محمد بن علي بن النعمان بن أبي طريفة
محمد بن علي بن النعمان بن أبي طريفة:
محمد بن النعمان الأحول قال النجاشي: «محمد بن علي بن النعمان بن أبي طريفة البجلي مولى، الأحول أبو جعفر: كوفي، صيرفي، يلقب مؤمن الطاق، و صاحب الطاق، و يلقبه المخالفون شيطان الطاق، و عم أبيه المنذر بن أبي طريفة، روى عن علي بن الحسين(ع)، و أبي جعفر(ع)، و أبي عبد الله(ع)، و ابن عمه الحسين بن منذر بن أبي طريفة. روى أيضا عن علي بن الحسين(ع)، و أبي جعفر(ع)، و أبي عبد الله(ع). و كان دكانه في طاق المحامل بالكوفة، فيرجع إليه في النقد فيرد ردا يخرج كما يقول، فيقال شيطان الطاق. فأما منزلته في العلم و حسن الخاطر فأشهر، و قد نسب إليه أشياء لم تثبت
عندنا، و له كتاب إفعل لا تفعل، رأيته عند أحمد بن الحسين بن عبيد الله (رحمه الله)، كتاب كبير حسن، و قد أدخل فيه بعض المتأخرين أحاديث تدل فيه على فساد، و يذكر تباين أقاويل الصحابة، و له كتاب الإحتجاج في إمامة أمير المؤمنين(ع)، و كتاب كلامه على الخوارج، و كتاب مجالسه مع أبي حنيفة و المرجئة، و كانت له مع أبي حنيفة حكايات كثيرة، فمنها أنه قال له يوما: يا أبا جعفر تقول بالرجعة؟ فقال له: نعم، فقال له: أقرضني من كيسك هذا خمس مائة دينار، فإذا عدت أنا و أنت رددتها إليك، فقال له في الحال: أريد ضمينا يضمن لي أنك تعود إنسانا، فإني أخاف أن تعود قردا، فلا أتمكن من استرجاع ما أخذت مني». و قال الشيخ (595): «محمد بن النعمان الأحول، يلقب عندنا مؤمن الطاق، و يلقبه المخالفون بشيطان الطاق، و هو من أصحاب الإمام جعفر الصادق(ع)، و كان ثقة، متكلما، حاذقا، حاضر الجواب، له كتب، منها: كتاب الإمامة، و كتاب المعرفة، و كتاب الرد على المعتزلة في إمامة المفضول، و له كتاب الجمل في أمر طلحة و الزبير و عائشة، و كتاب إثبات الوصية، و كتاب إفعل و لا تفعل». و ذكره في الكنى (887) بقوله: «أبو جعفر شاه طاق، له كتاب رويناه بالإسناد الأول، عن حميد، عن أحمد بن زيد الخزاعي، عنه». و أراد بالإسناد الأول: جماعة، عن أبي المفضل، عن حميد. و عده في رجاله (تارة) من أصحاب الصادق(ع)(355)، قائلا: «محمد بن النعمان البجلي الأحول أبو جعفر شاه الطاق، ابن عم المنذر بن أبي طريفة». و (أخرى) في أصحاب الكاظم(ع)(18)، قائلا: «محمد يكنى أبا جعفر الأحول، الملقب بمؤمن الطاق، ثقة». و عده ابن شهرآشوب من خواص أصحاب أبي عبد الله(ع). المناقب: الجزء 4، باب إمامة أبي عبد الله الصادق(ع)، في (فصل في تاريخه
و أحواله ع). و ذكره البرقي في أصحاب أبي عبد الله(ع)ممن أدرك أبا جعفر(ع)، قائلا: «محمد الأحول أبو جعفر بن النعمان مؤمن الطاق، عربي كوفي»، و في أصحاب الكاظم(ع)، قائلا: «أبو جعفر محمد الأحول». و قال الكشي (77): «أبو جعفر الأحول محمد بن علي بن النعمان مؤمن الطاق، مولى بجيلة، و لقبه الناس شيطان الطاق، و ذلك أنهم شكوا في درهم فعرضوه عليه- و كان صيرفيا-، فقال لهم: ستوق، فقالوا: ما هو إلا شيطان الطاق.
