محمد بن جعفر بن محمد بن علي

من ويكي علوي
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

محمد بن جعفر بن محمد بن علي:

قال النجاشي: «محمد بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين، يقلب ديباجة، له نسخة يرويها عن أبيه. أخبرنا القاضي أبو الحسين، قال: حدثنا جعفر بن محمد بن إبراهيم، قال: حدثنا أبو حاتم محمد بن إدريس الحنظلي، قال: حدثنا أحمد بن الوليد بن برد، قال: حدثنا محمد بن جعفر، عن آبائه». و قال الشيخ في رجاله، في باب أصحاب الصادق(ع)(3): «محمد بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب(ع)المدني، ولده(ع)، أسند عنه، يلقب بديباجة». و ذكر السيد المهنا، في عمدة الطالب، المقصد الأول من الفصل الثاني في ذكر عقب محمد الباقر: أنه يلقب بالمأمون. و عده ابن داود في القسم الأول (1313)، قائلا: (لم- جش) له نسخة. و قال الشيخ المفيد(قدس سره)

«و كان محمد بن جعفر سخيا شجاعا، و كان يصوم يوما و يفطر يوما، و يرى رأي الزيدية في الخروج بالسيف، و روى عن زوجته خديجة بنت عبد الله بن الحسين أنها قالت: ما خرج من عندنا محمد يوما قط في ثوب فرجع حتى يكسوه، و كان يذبح كل يوم كبشا لأضيافه، و خرج

على المأمون في سنة تسع و تسعين و مائة بمكة، و اتبعته الزيدية الجارودية، فخرج لقتاله عيسى الجلودي ففرق جمعه، و أخذه و أنفذه إلى المأمون، فلما وصل إليه أكرمه المأمون و أدنى مجلسه منه و وصله و أحسن جائزته، فكان مقيما معه بخراسان يركب إليه في موكب من بني عمه، و كان المأمون يتحمل منه ما لا يتحمله السلطان من رعيته (إلى أن قال) و توفي محمد بن جعفر بخراسان مع المأمون، فركب المأمون ليشهده، فلقيهم و قد خرجوا به، فلما نظر إلى السرير، نزل فترجل و مشى حتى دخل بين العمودين، فلم يزل بينهما حتى وضع، فتقدم و صلى عليه، ثم حمله حتى بلغ به القبر، ثم دخل قبره فلم يزل فيه حتى بني عليه، ثم خرج فقام على القبر حتى دفن، فقال له عبيد الله بن الحسين، و دعا له: يا أمير المؤمنين، إنك قد تعبت اليوم فلو ركبت، فقال المأمون: إن هذه رحم قطعت من مائتي سنة» (انتهى). الإرشاد، في ذكر أولاد أبي عبد الله(ع)، و عددهم و أسمائهم، و طرف من أخبارهم.

و ذكر فيه أن المأمون، التزم بقضاء دينه، و كناه بأبي جعفر. و تقدم في ترجمة الحسن بن القاسم، أن الرضا(ع)كان قد أبطأ على عمه محمد هذا، فلم يحضره عند موته. أقول: يظهر من إبطائه(ع)على عمه محمد، أنه لم يكن مرضيا عنده و موردا لعطفه و رأفته، و يدل على ذمه أيضا، عدة من الروايات.

منها: ما رواه الصدوق، عن أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني، قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن عمير بن يزيد [عمر بن زياد، قال: كنت عند أبي الحسن الرضا(ع)، فذكر محمد بن جعفر بن محمد(ع)، فقال: إني جعلت على نفسي أن لا يظلني و إياه سقف بيت، فقلت في نفسي هذا يأمرنا بالبر و الصلة، و يقول هذا لعمه، فنظر إلي، فقال: هذا من البر

و الصلة، إنه متى يأتيني و يدخل علي فيقول في يصدقه الناس، و إذا لم يدخل علي و لم أدخل عليه لم يقبل قوله إذا قال.

و روي عن علي بن عبد الله الوراق، قال: حدثنا سعد بن عبد الله، قال: حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، قال: حدثني إسحاق بن موسى، قال: لما خرج عمي محمد بن جعفر بمكة و دعا إلى نفسه، و دعي بأمير المؤمنين، و بويع له بالخلافة، و دخل عليه الرضا(ع)و أنا معه، فقال: له يا عم، لا تكذب أباك و لا أخاك، فإن هذا أمر لا يتم، (الحديث). العيون: الجزء 2، باب دلالات الرضا(ع)47، الحديث 1 و 8.

