محمد بن الحسين بن أبي الخطاب

من ويكي علوي
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

محمد بن الحسين بن أبي الخطاب

قال النجاشي: «محمد بن الحسين بن أبي الخطاب أبو جعفر الزيات الهمداني، و اسم أبي الخطاب زيد: جليل من أصحابنا، عظيم القدر، كثير الرواية، ثقة، عين، حسن التصانيف، مسكون إلى روايته، له كتاب التوحيد، كتاب المعرفة و البداء، كتاب الرد على أهل القدر، كتاب الإمامة، كتاب اللؤلؤة، كتاب وصايا الأئمة (ع)، كتاب النوادر. أخبرنا علي بن أحمد، عن محمد بن الحسن، عن الصفار، قال: حدثنا محمد بن الحسين، بسائر كتبه، و مات محمد بن الحسين سنة 262». و قال الشيخ (608): «محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، كوفي، ثقة، له كتاب اللؤلؤة، و كتاب النوادر، أخبرنا بهما ابن أبي جيد، عن ابن الوليد، عن الصفار، عنه». و عده في رجاله (تارة) في أصحاب الجواد (ع) (28)، قائلا: «محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، كوفي، ثقة». و (أخرى) في أصحاب الهادي(ع)(23)، قائلا: «محمد بن الحسين بن أبي الخطاب الزيات الكوفي، ثقة، من أصحاب أبي جعفر الثاني ع». و (ثالثة) في أصحاب العسكري(ع)(8)، قائلا: «محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، كوفي، زيات». و عده الكشي من العدول و الثقات، من أهل العلم الذين رووا عن محمد بن سنان (370) و يأتي في ترجمته. روى (محمد بن الحسين بن أبي الخطاب)، عن الحسن بن محبوب، و عن الحجال، و روى عنه محمد بن جعفر الرزاز. كامل الزيارات، الباب 9، في الدلالة على قبر أمير المؤمنين(ع)، الحديث 11 و 12. و عده ابن شهرآشوب، تارة من ثقات أبي جعفر محمد بن علي(ع). المناقب: الجزء 4، باب إمامة أبي جعفر الثاني(ع)، في (فصل في المقدمات). و أخرى، من ثقات أبي محمد بن الحسن العسكري(ع)، باب إمامة أبي محمد الحسن العسكري(ع)، في (فصل في المقدمات). بقي هنا أمور: الأول: أن الشيخ روى بإسناده، عن محمد بن يعقوب، عن محمد بن الحسين، عن صفوان بن يحيى. التهذيب: الجزء 2، باب أحكام السهو في الصلاة، الحديث 755، و لا ريب في أن فيها تحريفا، فإن محمد بن يعقوب، لا يروي عن محمد بن الحسين، هذا بلا واسطة.