حمدويه بن نصير، قال: حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن النضر بن شعيب، عن أبان بن عثمان، عن عمر بن يزيد، عن أبي عبد الله(ع)أنه قال: زرارة، و بريد بن معاوية، و محمد بن مسلم، و الأحول أحب الناس إلي أحياء و أمواتا، و لكنهم يجيئوني فيقولون لي فلا أجد بدا من أن أقول.
حمدويه، قال: حدثني محمد بن عيسى بن عبيد، و يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن أبي العباس البقباق، عن أبي عبد الله(ع)، أنه قال: أربعة أحب الناس إلي أحياء و أمواتا: بريد بن معاوية العجلي، و زرارة بن أعين، و محمد بن مسلم، و أبو جعفر الأحول، أحب الناس إلي أحياء و أمواتا».
و رواها الصدوق أيضا بسند صحيح، عن يعقوب بن يزيد نحوه. كمال الدين: الجزء 1، في اعتراض آخر من الزيدية من مقدمة المصنف، الصفحة (76). ثم قال الكشي: (77): «
حدثني محمد بن الحسن، قال: حدثني الحسن بن خرزاد، عن موسى بن القاسم البجلي، عن صفوان، عن عبد الرحمن بن الحجاج، عن أبي خالد الكابلي، قال: رأيت أبا جعفر صاحب الطاق و هو قاعد
في الروضة، قد قطع أهل المدينة أزراره، و هو دائب يجيبهم و يسألونه، فدنوت منه، فقلت: إن أبا عبد الله ينهانا عن الكلام، فقال: أمرك أن تقول لي؟ فقلت: لا و الله، و لكن أمرني أن لا أكلم أحدا، قال: فاذهب و أطعه فيما أمرك، فدخلت على أبي عبد الله(ع)فأخبرته بقصة صاحب الطاق، و ما قلت له، و قوله لي: اذهب فأطعه فيما أمرك، فتبسم أبو عبد الله(ع)، و قال: يا أبا خالد إن صاحب الطاق يكلم الناس فيطير و ينقض، و أنت إن قصوك لن تطير.
حدثني حمدويه بن نصير، قال: حدثني محمد بن عيسى، عن يونس، عن إسماعيل بن عبد الخالق، قال: كنت عند أبي عبد الله(ع)ليلا فدخل عليه الأحول، فدخل به من التذلل و الاستكانة أمر عظيم، فقال أبو عبد الله(ع): ما لك و جعل يكلمه حتى سكن، ثم قال له: بم تخاصم الناس؟ فأخبره بما يخاصم الناس، و لم أحفظ منه ذلك، فقال أبو عبد الله(ع): خاصمهم بكذا و كذا.
و ذكر أن مؤمن الطاق قيل له: ما الذي جرى بينك و بين زيد بن علي في محضر أبي عبد الله ع؟ قال: قال زيد بن علي: يا محمد بن علي بلغني أنك تزعم أن في آل محمد إماما مفترض الطاعة؟، قال: قلت: نعم، و كان أبوك علي بن الحسين(ع)أحدهم، فقال: و كيف كان يؤتى بلقمة و هي حارة فيبردها بيده ثم يلقمنيها، أ فترى أنه كان يشفق علي من حر اللقمة و لا يشفق علي من حر النار؟، قال: قلت له: كره أن يخبرك فتكفر، فلا يكون له فيك الشفاعة، و لا لله فيك المشية، فقال أبو عبد الله(ع): أخذته من بين يديه و من خلفه، فما تركت له مخرجا.
حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني إسحاق بن محمد البصري، قال: حدثني أحمد بن صدقة الكاتب الأنباري، عن أبي مالك الأحمسي، قال: حدثني مؤمن الطاق- و اسمه محمد بن علي بن النعمان أبو جعفر الأحول-، قال: كنت
عند أبي عبد الله(ع)فدخل زيد بن علي، فقال لي: يا محمد بن علي أنت الذي تزعم أن في آل محمد إماما مفترض الطاعة معروفا بعينه؟ قال: قلت: نعم، فكان أبوك أحدهم، قال: ويحك فما كان يمنعه من أن يقول لي، فو الله لقد كان يؤتى الطعام الحار فيقعدني على فخذه و يتناول البضعة فيبردها، ثم يلقمنيها، أ فتراه كان يشفق من حر الطعام و لا يشفق علي من حر النار؟ قال: قلت: كره أن يقول فتكفر، فيجب عليك من الله الوعيد، و لا يكون له فيك شفاعة، فتركك مرجئا لله فيك المشية، و له فيك الشفاعة.
