محمد بن أورمة
محمد بن أورمة:
قال النجاشي: «محمد بن أورمة [أرومة أبو جعفر القمي: ذكره القميون و غمزوا عليه، و رموه بالغلو، حتى دس عليه من يفتك به، فوجدوه يصلي من أول الليل إلى آخره، فتوقفوا عنه، و حكى جماعة من شيوخ القميين، عن ابن الوليد أنه قال: محمد بن أورمة، طعن عليه بالغلو، و كل ما كان في كتبه مما وجد في كتب الحسين بن سعيد و غيره، فقل به، و ما تفرد به فلا تعتمده، و قال بعض أصحابنا: إنه رأى توقيعا من أبي الحسن الثالث(ع)، إلى أهل قم في معنى محمد بن أورمة و براءته مما قذف به، و كتبه صحاح، إلا كتابا ينسب إليه ترجمته تفسير الباطن فإنه مختلط. كتبه: كتاب الوضوء، كتاب الصلاة، كتاب الزكاة، كتاب الصيام، كتاب الحج، كتاب النكاح، كتاب الطلاق، كتاب الحدود، كتاب الديات، كتاب الشهادات، كتاب الأيمان و النذور، كتاب العتق و التدبير، كتاب التجارات و الإجارات، كتاب المكاسب، كتاب الصيد و الذبائح، كتاب المزار، كتاب حقوق المؤمن و فضله، كتاب الجنائز، كتاب الخمس، كتاب تفسير القرآن، كتاب الرد على الغلاة، كتاب المثالب، كتاب المناقب، كتاب التجمل و المروة، كتاب الملاحم، كتاب الدعاء، كتاب التقية، كتاب الوصايا، كتاب الفرائض، كتاب الزهد، كتاب الزهد، كتاب الأشربة، كتاب ما نزل في القرآن في أمير المؤمنين(ع). أخبرنا الحسين بن محمد بن هدبة، قال: حدثنا جعفر بن محمد، قال: حدثنا عبد الله بن الفضل بن هلال، قال: حدثنا أحمد بن علي بن النعمان، قال: حدثنا محمد بن أورمة، بكتبه». و قال الشيخ (621): «محمد بن أورمة، له كتب، مثل كتب الحسين بن سعيد، و في رواياته تخليط. أخبرنا بجميعها إلا ما كان فيها من تخليط أو غلو ابن أبي جيد، عن ابن
الوليد، عن الحسين بن الحسن بن أبان، عنه. و قال أبو جعفر ابن بابويه: محمد بن أورمة طعن عليه بالغلو، فكلما كان في كتبه مما يوجد في كتب الحسين بن سعيد و غيره، فإنه معتمد عليه و يفتى به، و كلما تفرد به لم يجز العمل عليه و لا يعتمد». و عده في رجاله (تارة) في أصحاب الرضا(ع)(75)، قائلا: «محمد بن أورمة القمي». و (أخرى) فيمن لم يرو عنهم(ع)(112)، قائلا: «محمد بن أورمة ضعيف، روى عنه الحسين بن الحسن بن أبان». و قال ابن الغضائري: «محمد بن أورمة أبو جعفر القمي، اتهمه القميون بالغلو، و حديثه نقي لا فساد فيه، و لم أر شيئا ينسب إليه تضطرب في النفس، إلا أوراقا في تفسير الباطن، و ما يليق بحديثه، و أظنها موضوعة عليه، و رأيت كتابا خرج من أبي الحسن علي بن محمد(ع)إلى القميين في براءته مما قذف به و منزلته، و قد حدثني الحسن بن محمد بن بندار القمي (رحمه الله)، قال: سمعت مشايخنا يقولون: إن محمد بن أورمة لما طعن عليه بالغلو (كذا) الأشاعرة ليقتلوه، فوجدوه يصلي الليل من أوله إلى آخره ليالي عدة، فتوقفوا عن اعتقادهم». روى (محمد بن أورمة) عمن حدثه، عن الصادق(ع)، و روى عنه سهل بن زياد، و الحسين بن الحسن بن أبان. كامل الزيارات: الباب 11، في زيارة قبر أمير المؤمنين(ع)، الحديث 2. بقي هنا أمران: الأول: في الكلام على غلو الرجل و عدمه، و قد عرفت نسبة القميين الغلو إليه حتى إنهم بعثوا إليه من يقتله، فلما رأوا أنه يصلي كفوا عنه، و لكن الظاهر أن هذه النسبة غير ثابتة، و كتاب تفسير الباطن لم تثبت نسبته إليه، و مر عن ابن
الغضائري، إنكار ذلك و أن مشايخه كانوا يقولون إن محمد بن أورمة لا طعن عليه بالغلو، و يدلنا على ذلك- مضافا إلى ما عرفت-: ما روى عنه من الروايات المنافية للقول بالغلو،
منها: ما رواه محمد بن يعقوب، عن علي بن محمد، عن صالح، عن محمد بن أورمة، عن ابن سنان، عن المفضل بن عمر، قال: كنت أنا و القاسم شريكي، و نجم بن حطيم، و صالح بن سهل بالمدينة، فتناظرنا في الربوبية، قال: فقال بعضنا لبعض: ما تصنعون بهذا؟ نحن بالقرب منه و ليس منا في تقية، قوموا بنا إليه، قال: فقمنا فوالله ما بلغنا الباب، إلا و قد خرج علينا بلا حذاء و لا رداء، قد قام كل شعرة من رأسه منه، و هو يقول لا، لا، يا مفضل و يا قاسم و يا نجم، لا، لا، (بل عبٰاد مكرمون لٰا يسبقونه بالقول و هم بأمره يعملون) . الروضة: الحديث 303.
