محمد بن شهاب الزهري
محمد بن شهاب الزهري:
محمد بن مسلم بن شهاب. عده من أصحاب السجاد(ع)، رجال الشيخ (5). و عد البرقي محمد بن شهاب، من أصحاب علي بن الحسين(ع). أقول: هو محمد بن مسلم الزهري الآتي، فإن شهاب جد محمد بن مسلم، كما صرح به الصدوق(قدس سره) في طريقه إلى الزهري، حيث قال: و ما كان فيه عن الزهري، فقد رويته عن أبي- رضي الله عنه-، عن سعد بن عبد الله، عن القاسم بن محمد الأصبهاني، عن سليمان بن داود المنقري، عن سفيان بن عيينة، عن الزهري، و اسمه محمد بن مسلم بن شهاب، عن علي بن الحسين(ع). قال ابن شهرآشوب: «و كان الزهري عاملا لبني أمية، فعاقب رجلا فمات الرجل في العقوبة، فخرج هائما و توحش، و دخل إلى غار فطال مقامه تسع سنين.
قال: و حج علي بن الحسين(ع)فأتاه الزهري، فقال له علي بن الحسين(ع): إني أخاف عليك من قنوطك ما لا أخاف عليك من ذنبك، فابعث بدية مسلمة إلى أهله، و اخرج إلى أهلك و معالم دينك، فقال له: فرجت عني يا سيدي (الله أعلم حيث يجعل رسالته)، و رجع إلى بيته و لزم علي بن الحسين(ع)، و كان يعد من أصحابه، و لذلك قال له بعض بني مروان: يا زهري ما فعل نبيك، يعني (علي بن الحسين)(ع). المناقب: الجزء 4، باب إمامة أبي محمد علي بن الحسين(ع)، فصل في علمه و حلمه و تواضعه.
أقول: الزهري و إن كان من علماء العامة، إلا أنه يظهر من هذه الرواية و غيرها، أنه كان يحب علي بن الحسين(ع)و يعظمه.
و قد روى الصدوق بإسناده، عن عمران بن سليم، قال: كان الزهري إذا حدث عن علي بن الحسين(ع)، قال: حدثني زين العابدين علي بن الحسين(ع)، فقال له سفيان بن عيينة: و لم تقول له زين العابدين؟ قال: لأني سمعت
سعيد بن المسيب يحدث عن ابن عباس أن رسول الله(ص)، قال: إذا كان يوم القيامة ينادي مناد أين زين العابدين، فكأني أنظر إلى ولدي علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب(ع)يخطو بين الصفوف. العلل: الجزء 1، باب 145، العلة التي سمي علي بن الحسين زين العابدين، الحديث (1).
و روى بإسناده عن سفيان بن عيينة، قال: قيل للزهري: من أزهد الناس في الدنيا؟ قال: علي بن الحسين(ع)(الحديث). ذاك المصدر: الحديث 3. و عنه، قال: قلت للزهري: لقيت علي بن الحسين ع؟ قال نعم، لقيته و ما لقيت أحدا أفضل منه (الحديث). ذاك المصدر: الحديث 4.
و عنه قال: رأى الزهري علي بن الحسين(ع)ليلة باردة مطيرة، و على ظهره دقيق و حطب، و هو يمشي، فقال له: يا ابن رسول الله ما هذا؟ فقال(ع): أريد سفرا أعد له زادا أحمله إلى موضع حريض، فقال الزهري: و هذا غلامي يحمله عنك، فأبى، قال: أنا أحمله عنك فإني أرفعك عن حمله، فقال علي بن الحسين: لكني لا أرفع نفسي عما تنجيني في سفري (إلى أن قال): قال له: يا ابن رسول الله لست أدري لذلك السفر الذي ذكرته أثرا، قال: بل يا زهري ليس ما ظننت، و لكنه الموت، و له كنت أستعد، إنما الاستعداد للموت تجنب الحرام و بذل الندى و الخير. ذاك المصدر: الحديث (5).
و للزهري عدة روايات مذكورة في الكافي و الفقيه و التهذيب. و بما ذكرنا يظهر أن نسبة العداوة إليه على ما ذكره الشيخ لم تثبت، بل الظاهر عدم صحتها، بقي هنا شيء، و هو أن ابن داود ذكر مسلم بن شهاب الزهري (1529) من القسم الأول، قال: «أحد أئمة الحديث (بن- جخ) يكنى أبا بكر»، و ما ذكره سهو جزما، فإن الزهري اسمه محمد بن مسلم بن شهاب على ما عرفت من الصدوق، و كذلك صرح به في بعض نسخ الكافي.
فقد روى محمد بن يعقوب بإسناده، عن معمر بن راشد، عن الزهري محمد بن مسلم بن شهاب، قال: سئل علي بن الحسين(ع)أي الأعمال أفضل عند الله عز و جل؟ .. الكافي: الجزء 2، باب ذم الدنيا و الزهد فيها 61، الحديث 11، و باب حب الدنيا و الحرص عليها 126، الحديث 8، و فيه محمد بن مسلم بن عبيد الله. روى عن علي بن الحسين(ع)، و روى عنه معمر. التهذيب: الجزء 4، باب علامة أول شهر رمضان و آخره، الحديث 463. و رواها في باب فضل صيام يوم الشك ..، الحديث 511 من الجزء، و الإستبصار: الجزء 2، باب صوم يوم الشك، الحديث 243.