قال: و قال أبو حنيفة لمؤمن الطاق- و قد مات جعفر بن محمد ع-: يا أبا جعفر إن إمامك قد مات، فقال أبو جعفر: لكن إمامك من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم». (و قال له يوما: يا أبا جعفر تقول بالرجعة؟ فقال: نعم، فقال له أقرضني من كيسك هذا خمسمائة دينار، فإذا عدت أنا و أنت رددتها إليك، فقال له في الحال: أريد ضمينا يضمن لي أنك تعود إنسانا، فإني أخاف أن تعود قردا، فلا أتمكن من استرجاع ما أخذت مني).
«حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني أبو يعقوب إسحاق بن محمد البصري، قال: أخبرني أحمد بن صدقة، عن أبي مالك الأحمسي، قال: خرج الضحاك الشاري بالكوفة، فحكم و تسمى بإمرة المؤمنين، و دعا الناس إلى نفسه، فأتاه مؤمن الطاق، فلما رأته الشراة وثبوا في وجهه، فقال لهم: صالح [جانح، قال: فأتي به صاحبهم، فقال لهم مؤمن الطاق: أنا رجل على بصيرة من ديني، و سمعتك تصف العدل فأحببت الدخول معك، فقال الضحاك لأصحابه: إن دخل هذا معكم نفعكم. قال: ثم أقبل مؤمن الطاق على الضحاك، فقال لهم: لم تبرأتم من علي بن أبي طالب(ع)و استحللتم قتله و قتاله؟ قال: لأنه حكم في دين الله. قال: فكل من حكم في دين الله استحللتم قتله و قتاله و البراءة منه؟ قال:
نعم، قال: فأخبرني عن الدين الذي جئت أناظرك عليه لأدخل معك فيه إن غلبت حجتي حجتك، أو حجتك حجتي، من يوقف المخطئ على خطئه، و يحكم للمصيب بصوابه، فلا بد لنا من إنسان يحكم بيننا، قال: فأشار الضحاك إلى رجل من أصحابه، فقال: هذا الحكم بيننا فهو عالم بالدين، قال: و قد حكمت هذا في الدين الذي جئت أناظرك فيه؟ قال: نعم، فأقبل مؤمن الطاق على أصحابه فقال: إن هذا صاحبكم قد حكم في دين الله فشأنكم به، فضربوا الضحاك بأسيافهم حتى سكت».
«حدثني محمد بن مسعود قال: حدثني إسحاق بن محمد البصري، قال: حدثني أحمد بن صدقة، عن أبي مالك الأحمسي، قال: كان رجل من الشراة يقدم المدينة في كل سنة، فكان يأتي أبا عبد الله(ع)فيودعه ما يحتاج إليه، فأتاه سنة من تلك السنين، و عنده مؤمن الطاق و المجلس غاص بأهله، فقال الشاري: وددت أني رأيت رجلا من أصحابك أكلمه، فقال أبو عبد الله(ع)لمؤمن الطاق: كلمه يا محمد، فكلمه به فقطعه سائلا و مجيبا، فقال الشاري لأبي عبد الله(ع): ما ظننت أن في أصحابك أحد يحسن هكذا، فقال أبو عبد الله(ع)إن في أصحابي من هو أكثر من هذا، قال: فأعجبت مؤمن الطاق نفسه، فقال: يا سيدي سررتك؟ قال: و الله لقد سررتني، و الله لقد قطعته، و الله لقد حسرته [حصرته، و الله ما قلت من الحق حرفا واحدا، قال: و كيف؟ قال: لأنك تتكلم على القياس، و القياس ليس من ديني».
«حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني الحسين بن إشكيب، قال: حدثني الحسن بن الحسين، عن يونس بن عبد الرحمن، عن أبي جعفر الأحول، قال: قال ابن أبي العوجاء مرة: أ ليس من صنع شيئا و أحدثه حتى يعلم أنه من صنعته فهو خالقه؟ قال: (قلت) بلى، (قال: قلت) فأجلني شهرا أو شهرين، ثم تعال: حتى أنبئك، قال: فحججت فدخلت على أبي عبد الله(ع)، فقال: أما
إنه قد هيأ لك شاتين، و هو جائي معه بعدة من أصحابه، ثم يخرج لك الشاتين قد امتلئتا دودا، و يقول لك: هذا الدود يحدث من فعلي، فقل له: إن كان من صنعك و أنت أحدثته فميز ذكوره من إناثه، فأخرج إلي الدود، فقلت له: ميز الذكور من الإناث، فقال: هذه و الله ليست من إمدادك، هذه التي حملتها الإبل من الحجاز، ثم قال(ع): و يقول لك: أ لست تزعم أنه غني؟ فقل: بلى، فيقول لك: أ يكون الغني عندك من المعقول في وقت من الأوقات ليس عنده ذهب و لا فضة؟ فقل له: نعم، فإنه سيقول لك: كيف يكون هذا غنيا؟ فقل له: إن كان الغنى عندك أن يكون الغني غنيا من قبل فضته و ذهبه و تجارته، فهذا كله مما يتعامل الناس به، فأي القياس أكثر و أولى، بأن يقال غني من أحدث الغني فأغنى به الناس قبل أن يكون شيء و هو وحده، أو من أفاد مالا من هبة أو صدقة أو تجارة. قال: فقلت له ذلك. قال: فقال: و هذه و الله ليست من إبرازك، هذه و الله مما تحملها الإبل من الحجاز.
و قيل إنه دخل على أبي حنيفة يوما، فقال له أبو حنيفة: بلغني عنكم معشر الشيعة شيء، فقال: فما هو؟ قال: بلغني أن الميت منكم إذا مات كسرتم يده اليسرى لكي يعطى كتابه بيمينه. فقال: مكذوب علينا يا نعمان، و لكني بلغني عنكم معشر المرجئة أن الميت منكم إذا مات قمعتم في دبره قمعا فصببتم فيه جرة من ماء، لكي لا يعطش يوم القيامة، فقال أبو حنيفة: مكذوب علينا و عليكم».
ما روي فيه من الذم
«حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد القمي، قال: حدثني أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن فضيل بن عثمان، قال: دخلت على أبي عبد الله(ع)في جماعة من أصحابنا فلما أجلسني، قال:
ما فعل صاحب الطاق؟ قال: قلت صالح، قال: أما إنه بلغني أنه جدل، و أنه يتكلم في تيم قدر، قلت: أجل هو جدل، قال: أما إنه لو شاء طريف من مخاصميه أن يخصمه فعل، قلت: كيف ذاك؟ فقال: يقول أخبرني عن كلامك هذا من كلام إمامك، فإن قال: نعم، كذب علينا، و إن قال: لا، قال له: كيف يتكلم بكلام لم يتكلم به إمامك؟، ثم قال: أنتم تتكلمون بكلام إن أنا أقررت به و رضيت به أقمت على الضلالة، و إن برئت منهم شق علي، نحن قليل و عدونا كثير، قلت: جعلت فداك فأبلغه عنك ذلك؟ قال: أما إنهم قد دخلوا في أمر ما يمنعهم عن الرجوع عنه إلا الحمية، قال: فأبلغت أبا جعفر الأحول ذلك، فقال: صدق بأبي و أمي، ما يمنعني من الرجوع عنه إلا الحمية».
«علي، قال: حدثنا محمد بن أحمد، عن محمد بن عيسى، عن مروك بن عبيد، عن أحمد بن النضر، عن المفضل بن عمر، قال: قال لي أبو عبد الله(ع): ائت الأحول فمره لا تتكلم، فأتيته في منزله، فأشرف علي، فقلت له: يقول لك أبو عبد الله(ع)لا تتكلم، قال: فأخاف ألا أصبر».