و الذي يكشف عن ذلك، أن الشيخ رواها بعينها، عن محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن صفوان بن يحيى. الإستبصار: الجزء 1، باب من تكلم في الصلاة ساهيا أو عامدا، الحديث 1433. و رواها محمد بن يعقوب نفسه أيضا كذلك. الكافي: الجزء 3، كتاب الصلاة 4، باب من تكلم في صلاته 42، الحديث 4. نعم، روى محمد بن يعقوب، عن محمد بن الحسين، عن سهل بن زياد، في أربعة موارد، منها: ما رواه في الكافي: الجزء 1، كتاب الحجة 4، باب ما عند الأئمة(ع)من سلاح رسول الله(ص)38، الحديث 9. و منها: ما رواه في باب الإشارة و النص على أمير المؤمنين(ع)65، الحديث 3، و منها: ما رواه في باب مولد النبي(ص)111، الحديث 35. و منها: ما رواه في باب الفيء و الأنفال 130، الحديث 22 من الكتاب، و لكنه لا شك في أن محمد بن الحسين هذا محرف، و الصحيح محمد بن الحسن، فإنه شيخ للكليني و يروي عن سهل كثيرا. و أما ما رواه عن محمد بن الحسين، عن محمد بن القاسم بن الفضيل البصري. الكافي: الجزء 4، كتاب الصيام 2، باب الفطرة 75، الحديث 13، فهذا مرسل، فإنه رواها في الجزء 3، كتاب الزكاة 5، باب زكاة مال اليتيم 23، الحديث 8، عن محمد بن يحيى، عنه. و كذلك في كل مورد كان محمد بن الحسين بدئ به الكلام، و لم يكن تعليقا على سابقه. الثاني: أن أبا الخطاب، الذي هو جد محمد بن الحسين، هذا اسمه زيد، على ما صرح به النجاشي، و ذكره الصدوق(قدس سره) في المشيخة على ما ستعرف، و ليس هذا هو أبو الخطاب الملعون، الذي اسمه محمد، و لكن العلامة (قدس سره) قد اشتبه عليه الأمر، فتخيل أنه جد محمد بن الحسين هذا، فقال في (7) من الباب (1)، من حرف الميم، من القسم الثاني: «محمد بن مقلاص أبو الخطاب ملعون، قال أبو جعفر بن بابويه: اسم أبي الخطاب زيد» (انتهى). و لا ينبغي الريب في فساد ما ذكره، فإن أبا جعفر و النجاشي إنما قالا ذلك في جد محمد بن الحسين هذا، و أما أبو الخطاب الملعون، فلا شك في أن اسمه محمد، و لم يقل فيه ابن بابويه: إن اسمه زيد، و تقدم ذلك في ترجمة محمد بن أبي زينب. الثالث: أنه قد ورد في بعض الأسناد رواية محمد بن الحسين، عن محمد بن مسلم. التهذيب: الجزء 8، باب أحكام الطلاق، الحديث 278. و رواها في الإستبصار: الجزء 3، باب أن المواقعة بعد الرجعة شرط، الحديث 1002، و التهذيب: الجزء 3، باب الصلاة على الأموات، الحديث 1023. و لكن من الظاهر، أن محمد بن الحسين المتوفى سنة (262)، لا يمكن روايته عن محمد بن مسلم المتوفى سنة (150)، فبينهما واسطة لا محالة، فإن محمد بن الحسين قد يروي عن محمد بن مسلم بواسطة واحدة، في موارد. منها: ما يرويه عنه بواسطة محمد بن عبد الله بن هلال. الكافي: الجزء 6، باب الإباق 19، الحديث 4. و رواها في التهذيب: الجزء 8، باب التدبير، الحديث 964، و في الإستبصار: الجزء 4، باب المدبر يأبق، الحديث 110. و قد يروي عنه بواسطتين في غير مورد، منها: ما رواه بواسطة محمد بن عبد الله بن هلال، عن العلاء بن رزين، عنه. التهذيب: الجزء 7، باب الولادة و النفاس و العقيقة، الحديث 1753. و منها: ما رواه في الكافي: الجزء 5، كتاب النكاح 3، باب المرأة يكون لها العبد فينكحها 137، الحديث 1، و رواها الشيخ في التهذيب: الجزء 8، باب السراري و ملك الأيمان، الحديث 727، و غير ذلك. و قد يروي عنه بوسائط مثل ما رواه، عن السندي بن الربيع، عن علي بن أحمد بن أبي نصر، عن أبيه، عن جميل بن دراج، عنه. التهذيب: الجزء 3، باب الصلاة على الأموات، الحديث 1031. و المتحصل: أن محمد بن الحسين لا يمكن روايته عن محمد بن مسلم، بغير واسطة. ثم إنه ورد في بعض الأسناد، رواية محمد بن الحسين، عن معاوية بن عمار، مثل ما رواه الشيخ بإسناده، عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن معاوية بن عمار. التهذيب: الجزء 8، باب لحوق الأولاد بالآباء، الحديث 590. و رواها في الإستبصار: الجزء 3، باب القوم يتبايعون الجارية، الحديث 1318. و الظاهر سقوط الواسطة هنا أيضا، فإن معاوية بن عمار، مات سنة 175، فلو صح رواية محمد بن الحسين عنه بلا واسطة، لكثر رواياته عن أصحاب الصادق(ع)، و كان في طبقة الحسن بن محبوب، و ابن أبي عمير، و أضرابهما. و قد روى في غير مورد عن معاوية بن عمار، بواسطة صفوان، منها: ما رواه الكليني، بسنده عنه، عن صفوان، عن معاوية بن عمار. الكافي: الجزء 2، كتاب الإيمان و الكفر 1، باب شدة ابتلاء المؤمن 106، الحديث 12. و ما رواه في الجزء 3، كتاب الجنائز 3، باب علل الموت و أن المؤمن يموت بكل ميتة 1، الحديث 8. و طريق الصدوق إليه أبوه، و محمد بن الحسن- رضي الله عنهما-، عن سعد بن عبد الله، و الحميري، و محمد بن يحيى، و أحمد بن إدريس، جميعا، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب الزيات، و اسم أبي الخطاب زيد. و الطريق صحيح كطريق الشيخ إليه. و إن كان فيه ابن أبي الجيد، فإنه ثقة على الأظهر.