محمد بن عيسى بن عبيد بن يقطين

من ويكي علوي
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

محمد بن عيسى بن عبيد بن يقطين

قال النجاشي: «محمد بن عيسى بن عبيد بن يقطين بن موسى، مولى أسد بن خزيمة أبو جعفر: جليل في أصحابنا، ثقة، عين، كثير الرواية، حسن التصانيف، روى عن أبي جعفر الثاني(ع)مكاتبة و مشافهة. ذكر أبو جعفر بن بابويه، عن ابن الوليد، أنه قال: ما تفرد به محمد بن عيسى من كتب يونس و حديثه لا تعتمد عليه، و رأيت أصحابنا يذكرون هذا القول، و يقولون: من مثل أبي جعفر محمد بن عيسى، سكن بغداد. قال أبو عمرو الكشي: نصر بن صباح يقول: إن محمد بن عيسى بن عبيد بن يقطين أصغر في السن أن يروي عن ابن محبوب، قال أبو عمرو: قال القتيبي: كان الفضل بن شاذان (رحمه الله) يحب العبيدي، و يثني عليه، و يمدحه و يميل إليه و يقول: ليس في أقرانه مثله، و يحسبك هذا الثناء من الفضل (رحمه الله). و ذكر محمد بن جعفر الرزاز: أنه سكن سوق العطش. له من الكتب: كتاب الإمامة، كتاب الواضح المكشوف في الرد على أهل الوقوف، كتاب المعرفة، كتاب بعد الإسناد، كتاب قرب الإسناد، كتاب الوصايا، كتاب اللؤلؤ، كتاب المسائل المحرمة، كتاب الضياء، كتاب الطرائف، كتاب التوقيعات، كتاب التجمل و المروة، كتاب الفيء و الخمس، كتاب الرجال، كتاب الزكاة، كتاب ثواب الأعمال، كتاب النوادر. أخبرنا أبو عبد الله بن شاذان، قال: حدثنا: أحمد بن محمد بن يحيى، عن الحميري، قال: حدثنا محمد بن عيسى، بكتبه، و رواياته، و عن أحمد بن محمد، عن سعد، عنه، بالمسائل». و قال الشيخ (612): «محمد بن عيسى بن عبيد اليقطيني: ضعيف، استثناه أبو جعفر محمد بن علي بن بابويه عن رجال نوادر الحكمة، و قال: لا أروي ما يختص برواياته، و قيل: إنه كان يذهب مذهب الغلاة، له كتاب الوصايا، و له كتاب تفسير القرآن، و له كتاب التجمل و المروة، و كتاب الأمل و الرجاء. أخبرنا بكتبه و رواياته جماعة، عن التلعكبري، عن ابن همام، عنه». و عده في رجاله (تارة) من أصحاب الرضا(ع)(76)، قائلا: «محمد بن عيسى بن عبيد، بغدادي». و (أخرى) في أصحاب الهادي(ع)(10)، قائلا: «محمد بن عيسى بن عبيد اليقطيني، يونسي، ضعيف». و (ثالثة) في أصحاب العسكري(ع)(3)، قائلا: «محمد بن عيسى بن عبيد اليقطيني: بغدادي يونسي». و (رابعة) فيمن لم يرو عنهم(ع)(111)، قائلا: «محمد بن عيسى اليقطيني، ضعيف». و عده البرقي (تارة) في أصحاب الهادي(ع)، قائلا: «محمد بن عيسى بن عبيد، يقطيني، قال له إسحاق (اقعد حتى) قال: لم أؤمر بذلك». و (أخرى) في أصحاب العسكري(ع)قائلا: «محمد بن عيسى بن عبيد يقطيني». روى عن أبي عبد الله زكريا المؤمن، و روى عنه سعد بن عبد الله بن أبي خلف. كامل الزيارات: الباب 14، في حب رسول الله(ص)الحسن و الحسين(ع)، الحديث 10. و قال الكشي (415) أبو جعفر محمد بن عيسى بن عبيد بن يقطين: «قال نصر بن الصباح: إن محمد بن عيسى بن عبيد، من صغار من يروي عن ابن محبوب في السن. علي بن محمد القتيبي، قال: كان الفضل يحب العبيدي و يثني عليه و يمدحه و يميل إليه، و يقول: ليس في أقرانه مثله.