أقول: الروايات المادحة على أنها متضافرة، فيها ما هو صحيح السند، فلا ينبغي الشك في عظمة الرجل و جلالته، و قد عرفت من الشيخ توثيقه صريحا، و أما الروايتان اللتان عدهما الكشي من الذامة فلا تعارضان ما تقدم من روايات المدح، أما أولا: فلضعف الروايتين سندا، فإن في سندهما علي بن محمد القمي، و هو لم يوثق و إن اعتمد عليه حمدويه، كما ذكرناه في ترجمة محمد بن علي بن فيروزان، و قد ذكرنا أن اعتماده على رجل، لا يكشف عن وثاقته، فإن من المحتمل أن يكون منشأ الاعتماد هو البناء على أصالة العدالة، مضافا إلى أن الرواية الثانية في سندها المفضل بن عمر، و هو مطعون. و أما ثانيا: فلأن الروايتين لا تدلان على الذم، فإن غاية ما تدل عليه الرواية الأولى أن مؤمن الطاق كانت له مناظرات مبنية على الجدل، و قد يناظر الخصم
بالقياس، و هذا النحو من الكلام غير مرضي عند الإمام(ع)، إلا إذا كانت الضرورة مقتضية له، و قد كانت الضرورة دعت مؤمن الطاق على ذلك، كما صرح به في رواية أبي مالك الأحمسي المتقدمة، و كان ذلك موجبا لسرور الإمام(ع)، و لعل هذا هو المراد بقول مؤمن الطاق في ذيل الرواية الأولى، صدق بأبي و أمي، ما يمنعني من الرجوع عنه إلا الحمية، يريد بذلك أنه في نفسه لا يريد أن يتكلم بالجدل، إلا أن الحماية عن الدين و العصبية له، دعته إلى ذلك. و أما الرواية الثانية فهي غير قابلة للتصديق، فإن الصادق(ع)كان يسره مناظرات مؤمن الطاق، و يأمره الإمام(ع)بذلك كما يظهر من الروايات المتقدمة، و سيأتي في ترجمة هشام بن الحكم أمر الصادق(ع)مؤمن الطاق بأن يناظر الشامي،
و قد روى محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عمن ذكره، عن يونس بن يعقوب، قال: كنت عند أبي عبد الله(ع)فورد عليه رجل من أهل الشام، (إلى أن قال): ثم قال (أبو عبد الله ع): يا طاقي كلمه، فكلمه فظهر عليه الأحول، (إلى أن قال): ثم التفت (أبو عبد الله ع) إلى الأحول، فقال: قياس رواغ، يكسر باطلا بباطل، إلا أن باطلك أظهر، الحديث. الكافي: الجزء 1، كتاب الحجة 4، باب الاضطرار إلى الحجة 1، الحديث 4.
هذا، و لمؤمن الطاق مناظرات لطيفة، منها:
أن أبا حنيفة سأله، فقال: يا أبا جعفر ما تقول في المتعة، أ تزعم أنها حلال؟ قال: نعم، قال: فما يمنعك أن تأمر نساءك أن يستمتعن و يكتسبن عليك، فقال له أبو جعفر: ليس كل الصناعات يرغب فيها، و إن كانت حلالا، للناس أقدار و مراتب يرفعون أقدارهم، و لكن ما تقول يا أبا حنيفة في النبيذ أ تزعم أنه حلال؟ فقال: نعم، قال: فما يمنعك أن تقعد نساءك في الحوانيت نباذات فيكتسبن عليك، فقال أبو حنيفة: واحدة بواحدة،
و سهمك أنفذ. الكافي: الجزء 5، أبواب المتعة ذيل الباب 93، الحديث 8.
و منها
أن أبا حنيفة قال لمؤمن الطاق: لم لم يطالب علي بن أبي طالب(ع)بحقه بعد وفاة رسول الله(ص)، إن كان له حق؟ فأجابه مؤمن الطاق: خاف أن يقتله الجن، كما قتلوا سعد بن عبادة بسهم المغيرة بن شعبة، و في رواية بسهم خالد بن الوليد.
و كان أبو حنيفة يوما آخر يتماشى مع مؤمن الطاق في سكة من سكك الكوفة، إذا مناد ينادي من يدلني على صبي ضال، فقال: مؤمن الطاق أما الصبي الضال فلم نره، و إن أردت شيخا ضالا فخذ هذا، عنى به أبا حنيفة. الإحتجاج: الجزء 2، (مناظرات مؤمن الطاق مع أبي حنيفة).
ثم إن الشيخ لم يذكر إليه طريقه في الموضع الأول من الفهرست، و طريقه إليه في الكنى ضعيف، بأبي المفضل، و أحمد بن زيد الخزاعي، و طريق الصدوق(قدس سره) إليه ضعيف، بمحمد بن علي ماجيلويه، فإنه لم تثبت وثاقته.