن هنا بدأ يهتمّ بمعرفة المصدر الذي يمكن الوثوق به .
أخذ العلم عن أهل البيت(عليهم السلام):
إنّ البحوث التي أجراها "محمّد" بيّنت له أنّ أهل البيت(عليهم السلام) هم ورثة علم رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم)، وهم أعلم الناس بكتاب اللّه وسنّة نبيّه(صلى الله عليه وآله وسلم).
فإذا كان الأمر كذلك ، فكيف يجوز ترك أهل البيت(عليهم السلام) واللجوء إلى غيرهم في أخذ العلم؟ ألم يقل رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم):
"أعلم أمّتي من بعدي عليّ بن أبي طالب"(1).
"يا عليّ أنت تبيّن لأمّتي ما اختلفوا فيه من بعدي"(2).
"أنا مدينة العلم وعليّ بابها ، فمن أراد المدينة فليأتها من بابها"(3).
"عليّ باب علمي ، ومبيّن لأمتي ما أرسلت به من بعدي"(4).
ألم يعترف عمر بن الخطّاب في العديد من المرّات بعدم إمكان استغنائه عن علم الإمام عليّ(عليه السلام) بقوله:
"لولا عليّ لهلك عمر"(5).
"لا أبقاني اللّه بأرض لست بها يا أبا الحسن"(6).
"أعوذ باللّه من معضلة ليس لها أبو الحسن"(7).
"لا أبقاني اللّه بعدك يا علي"(8).
فإذا كان الأمر كذلك فما هو الداعي لترك الإمام علي(عليه السلام) وأخذ العلم من غيره.
الاعتصام بأهل البيت(عليهم السلام):
إنّ معرفة مكانة أهل البيت(عليهم السلام) هي التي دفعت "محمّد كمال" إلى تلقّي العلم منهم ، كما أنّه ازداد تمسّكاً بهم عندما عرف بأنّ الاعتصام بهم وبالقرآن الكريم ـ كما ورد في حديث الثقلين ـ يعصم الإنسان من الضلال.
وبمرور الزمان تبلورت عقيدة التشيّع في قلب "محمّد كمال" ثمّ أعلن استبصاره ، وبدأ بعد ذلك بنشر علوم ومعارف أهل البيت(عليهم السلام) بين أبناء منطقته.
نشاطه الديني:
بدأ "محمّد كمال" بمهمّة التبليغ في مدرسة أهل البيت(عليهم السلام) الواقعة في مدينة "رايّا" ، كما أنّه تصدّى لمهمّة التدريس في مجال العلوم القرآنيّة في مدرسة تحفيظ القرآن الكريم ، ثمّ حاول أن ينشر معارف عترة الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) بين الناس لتستنير بصائرهم بهذه الأنوار الساطعة.