و منها: ما رواه الشيخ الصدوق، عن محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ((رحمه الله))، قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن الحسين بن الحسن بن أبان، عن محمد بن أورمة، عن إبراهيم بن الحكم بن زهير، عن عبد الله بن جرير العبدي، عن أبي عبد الله(ع)، أنه كان يقول: الحمد لله الذي لا يحس، و لا يجس، و لا يمس، و لا يدرك بالحواس الخمس، و لا يقع عليه الوهم، و لا تصفه الألسن، و كل شيء حسته الحواس، أو لمسته الأيدي فهو مخلوق، (الحديث). التوحيد: باب التوحيد و نفي التشبيه 2، الحديث 29.
و منها: ما رواه علي بن عيسى الإربلي، قال: روى ابن أورمة، قال: خرجت إلى سرمنرأى أيام المتوكل، فدخلت إلى سعيد الحاجب و دفع المتوكل أبا الحسن(ع)إليه ليقتله، فقال لي: أ تحب أن تنظر إلى إلهك، فقلت: سبحان الله! إلهي لا تدركه الأبصار، (الحديث). كشف الغمة: الجزء 3، في ذكر الإمام العاشر، في معجزاته(ع).
نعم قد ورد هنا روايات عنه تكشف عن قوة إيمانه، و حسن عقيدته، و لعل
بعض ما ذكر في هذه الروايات كان من الغلو عند بعض القميين،
فمنها ما رواه الكليني(قدس سره)، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن محمد بن أورمة، عن علي بن حسان، عن عبد الرحمن بن كثير، عن أبي عبد الله(ع)، في قوله تعالى: (هو الذي أنزل عليك الكتٰاب منه آيٰات محكمٰات هن أم الكتٰاب) ، قال: أمير المؤمنين(ع)، و الأئمة (إلى أن قال): و الراسخون في العلم أمير المؤمنين(ع)، و الأئمة(ع).
و ما رواه بهذا السند عن عبد الله بن كثير، عن أبي عبد الله(ع)، في قوله تعالى: (عم يتسٰاءلون عن النبإ العظيم) ، قال: النبأ العظيم الولاية، و سألته عن قوله: (هنٰالك الولٰاية للٰه الحق) قال: ولاية أمير المؤمنين(ع). الكافي: الجزء 1، باب فيه نكت و نتف من التنزيل في الولاية 108، الحديث 14 و 34
، و منها غير ذلك. الأمر الثاني: أنك قد عرفت، عن النجاشي، أن كتبه صحاح إلا ما ينسب إليه من ترجمة تفسير الباطن و عن ابن الغضائري أن حديثه نقي لا فساد فيه، و لا شيء هنا ما يعارض ذلك إلا قول الشيخ في الرجال إنه ضعيف، و غير بعيد أن يريد الشيخ بذلك ضعفه في نفسه لما نسب إليه من الغلو، أو باعتبار أن في رواياته تخليطا، على ما ذكره في الفهرست، و يؤكد ذلك أن الموجود في الرجال على ما في نسخة ابن داود (417) من القسم الثاني، و القهبائي كلمة (و هو ثقة) بعد جملة (روى عنه الحسين بن الحسن بن أبان)، إذا فما كان من رواياته ليس فيه تخليط أو غلو، و قد رواها الشيخ بطريقه المتقدم، لا مانع من العمل به، و الاعتماد عليه، و الله العالم و طريق الشيخ إليه صحيح و إن كان فيه ابن أبي جيد.