محمد بن الحسين بن عبد الصمد

من ويكي علوي
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

محمد بن الحسين بن عبد الصمد:

قال السيد التفريشي في النقد (260): «محمد بن حسين بن عبد الصمد، المشتهر ببهاء الدين العاملي الحارثي: منسوب إلى الحارث الهمداني، الذي كان من أصحاب أمير المؤمنين(ع)و من خواصه، و همدان بسكون الميم و الدال المهملة قبيلة من اليمن، جليل القدر، عظيم المنزلة، رفيع الشأن، كثير الحفظ، ما رأيت بكثرة علومه و وفور فضله و علو رتبته أحدا، في كل فنون الإسلام، كمن كان له فن واحد، له كتب نفيسة جيدة، منها: الكتاب الموسوم بالحبل المتين، و كتاب مشرق الشمسين» (انتهى). و قال الشيخ الحر في أمل الآمل (158): «الشيخ الجليل بهاء الدين محمد بن الحسين بن عبد الصمد الحارثي العاملي الجبعي (ينسب إلى الحارث الهمداني، و كان من خواص أمير المؤمنين ع): حاله في الفقه و العلم و الفضل و التحقيق و التدقيق، و جلالة القدر و عظم الشأن و حسن التصنيف، و رشاقة العبارة و جمع المحاسن أظهر من أن يذكر، و فضائله أكثر من أن تحصر، و كان ماهرا، متبحرا، جامعا، كاملا، شاعرا، أديبا، منشئا (ثقة) عديم النظير في زمانه،

في الفقه و الحديث، و المعاني و البيان، و الرياضي و غيرها، له كتب منها: كتاب الحبل المتين في أحكام الدين جمع فيه الأحاديث، الصحاح و الحسان و الموثقات، و شرحها شرحا لطيفا، خرج منه الطهارة و الصلاة و لم يتمه، فيه ألف حديث و زيادة يسيرة، و كتاب مشرق الشمسين و إكسير السعادتين، جمع فيه آيات الأحكام و شرحها، و الأحاديث الصحاح و شرحها، خرج منه كتاب الطهارة لا غير، فيه نحو من أربعمائة حديث، و كتاب العروة الوثقى في تفسير القرآن، خرج منه تفسير الفاتحة لا غير، و الحديقة الهلالية في شرح دعاء الهلال، و حاشية الشرح العضدي على مختصر الأصول، و الزبدة في الأصول، و لغز الزبدة، و رسالة في المواريث، و رسالة في الدراية، و رسالة في ذبائح أهل الكتاب، و رسالة اثني عشرية في الصلاة عجيبة، و رسالة في الطهارة كذلك، و رسالة في الزكاة كذلك، و رسالة في الصوم كذلك، و رسالة في الحج كذلك، و الخلاصة في الحساب، و الكشكول كبير، و المخلاة، و الجامع العباسي بالفارسية في الفقه لم يتم، و الصمدية في النحو لطيفة، و التهذيب في النحو، و بحر الحساب، و توضيح المقاصد فيما اتفق في أيام السنة، و حاشية الفقيه لم تتم، و جواب مسائل الشيخ صالح الجزائري اثنتان و عشرون مسألة، و جواب ثلاث مسائل أخر (عجيبة)، و جواب المسائل المدنيات، و شرح الفرائض النصيرية للمحقق الطوسي لم يتم، و رسالة في نسبة أعظم الجبال إلى قطر الأرض، و تفسيره الموسوم بعين الحياة و تشريح الأفلاك، و رسالة الكر، و رسالة الأسطرلاب عربية سماها الصحيفة، و رسالة أخرى في الأسطرلاب (فارسية) سماها التحفة الحاتمية، و شرح الصحيفة الموسوم بحدائق الصالحين، و حاشية البيضاوي لم تتم، و حاشية المطول لم تتم، و شرح الأربعين حديثا، و رسالة في القبلة، و كتاب سوانح الحجاز من شعره و إنشائه، و مفتاح الفلاح، و حواشي الكشاف، و حاشية الخلاصة في الرجال، و حاشية الإثني عشرية للشيخ حسن، و حاشية القواعد الشهيدية،

و رسالة في القصر و التخيير في السفر، و رسالة في أن أنوار سائر الكواكب مستفادة من الشمس، و رسالة في حل إشكالي عطارد و القمر، و رسالة في أحكام سجود التلاوة، و رسالة في استحباب السورة و وجوبها (و شرح شرح الرومي على الملخص ذكره في الحديقة الهلالية، و حواشي الزبدة، و حواشي تشريح الأفلاك، و حواشي شرح التذكرة) و غير ذلك من الرسائل، و جواب المسائل، و له شعر كثير حسن بالعربية و الفارسية متفرقة، و قد جمعه ولدي محمد رضا الحر، فصار ديوانا لطيفا. و قد ذكره السيد علي بن ميرزا أحمد في سلافة العصر في محاسن أعيان العصر، فقال فيه: علم الأئمة الأعلام، و سيد علماء الإسلام، و بحر العلم المتلاطمة بالفضائل أمواجه، و فحل الفضل الناتجة لديه أفراده و أزواجه، و طود المعارف الراسخ و فضاؤها الذي لا تحد له فراسخ، و جوادها الذي لا يؤمل له لحاق، و بدرها الذي لا يعتريه محاق، الرحلة التي ضربت إليه أكباد الإبل، و القبلة التي فطر كل قلب على حبها و جبل. فهو علامة البشر، و مجدد دين الأمة على رأس القرن الحادي عشر، إليه انتهت رئاسة المذهب و الملة، و به قامت قواطع البراهين و الأدلة، جمع فنون العلم، فانعقد عليه الإجماع، و تفرد بصنوف الفضل، فبهر النواظر و الأسماع، فما من فن إلا و له فيه القدح المعلى، و المورد العذب المحلى، إن قال لم يدع قولا لقائل، أو طال لم يأت غيره بطائل، و ما مثله و من تقدمه، من الأفاضل و الأعيان، إلا كالملة المحمدية، المتأخرة عن الملل و الأديان، جاءت آخرا، ففاقت مفاخرا، و كل وصف قلت في غيره فإنه تجربة الخاطر، مولده بعلبك (عند غروب الشمس، يوم الأربعاء لثلاث بقين من ذي الحجة الحرام) سنة ثلاث و خمسين و تسعمائة، انتقل به والده و هو صغير إلى الديار العجمية، فنشأ في حجره بتلك الأقطار المحمية، و أخذ عن والده و غيره من الجهابذ، حتى أذعن له كل مناضل و منابذ، فلما اشتد كاهله، و صفت له من العلم

