محمد بن علي بن محمد بن الحسين

من ويكي علوي
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

محمد بن علي بن محمد بن الحسين:

قال الشيخ الحر في أمل الآمل (175): «الشيخ الجليل، محمد بن علي بن محمد بن الحسين الحر الآملي، المشغري، الجبعي، عم مؤلف هذا الكتاب: كان فاضلا، عالما، ماهرا، محققا، حافظا، جامعا، عابدا، شاعرا، منشئا، أديبا، ثقة، قرأت عليه جملة من الكتب العربية و الفقه و غيرهما، توفي سنة (1081). له رسالة في ذكر ما اتفق له في أسفاره سماها الرحلة، و له حواش و فوائد كثيرة، و له ديوان شعر جيد، ما رأيت فيه بيتا رديئا، و أمه بنت الشيخ حسن ابن

الشهيد الثاني، و له قصائد في مدح النبي(ص)، و الأئمة(ع). و قد ذكره السيد علي بن ميرزا أحمد، في سلافة العصر في محاسن أعيان العصر، فقال فيه: حر، رقيق الشعر، عتيق سلافة الأدب، ينتدب له عصي الكلام إذا دعاه و ندب، له شعر يستلب نهي العقول بسحره، و يحل من البيان بين سحره و نحره، فهو أرق من خصر هيفاء مجدولة و أدق، و أصفى من صهباء يشعشعها أغن ذو مقلة مكحولة الحدق، فمنه قوله و أجاد في التورية بلقبه ما شاء:

قلت لما لحيت في هجو دهر* * * بذل الجهد في احتفاظ الجهول

كيف لا أشتكي صروف زمان* * * ترك الحر في زوايا الخمول

و قوله:

يراكم بعين الشوق قلبي على النوى* * * فيحسده طرفي فتنهل أدمعي

و يحسد قلبي مسمعي عند ذكركم* * * فتذكو حرارات الجوى بين أضلعي

و قوله:

و كم غلت الأحشاء مني حرارة* * * من الدهر لافات الردى هامة الدهر

تقدمني بالمال قوم أجلهم* * * لدي مقاما قدر فاضلة الظفر

و قوله:

يا دهر كم تحتسي منك الورى غصصا* * * و كم تراعى لأهل اللوم من ذمم

بحكمة الله لكن الطباع ترى* * * في رفعة النذل صدعا غير ملتئم

انتهى ما نقلته من سلافة العصر. و لقد قصر في مدح هذا الشيخ، حيث وصفه بالشعر و الأدب، و لم يذكر جمعه لجميع المحاسن و الفضائل و العلوم، و عذره أنه لم يطلع على أحواله، و قد كنت مدحته بقصيدة، و رثيته بأخرى، ذهبا فيما ذهب من شعري، و كتبت إليه مرة هذين البيتين:

أنت فخر لولدك الغر في يوم* * * فخار بل أنت فخر أبيكا

و كما لي فخر بأنك عمي* * * لك فخر بأني ابن أخيكا

و من شعره أيضا، قوله من أبيات و فيه استخدامات خمسة:

ما رنحت صادحات الأيك في الشجر* * * إلا و ناحت لنوحي أنجم السحر

يا ساكني البان أزرت منكم مرحا* * * تلك القدود على أغصانه النضر

و حقكم ما جرى ذكر العقيق ضحى* * * إلا و أسبلته في الخد كالمطر

و لا ذكرت الغضا إلا و أججه* * * بين الضلوع لكم مور من الفكر

أفنيتم العين سقما عند ما حرمت* * * إليكم بالنوى رغما من النظر

تروي الغزالة عنكم في الجمال كما* * * سلبتم النفر عنها حكم مقتدر

و قوله:

تنبه فأوقات الصبا عمر ساعة* * * و عما قليل سوف تسلبها قسرا

و ما المرء إلا ضيف طيف لأهله* * * يقيم قليلا ثم يغدو لهم ذكرا

و إن بني الدنيا و إن طال مكثهم* * * بها أو علوا فوق هام السهى قدرا

كركب أناخوا مستظلين برهة* * * و حثوا المطايا نحو منزلة أخرى

و قوله:

إن كان حبي للوصي و رهطه* * * رفضا كما زعم الجهول الخائض

فالله و الروح الأمين و أحمد* * * و جميع أملاك السماء روافض

و قوله:

يا عترة المختار حبكم* * * مازجه الباطن و الظاهر

تالله لا يطوي على حبكم* * * إلا فؤاد طيب طاهر

و لا يناويكم سوى فاجر* * * ضمته في أرحامها عاهر

فمنكم يمتاز أصل الورى* * * و يستبين البر و الفاجر

و قوله:

إلهي شاب في التفريط رأسي* * * و أوهنت الذنوب العظم مني

فجد يا رب و ارحم ضعف حالي* * * و وفقني لما يرضيك عني

و قوله:

أين الأولى نامت عيونهم* * * عني و عيني شغفها السهر

طالت ثواهم فاستشاط لها* * * في القلب نار شبها الفكر