محمد بن مخنف الأزدي

من ويكي علوي
(بالتحويل من محمد بن مخنف)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

اسمه

محمد بن مخنف بن سليم بن الحارث بن عوف بن ثعلبة بن عامر بن ذهل بن مازن بن ذبيان بن ثعلبة بن الدؤل بن سعد مناة بن غامد الأزدي الغامدي

نبذة عنه

محارب مقدام ، اشترك في حرب صفين ، وقاتل أهل الشام. قال : كنت مع أبي يومئذ ، وأنا ابن سبع عشرة سنة ، ولست في عطاء ، فلما منع الناس الماء قال لي أبي لا تبرح. فلما رأيت الناس يذهبون نحو الماء ، لم أصبر فأخذت سيفي فقاتلت ، فإذا أنا بغلام مملوك لبعض أهل العراق ، ومعه قربة له فلما رأى أهل الشام قد أفرجوا عن الماء ، شدّ فملأ قربته ثم أقبل بها ، وشدّ عليه رجل من أهل الشام فضربه فصرعه ، ووقعت القربة منه ، وشددت على الشامي ، فضربته وصرعته ، وعدا أصحابه فاستنقذوه. قال : وسمعتهم يقولون لا بأس عليك. ورجعت إلى المملوك فأجلسته فإذا هو يكلمني ، وبه جرح رحيب ، فلم يكن أسرع من أن جاء مولاه فذهب به ، وأخذت قربته وهي مملوءة ماء فجئت بها إلى أبي. فقال : من أين جئت بها؟ فقلت : اشتريتها. وكرهت أن أخبره الخبر فيجد عليّ ، فقال : اسق القوم. فسقيتهم وشرّبت آخرهم ، ونازعتني نفسي والله القتال ، فانطلقت أتقدّم فيمن يقاتل. قال : فقاتلتهم ساعة ثم أشهد أنّهم خلّوا لنا عن الماء.

قال : فما أمسيت حتّى رأيت سقاتهم وسقاتنا يزدحمون على الماء فما يؤذي إنسان إنسانا. قال : وأقبلت راجعا فإذا أنا بمولى صاحب القربة ، فقلت : هذه قربتك فخذها ، أو ابعث معي من يأخذها ، أو أعلمني مكانك. فقال : رحمك الله عندنا ما يكتفى به. فانصرفت وذهب ، فلما كان من الغد مرّ على أبي فوقف فسلّم ورآني إلى جنبه ، فقال : من هذا الفتى منك؟ قال : بني. قال : أراك الله فيه السرور ، استنقذ والله غلامي أمس ، وحدثني شباب الحي أنّه كان من أشجع الناس. قال : فنظر إليّ أبي نظرة عرفت منه الغضب في وجهه ، ثم سكت حتّى مضى الرجل ، ثم قال : هذا ما تقدمت إليك فيه؟ قال : فحلفني ألا أخرج إلى قتال إلّا بإذنه. فما شهدت لهم قتالا حتّى كان آخر يوم من أيامهم إلّا ذلك اليوم.

المصدر

تاريخ الطبري 5 / 241. تنقيح المقال 3 / 181. شرح ابن أبي الحديد 2 / 120 ، 121 و 3 / 1687106. لسان الميزان 5 / 375. وقعة صفين / 183.