مناهله، ولي بها شيخ الإسلام، و فوضت إليه أمور الشريعة على صاحبها الصلاة و السلام، ثم رغب في السفر و السياحة و استهب من مهاب التوفيق رياحه، فترك تلك المناصب، و مال لما هو لحاله مناسب، فقصد زيارة بيت الله الحرام، و زيارة النبي، و أهل بيته الكرام، عليهم أفضل الصلاة و التحية و السلام، ثم أخذ في السياحة، فساح ثلاثين سنة، و أوتي في الدنيا حسنة و في الآخرة حسنة، و اجتمع في أثناء ذلك بكثير من أرباب الفضل و الحال، و نال من فيض صحبتهم ما تعذر على غيره و استحال، ثم عاد و قطن بأرض العجم و هناك همى غيث فضله و انسجم، فألف و صنف، و قرط المسامع و شنف ..، ثم أطال في وصفه بفقرات كثيرة، و ذكر أنه توفي سنة 1031، و قد سمعنا من المشايخ أنه مات سنة 1035، و ذكر بعض مصنفاته السابقة، و قد تقدم أبيات في مرثيته في ترجمة الشيخ إبراهيم بن إبراهيم العاملي، و قد تقدم له أبيات في مرثيته لأبيه، و من شعره قوله من قصيدة يمدح بها المهدي(ع):

خليفة رب العالمين و ظله* * * على ساكني الغبراء من كل ديار

إمام هدى لاذ الزمان بظله* * * و ألقى إليه الدهر مقود خوار

علوم الورى في جنب أبحر علمه* * * كغرفة كف أو كغمسة منقار

إمام الورى طود النهى منبع الهدى* * * و صاحب سر الله في هذه الدار

و منه العقول العشر تبغي كمالها* * * و ليس عليها في التعلم من عار.

و قوله من قصيدة أخرى في مدحه(ع):

صاحب العصر الإمام المنتظر* * * من بما يأباه لا يجري القدر

حجة الله على كل البشر* * * خير أهل الأرض في كل الخصال.

شمس أوج المجد مصباح الظلام* * * صفوة الرحمن من بين الأنام

الإمام ابن الإمام ابن الإمام* * * قطب أفلاك المعاني و الكمال.

ذو اقتدار إن يشأ قلب الطباع* * * صير الأظلام طبعا للشعاع

و ارتدى الإمكان برد الامتناع* * * قدرة موهوبة من ذي الجلال

و قوله:

في يثرب و الغري و الزوراء* * * في طوس و كربلا و سامراء

لي أربعة و عشرة هم ثقتي* * * في الحشر و هم حصني من أعدائي.

و قوله و هو خال من النقط:

واها لصد وصالكم علله* * * و عدلكم و صدكم علله

كم حصل صدكم و ما أمله* * * كم أمل وصلكم و ما حصله.

و قوله:

إن جئت أقص قصة الشوق إليك* * * إن جئت إلى طوس فبالله عليك

قبل عني ضريح مولاي و قل* * * قد مات بهائيك بالشوق إليك

و قوله:

يا رب إني مذنب خاطئ* * * مقصر في صالحات القرب

و ليس لي من عمل صالح* * * أرجوه في الحشر لدفع الكرب

غير اعتقادي حب خير الورى* * * و آله و المرء مع من أحب.

و قوله: من قصيدة يمدح بها الشيخ محمد بن الشيخ محمد الحر.

فولت و قد بل الندى شمله لها* * * كما بل كف الحر في الفاقة الندى

كريم إذا ما جئته يوم حاجة* * * فلا مانعا يلقى و لا قائلا غدا

يريك بهاء في ذكاء و عفة* * * بها نال أعلى رتبة العز مفردا

توحد في حوز المكارم و العلى* * * لذا صار نظمي في معاليه أوحدا

ليهنك يا ابن الحر نظم مرصع* * * بجوهر لفظ في مديحك نضدا

و لا برحت أزهار فضلك تجتنى* * * و لا زلت مفضالا مطاعا مسددا.

و قوله من قصيدة أخرى في مدحه:

محمد الحر ذاك الذي* * * حوى كل فضل بأصل أصيل

و مدحي و إن قل في لفظه* * * و لكنه ليس معنى قليل».