محمد بن عبد الله الكاف

من ويكي علوي
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

محمّد بن عبدالله الكاف

(شافعي / أندونيسيا)

ولد في أندونيسيا، ونشأ في أسرة مسلمة تنتمي إلى المذهب الشافعي، فتلقّى تعاليمه الدينيّة وراثة من الأجواء التي ترعرع فيها، واستمرّ تمسّكه بعقائده الموروثة حتّى استبصر أحد أصدقائه فصار هذا الأمر محفزّاً عنده للبحث ومعرفة المذهب الذي ضحّى صديقه بكلّ شيء من أجل الانتماء إليه وتحمّل ما تحمّل من مصائب ومحن ولكنّه بقي صامداً على اختياره وتغييره للانتماء المذهبي.

لم يرغب "محمّد عبدالله" أن يشوّش ذهنه ويبلبل أفكاره في بداية الأمر عن طريق الإلمام بعقائد المذهب المخالف للمذهب الذي كان عليه، فتوجّه إلى تعميق الصلة مع معتقدات مذهبه وكان هدفه الخروج من حالة التقليد إلى حالة الاتّباع عن علم، ولم يشكّ "محمد عبدالله" أنّه على حقّ وأنّ مذهب صديقه على باطل، وكان يودّ أن يتمكّن بعد الإلمام الكامل بعقائده ليتمكّن من إرجاع صديقه إلى الهدى وطريق الحقّ.

وأمّا صديق "محمد عبدالله" فإنّه وجد الأرضيّة المناسبة في قلب "محمد عبدالله" لتقبّل الحقّ، لأنّه وجد قلب صاحبه نقيّاً طاهراً ليس فيه شائبة من شوائب التعصّب والعناد والأنانيّة، فبدأ يبيّن له بعض الحقائق ويكشف له بعض الملابسات الموجودة في عقيدة أهل السنّة.

وأمّا "محمد عبدالله" فإنّه كان يتمالك نفسه عندما يسمع النقد من قبل صديقه بالنسبة إلى مذهبه، وكان يحاول أن يهدّىء نفسه، وكان يقول لنفسه:

لا يحقّ لك التعصّب لعقيدة لا تمتلك عليها دليلاً سوى التقليد الأعمى، وكان يحثّ نفسه على البحث من أجل تشييد معتقداته الموروثة على أساس الأدلّة والحجج والبراهين.

وبالفعل جنّد "محمّد عبدالله" نفسه لهذا الأمر، ولكنّه واجه العديد من العقبات، ووجد الكثير من المفاهيم الدينيّة التي كان يعتقد بها فيما سبق لا تنسجم مع العقل، وهذا ما دفعه إلى التأمّل فيها والتشكيك بصحّتها.