جعفر بن معروف، قال: صرت إلى محمد بن عيسى لأكتب عنه فرأيته يتعيش بالسواد، فخرجت من عنده و لم أعد عليه، ثم اشتدت ندامتي لما تركت من الاستكثار منه لما رجعت و علمت أني قد غلطت». بقي هنا أمور: الأول: أنك عرفت من النجاشي وثاقة الرجل، بل هو ممن تسالم أصحابنا على وثاقته و جلالته، و يؤكد ما ذكره النجاشي ما تقدم في ترجمة محمد بن أحمد بن يحيى، من قول ابن نوح: «و قد أصاب شيخنا محمد بن الحسن بن الوليد في ذلك كله، و تبعه أبو جعفر بن بابويه ((رحمه الله)) على ذلك، إلا في محمد بن محمد بن عيسى بن عبيد، فلا أدري ما رأيه فيه، لأنه كان على ظاهر العدالة و الثقة». و ما تقدم في ترجمة محمد بن سنان، من قول الكشي: «و قد روى عنه الفضل، و أبوه، و يونس، و محمد بن عيسى العبيدي .. و غيرهم من العدول و الثقات من أهل العلم». و ما مر من أن الفضل بن شاذان كان يحب العبيدي، و يثني عليه و يمدحه و يميل إليه، و يقول: ليس في أقرانه مثله. و يؤيد ذلك ما مر من قول جعفر بن معروف: صرت إلى محمد بن عيسى .. (إلى آخر ما تقدم). و ما تقدم في ترجمة الفضل بن شاذان من قول بورق: خرجت حاجا فأتيت محمد بن عيسى العبيدي، فرأيته شيخا فاضلا (الحديث). هذا و لا يعارض ذلك تضعيف الشيخ إياه في غير مورد كما مر. و قال في الإستبصار: الجزء 3، في ذيل الحديث 568، باب أنه لا يجوز العقد على امرأة عقد بها الأب و الابن: إن هذا الخبر مرسل منقطع، و طريقه محمد بن عيسى بن عبيد، عن يونس، و هو ضعيف، و قد استثناه أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه ((رحمه الله)) من جملة الرجال الذين روى عنهم صاحب