و روى أيضا، عن أبي العباس محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضي الله عنه، قال: حدثنا الحسن بن إسماعيل، قال: حدثنا سعيد بن محمد [بن القطان، قال: حدثنا عبد الله بن موسى الروياني أبو نزار، عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني، عن علي بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب(ع)، قال: حدثني عبد الله بن محمد بن جعفر، عن أبيه، عن جده، أن محمد بن علي باقر العلم(ع)، جمع ولده و فيهم عمهم زيد بن علي، ثم أخرج كتابا إليهم بخط علي(ع)، و إملاء رسول الله(ص)مكتوب فيه: هذا كتاب من الله العزيز الحكيم العليم، حديث اللوح إلى موضع الذي يقول فيه، أولئك هم المهتدون (حديث اللوح تقدم قبل ذلك بقليل، و فيه أسماء الأئمة ع) ثم قال في آخره: قال عبد العظيم، العجب كل العجب لمحمد بن جعفر و خروجه إذ سمع أباه(ع)يقول هكذا و يحكيه. كمال الدين: الجزء 1، الباب 28، في ذكر النصوص على القائم(ع)، في اللوح، الحديث 3.

و رواه في العيون: الجزء 1، باب النصوص على الرضا(ع)بالإمامة في جملة الأئمة الاثني عشر(ع)6، الحديث 4، و فيه (أبو تراب)، بدل

(أبي نزار). و منها:

ما رواه عن الحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المؤدب (رضي الله عنه)، قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن موسى بن القاسم البجلي، عن علي بن جعفر، قال: جاءني محمد بن إسماعيل بن جعفر بن محمد، و ذكر لي أن محمد بن جعفر دخل على هارون الرشيد، فسلم عليه بالخلافة، ثم قال له: ما ظننت أن في الأرض خليفتين، حتى رأيت أخي موسى بن جعفر(ع)يسلم عليه بالخلافة. (الحديث). العيون: الجزء 1، باب جمل من أخبار موسى بن جعفر(ع)مع هارون الرشيد 7، الحديث 2.

و يؤكد ذلك،

ما ذكره علي بن عيسى الإربلي، عن الآبي في كتابه نثر الدر، قال: و مات (موسى بن جعفر ع) في حبس الرشيد، و قيل سعى به جماعة من أهل بيته منهم: محمد بن جعفر بن محمد، أخوه، و محمد بن إسماعيل بن جعفر- ابن أخيه- و الله أعلم. كشف الغمة: الجزء 3، (باب ذكر السبب في وفاته).

فمن العجب بعد ذلك، عد ابن داود إياه في القسم الأول (1313) كما مر، فإنه لم يثبت إيمان هذا الرجل، فضلا عن وثاقته، و لم يرد فيه مدح غير ما ذكره المفيد(قدس سره) من أنه كان سخيا شجاعا، و لا أثر لهذا المدح فيما نحن بصدده، و أما

ما رواه الصدوق(قدس سره) بإسناده عن الحسن بن محمد النوفلي، في حديث طويل ذكر في آخر الحديث، أن محمد بن جعفر بعثه (الحسن بن محمد النوفلي) إلى علي بن موسى الرضا(ع)، و قال: قل له إن عمك قد كره هذا الباب، و أحب أن تمسك عن هذه الأشياء (المناظرة مع أصحاب المقالات) لخصال شتى، قال الحسن: فلما انقلبت إلى منزل الرضا(ع)أخبرته بما كان من عمه محمد بن جعفر فتبسم(ع)، ثم قال: حفظ الله عمي، ما أعرفني به، لم كره ذلك. التوحيد: باب ذكر مجلس الرضا ع

مع أهل الأديان و أصحاب المقالات 65، الحديث 1، و العيون: الجزء 1، في (باب ذكر مجلس الرضا(ع)مع أهل الأديان و أصحاب المقالات) 12، الحديث 1،

فلا دلالة فيه على مدح يعتد به، غاية الأمر، أنه أشفق على الرضا(ع)من مناظرته مع أصحاب المقالات، و كره ذلك لما ظن أن في هذا العمل مفسدة على الإمام(ع)، و لكنه(ع)نبه على جهل عمه بقوله: حفظ الله عمي ما أعرفني به، لم كره ذلك. على أن الرواية ضعيفة، و لا أقل من جهة الإرسال. هذا كله، و يظهر مما

رواه الشيخ بسند صحيح إلى علي بن جعفر، أن محمد بن جعفر كان رجلا يعتنى بشأنه، فإنه قال: رأيت إخوتي موسى(ع)، و إسحاق، و محمدا، بني جعفر(ع)يسلمون في الصلاة عن اليمين و الشمال، السلام عليكم و رحمة الله، السلام عليكم و رحمة الله. التهذيب: الجزء 2، باب كيفية الصلاة من الزيادات، الحديث 1296.