محمد بن أحمد بن حماد
محمد بن أحمد بن حماد:
المحمودي، يكنى أبا علي: من أصحاب الهادي(ع)، رجال الشيخ (37).
و تقدم عنه عد أحمد بن حماد المحمودي يكنى أبا علي في أصحاب العسكري(ع)(8)، و ذكرنا هناك أن في العبارة سقطا، و الصحيح محمد بن أحمد بن حماد. و قال الكشي (372): أبو علي محمد بن أحمد بن حماد المروزي المحمودي:
«ابن مسعود، قال: حدثني أبو علي المحمودي، قال: كتب أبو جعفر(ع)إلي بعد وفاة أبي: قد مضى أبوك رضي الله عنه و عنك، و هو عندنا على حال محمودة و لن تبعد من تلك الحال».
«وجدت بخط أبي عبد الله الشاذاني في كتابه: سمعت الفضل بن [عن هاشم الهروي يقول: ذكر لي كثرة ما يحج المحمودي، فسألته عن مبلغ حجاته فلم يخبرني بمبلغها، و قال: رزقت خيرا كثيرا و الحمد لله، فقلت له: فتحج عن نفسك أو غيرك؟ فقال: عن غيري بعد حجة الإسلام أحج عن رسول الله(ص)، و أجعل ما أجازني الله عليه لأولياء الله، و أهب ما أثاب على ذلك للمؤمنين و المؤمنات، فقلت: ما تقول في حجك؟ فقال: أقول: اللهم إني أهللت لرسولك محمد(ص)، و جعلت جزائي منك و منه لأوليائك الطاهرين(ع)، و وهبت ثوابي عنهم لعبادك المؤمنين و المؤمنات بكتابك و سنة نبيك(ص)(إلى آخر الدعاء). ذكر أبو عبد الله الشاذاني، مما قد وجدته في كتابه بخطه، قال: سمعت المحمودي يقول: إنما لقبت بالخير لأني وهبت للمحق غلاما اسمه خير، فحمد أمره فلقبني باسمه، و قال: وجهت إلى الناحية بجارية، فكانت عندهم سنين ثم أعتقوها، فتزوجتها، فأخبرتني أن مولاها ولاني وكالة المدينة و أمر بذلك، و لم أعلم أحدا».
بقي هنا أمور:
الأول: أن أبا علي المحمودي، و إن كان لم يذكره الشيخ و لا غيره في أصحاب الجواد(ع)، إلا أنه قد أدرك الجواد(ع)، فإن وفاة أبيه كان في زمان الجواد(ع)، و قد كتب(ع)تسلية إليه كما تقدم. الثاني: أنه قد تقدم في ترجمة إبراهيم بن عبدة توقيع للعسكري(ع)رواه الكشي، عن بعض الثقات، و فيه قوله(ع): و اقرأه على المحمودي عافاه الله فما أحمدنا له لطاعته، و في هذا الكلام دلالة واضحة على جلالته و طاعته لله و لأوليائه. الثالث: أن الكشي روى في ترجمة أبيه أحمد بن حماد المروزي، عن محمد بن مسعود، قال: حدثني المحمودي، أنه دخل على ابن أبي داود و هو في مجلسه، و قد تقدمت الرواية. و ظاهرها أن الداخل على ابن أبي داود هو المحمودي أبو علي الذي يروي عنه محمد بن مسعود كثيرا. هذا و إن كان ممكنا في نفسه، فإنك قد عرفت أن المحمودي قد أدرك الجواد(ع)، إلا أن ذكر الكشي الرواية في ترجمة أبيه يكشف عن أن الداخل إنما كان أباه، و عليه فقد سقط من الرواية كلمة (عن أبيه) بعد كلمة (المحمودي)، و الله العالم.