نوادر الحكمة، و قال: ما يختص بروايته لا أرويه، و من هذه صورته في الضعف لا يعترض بحديثه (انتهى). و الوجه في ذلك، أن تضعيف الشيخ كما هو صريح كلامه هنا و في فهرسته، مبني على استثناء الصدوق و ابن الوليد إياه، من جملة الرجال الذين روى عنهم صاحب نوادر الحكمة، و الذي ظهر لنا من كلامهما، أنهما لم يناقشا في محمد بن عيسى بن عبيد نفسه، فإنما ناقشا في قسمين من رواياته، و هما: فيما يروي صاحب نوادر الحكمة عنه بإسناد منقطع، كما تقدم عن النجاشي و الشيخ في ترجمة: محمد بن أحمد بن يحيى، و إن كان كلام الشيخ هنا في فهرسته و إستبصاره خاليا عن ذلك، و لكنه لا بد من تقييده بما تقدم، و فيما ينفرد بروايته محمد بن عيسى عن يونس، و أما في غير ذلك فلم يظهر من ابن الوليد و لا من الصدوق، ترك العمل برواياته. و الذي يكشف عن ذلك: أن الصدوق(قدس سره) تبع شيخه ابن الوليد في الاستثناء المزبور، فلم يرو في الفقيه و لا رواية واحدة، عن محمد بن عيسى، عن يونس، و قد روى فيه عن محمد بن عيسى، عن غير يونس، في نفس الكتاب في المشيخة في نيف و ثلاثين موضعا غير ما ذكره في طريقه إليه، و هذا أقوى شاهد على أن الاستثناء غير مبتن على تضعيف محمد بن عيسى بن عبيد نفسه، و إنما هو لأمر يختص برواياته عن يونس، و هذا الوجه مبني على اجتهاد ابن الوليد و رأيه، و وجهه عندنا غير ظاهر. و المتحصل: أن ابن الوليد، و الصدوق، لم يضعفا محمد بن عيسى نفسه، و لم يناقشا فيه، و قد روى ابن الوليد نفسه، عن الصفار، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن غير يونس، كما تقدم في ترجمة إسماعيل بن جابر، و حريز بن عبد الله، و حنان بن سدير، و فضل بن عثمان الأعور، و القاسم بن سليمان، و يأتي في ترجمة نضر بن سويد، و ياسين الضرير، و في طريق الصدوق إلى محمد بن عيسى بن عبيد، هنا، و لكنه لا يروي ما يرويه محمد بن عيسى، عن يونس، بطريق منقطع، أو ما ينفرد بروايته عنه، إلا أن الشيخ(قدس سره) قد غفل عن خصوصية كلام ابن الوليد، و تخيل إن ترك ابن الوليد رواية ما يرويه محمد بن عيسى بن عبيد، عن يونس، بإسناد منقطع، أو ما ينفرد بروايته عنه، مبتن على ضعف محمد بن عيسى، فحكم بضعفه تبعا له، و لكن الأمر ليس كما تخيل، و إنما الاستثناء مبني على اجتهاد ابن الوليد و رأيه، و أما الصدوق(قدس سره) فقد صرح بأنه يتبع شيخه، فلا يروي عمن ترك شيخه الرواية عنه، فقد قال في ذيل الحديث 241 من الجزء 2، في باب صوم التطوع من الفقيه: و أما خبر صلاة غدير خم، و الثواب المذكور فيه لمن صامه، فإن شيخنا محمد بن الحسن (رضي الله عنه) كان لا يصححه، و كل ما لم يصححه ذلك الشيخ ((قدس الله روحه)) و لم يحكم بصحته من الأخبار، فهو عندنا متروك غير صحيح (انتهى). فالمتلخص أن ابن الوليد، و الصدوق لم يضعفا الرجل، و أما الشيخ فلا يرجع تضعيفه إياه إلى أساس صحيح، فلا معارض للتوثيقات المذكورة. الأمر الثاني: أن الشيخ نسب القول بغلو محمد بن عيسى بن عبيد إلى قائل مجهول، و الظاهر أن هذا القول على خلاف الواقع، لقول ابن نوح إنه كان على ظاهر العدالة و الثقة، و قد عرفت من كلام النجاشي و غيره جلالة الرجل من دون غمز في مذهبه. الأمر الثالث: أن محمد بن عيسى بن عبيد، له روايات عن ابن محبوب، منها: الكافي: الجزء 1، كتاب التوحيد 3، باب المعبود 5، الحديث 1، و الجزء 4، كتاب الحج 3، باب المحرم يصيب الصيد في الحرم 114، الحديث 6. و رواها الشيخ، عن محمد بن يعقوب، مثله. التهذيب: الجزء 5، باب الكفارة عن خطإ المحرم و تعديه الشروط، الحديث 1291، و في الجزء 4، باب حكم العلاج للصائم و الكحل و الحجامة ..، الحديث 796، و الجزء 10، باب الحوامل و الحمول و غير ذلك من الأحكام، الحديث 1103. و لكن هذه رواها في الكافي: الجزء 7، كتاب الديات 4، باب دية الجنين 40، الحديث 10، و فيه: عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن محبوب. و يظهر من النجاشي أن نصر بن الصباح، أنكر رواية محمد بن عيسى عن ابن محبوب، لصغر سنه، و احتمل بعضهم أن هذا هو المنشأ في توقف ابن الوليد في محمد بن عيسى. أقول: قد عرفت أن ابن الوليد لم يتوقف في روايات محمد بن عيسى مطلقا، و إنما توقف في قسم من رواياته، و قد ذكرنا أنه لم يظهر وجهه. و أما إنكار نصر بن الصباح، لرواية محمد بن عيسى، عن ابن محبوب فلم يثبت أولا، فإن ذلك إنما يظهر من عبارة النجاشي فقط، و أما المذكور في الكشي فغير ظاهر في الإنكار، بل هو ظاهر في الاعتراف برواية محمد بن عيسى، عن ابن محبوب، إلا أنه كان من صغار رواته. و ثانيا: أن نصر بن الصباح لا يعتمد على قوله لو ثبت ذلك، كيف، و قد روى عن الحسن بن محبوب، أحمد بن محمد بن عيسى، و أخوه عبد الله، و علي بن إبراهيم، و أحمد بن أبي عبد الله البرقي، في مواضع، فكيف لا يمكن رواية محمد بن عيسى بن عبيد، عنه، و هو قد أدرك الرضا(ع)، و قد مات ابن محبوب في آخر سنة (224). و ليت شعري كيف يصح إنكار رواية محمد بن عيسى بن عبيد، عن ابن محبوب، و هو لم يدرك الصادق(ع)، و قد روى محمد بن عيسى بن عبيد، عن جماعة قد أدركوا الصادق(ع)، منهم: محمد بن الفضيل، الكافي: الجزء 1، باب ما جاء في الاثني عشر 126، الحديث 10. و المفضل بن صالح أبو جميلة. الكافي: الجزء 2، كتاب الإيمان و الكفر 1، باب سلامة الدين 96، الحديث 2.

