محمد بن بحر الرهني

من ويكي علوي
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

محمد بن بحر الرهني:

قال النجاشي: «محمد بن بحر الرهني [الدهني أبو الحسين الشيباني: ساكن نرماشين من أرض كرمان، قال بعض أصحابنا: إنه كان في مذهبه ارتفاع، و حديثه قريب من السلامة، و لا أدري من أين قيل ذلك. له كتب، منها: كتاب البدع، كتاب البقاع، كتاب التقوى، كتاب الإتباع و ترك المراء في القرآن، كتاب البرهان، كتاب الأول و العشرة، كتاب المتعة، كتاب القلائد، فيه كلام على مسائل الخلاف التي بيننا و بين المخالفين، قال لنا أبو العباس بن نوح: حدثنا

محمد بن بحر، بسائر كتبه و رواياته». و ذكره أيضا: في ترجمة فارس بن سليمان أبو شجاع: «و قال شيخ من أصحابنا: كثير الأدب و الحديث، صحب يحيى بن زكريا الترماشيري [النرماشيري، و محمد بن بحر الرهني، و أخذ عنهما». (إلى أن قال): و قال لي أبو العباس بن نوح: كاتبني أبو شجاع (انتهى). و قال الشيخ (599): «محمد بن بحر الرهني، من أهل سجستان، و كان من المتكلمين، و كان عالما بالأخبار فقيها، إلا أنه متهم بالغلو، و له نحو من خمسمائة مصنف و رسالة، و كتبه موجودة، أكثرها موجود ببلاد خراسان، فمن كتبه: كتاب الفرق بين الآل و الأمة، و كتاب القلائد». و قال في رجاله في باب من لم يرو عنهم(ع)(106): «محمد بن بحر الرهني، يرمى بالتفويض». و قال الكشي: في ترجمة زرارة بن أعين (62): «قال أبو عمرو محمد بن عمر بن عبد العزيز الكشي: و حدثني أبو الحسين محمد بن بحر الكرمان الرهني [الدهني) الترماشيري [النرماشيري، قال: و كان من الغلاة الحنيفين [الحنقين» (الحديث)، إلى أن قال: «قال الكشي: محمد بن بحر هذا غال». و تقدم في ترجمة زرارة بن أعين، عن ابن الغضائري: أن محمد بن بحر الشيباني أبا الحسين الترماشيري [النرماشيري ضعيف، في مذهبه ارتفاع. روى (محمد بن بحر)، عن أحمد بن الحارث، و عبد الرحمن بن أبي أحمد الذهلي، ذكرها الصدوق في الفقيه: الجزء 3، باب ما يقبل من الدعاوي بغير بينة، الحديث 211، و 212. و ترحم عليه، و ذكر ما ذكره في كتابه من قول مفضلي الأنبياء و الرسل و الأئمة و الحجج (صلوات الله عليهم أجمعين) على الملائكة. العلل: الجزء 1، الباب 18، الحديث 1.

بقي الكلام في جهات: الأولى: الظاهر أن الرجل من الغلاة، و ذلك بشهادة الكشي على ذلك، و قد عرفت أن الكشي عاصره و روى عنه و هو أعرف بحال معاصره، و يؤيده ما ذكره ابن الغضائري من قوله في مذهبه ارتفاع، و بعد ذلك، لا نعرف وجها لما ذكره النجاشي من قوله: قال بعض أصحابنا إنه كان في مذهبه ارتفاع و حديثه قريب من السلامة، و لا أدري من أين قيل ذلك، فإن الظاهر أنه يريد بذلك ما ذكره ابن الغضائري، و الظاهر أن منشأ قوله هو ما ذكره الكشي. فالمدرك معلوم، و لعل النجاشي لم يطلع على قول الكشي، أو أنه غفل عنه حينما كتب ذلك، و الله العالم. الثانية: أن الرجل و إن لم يثبت ضعفه، فإنا ذكرنا غير مرة أن الكتاب المنسوب إلى ابن الغضائري، لم تثبت نسبته إليه، إلا أن وثاقته أيضا غير ثابتة، و ما ذكره النجاشي، من أن حديثه قريب من السلامة، يريد به أنه لا غلو في أحاديثه، فلم يثبت حسنه أيضا، إذا هو مجهول الحال. الثالثة: أن ظاهر كلام النجاشي، هو رواية أبي العباس بن نوح، عن محمد بن بحر، بلا واسطة، و هذا و إن كان ممكنا في نفسه، إذ من الممكن أن يروي شيخ النجاشي عمن عاصره الكشي، إلا أنه لم يعهد رواية أبي العباس عمن في هذه الطبقة، فلا يبعد وجود الواسطة بين ابن نوح، و محمد بن بحر، و هو فارس بن سليمان أبو شجاع الذي صحب و أخذ عن محمد بن بحر و كاتبه أبو العباس بن نوح، على ما عرفت. و طريق الشيخ إليه مجهول.