و إبراهيم بن محمد المدني. الكافي: الجزء 4، كتاب الصيام 2، باب قبل باب اليوم الذي يشك فيه من شهر رمضان، الحديث 1. و حماد بن عيسى، ذكره الصدوق في المشيخة في طريقه إلى زرارة بن أعين، و حريز بن عبد الله، و في طريقه إلى نفس حماد بن عيسى. و حنان بن سدير، ذكره الصدوق في المشيخة في طريقه إلى نفس حنان بن سدير. الأمر الرابع: أن العلامة ذكر محمد بن عيسى بن عبيد في القسم الأول، و قال: اختلف علماؤنا في شأنه (إلى أن قال) و الأقوى عندي قبول روايته. الخلاصة: (22) من الباب (1) من حرف الميم. إلا أنه قال في ترجمة بكر بن محمد الأزدي (2) من الباب (4)، من حرف الباء: قال: الكشي: قال حمدويه: ذكر محمد بن عيسى العبيدي بكر بن محمد الأزدي فقال: خير، فاضل، و عندي في محمد بن عيسى توقف. و التناقض بين الأمرين ظاهر. الأمر الخامس: أن محمد بن عيسى بن عبيد، قد تقدمت عنه عدة روايات في ذم جماعة من الأكابر، كزرارة، و محمد بن مسلم، و بريد العجلي، و أبي بصير، و إسماعيل بن جابر، و محمد بن علي بن النعمان مؤمن الطاق. و قد يتخيل أن هذه الروايات هي التي توجب القدح في محمد بن عيسى بن عبيد، لكنه خيال فاسد لا أساس له، فإن هذه الروايات بين ما هي ضعيفة لم تثبت، و بين ما هي صحيحة قد صدرت من المعصوم(ع)لحكمة، كما ذكرنا ذلك في ترجمة زرارة، فكيف يكون هذا قدحا في محمد بن عيسى بن عبيد. و كيف كان، فطريق الصدوق(قدس سره) إليه: أبوه- رضي الله عنه-، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن عيسى بن عبيد اليقطيني. و أيضا محمد بن الحسن- رضي الله عنه-، عن محمد بن الحسن الصفار،

عنه، و الطريق كطريق الشيخ إليه صحيح. و روى بعنوان محمد بن عيسى بن عبيد اليقطيني، عن أبي الحسن علي بن محمد العسكري(ع)، و روى عنه الصدوق بطريقه. الفقيه: الجزء 3، باب المعايش و المكاسب، الحديث 441. و روى عن محمد بن إسماعيل البصري، و روى عنه سعد بن عبد الله. التهذيب: الجزء 6، باب حد حرم الحسين(ع)، الحديث 133. و روى عن يونس بن عبد الرحمن، و روى عنه أبو العباس محمد بن جعفر بن محمد الرزاز. مشيخة التهذيب: في طريقه إلى يونس بن عبد الرحمن.