محمد بن أبي زينب
محمد بن أبي زينب:
مقلاص أبو الخطاب الأسدي: مولى، كوفي، و كان يبيع الأبراد، ذكره البرقي في أصحاب الصادق(ع).
و قال الشيخ في رجاله، في أصحاب الصادق(ع)(345): «محمد بن مقلاص الأسدي الكوفي أبو الخطاب: ملعون، غال، و يكنى مقلاص أبا زينب البزاز البراد». و قال ابن الغضائري: «محمد بن أبي زينب أبو الخطاب الأجذع الزراد، مولى بني أسد: لعنه الله تعالى، أمره شهير، و أرى ترك ما يقول أصحابنا، حدثنا أبو الخطاب في حال استقامته». و قال الشيخ في كتاب العدة في جملة كلامه، في (فصل في ذكر القرائن التي تدل على صحة أخبار الآحاد): «عملت الطائفة بما رواه أبو الخطاب محمد بن أبي زينب في حال استقامته، و تركوا ما رواه في حال تخليطه». ثم إن الكشي عنون المترجم (135)، و قال: «محمد بن أبي زينب، اسمه مقلاص أبو الخطاب البراد الأجدع الأسدي، و يكنى أبا إسماعيل أيضا، و يكنى أيضا أبا الظبيان»، و ذكر فيه روايات، و هي على طوائف، فمنها: ما هو راجع إلى أشخاص أخر يشتركون مع أبي الخطاب في الضلالة، و فساد العقيدة، و ليس فيه ذكر لأبي الخطاب أصلا، و منها ما ذكر فيه أبو الخطاب بشخصه. و منها ما ورد فيه الذم لعنوان عام يشترك فيه أبو الخطاب، و غيره. أما الطائفة الأولى: فلا نذكرها في المقام، و إنما نذكر كل رواية منها في الموضع المناسب لها. و أما الطائفة الثانية، فهي كما تلي:
«حمدويه و إبراهيم ابنا نصير، قالا: حدثنا الحسين بن موسى، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن عيسى بن أبي منصور، قال: سمعت أبا عبد الله(ع)يقول: و ذكر أبا الخطاب، فقال: اللهم العن أبا الخطاب، فإنه خوفني قائما و قاعدا، و على فراشي، اللهم أذقه حر الحديد».
«و بهذا الإسناد، عن إبراهيم، عن أبي أسامة، قال: قال رجل لأبي
عبد الله(ع): أؤخر المغرب حتى تستبين النجوم، فقال: خطابية، إن جبرئيل أنزلها على رسول الله(ص)حين سقط القرص».
«أبو علي خلف بن حامد، قال: حدثني الحسن بن طلحة، عن ابن فضال، عن يونس بن يعقوب، عن بريد العجلي، عن أبي عبد الله(ع)، قال: أنزل الله في القرآن سبعة بأسمائهم، فمحت قريش ستة و تركوا أبا لهب، و سألت عن قول الله عز و جل: (هل أنبئكم علىٰ من تنزل الشيٰاطين تنزل علىٰ كل أفٰاك أثيم)، قال: هم سبعة: المغيرة بن سعيد، و بنان، و صائد النهدي، و الحارث الشامي، و عبد الله بن الحارث، و حمزة بن عمار الزبيري، و أبو الخطاب».
«حمدويه، قال: حدثني محمد بن عيسى، عن يونس بن عبد الرحمن، عن بشير الدهان، عن أبي عبد الله(ع)، قال: كتب أبو عبد الله(ع)إلى أبي الخطاب: بلغني أنك تزعم أن الزنا رجل، و أن الخمر رجل، و أن الصلاة رجل، و الصيام رجل، و الفواحش رجل، و ليس هو كما تقول، إنا أصل الحق، و فروع الحق طاعة الله، و عدونا أصل الشر، و فروعهم الفواحش، و كيف يطاع من لا يعرف، و كيف يعرف من لا يطاع؟».
«أحمد بن علي القمي السلولي، قال: حدثني أحمد بن محمد بن عيسى، عن صفوان، عن عنبسة بن مصعب، قال: قال لي أبو عبد الله(ع): أي شيء سمعت من أبي الخطاب؟ قال: سمعته يقول: إنك وضعت يدك على صدره، و قلت له: عه، و لا تنس، و إنك تعلم الغيب، و إنك قلت له: هو عيبة علمنا، و موضع سرنا، أمين على أحيائنا و أمواتنا، قال: لا و الله، ما مس شيء من جسدي جسده إلا يده، و أما قوله إني قلت: أعلم الغيب، فوالله الذي لا إله إلا هو ما أعلم الغيب، و لا آجرني الله في أمواتي و لا بارك لي في أحيائي إن كنت قلت له، قال: و قدامه جويرية سوداء تدرج، قال: لقد كان مني إلى أم هذه- أو إلى هذه- بخطة القلم، فأتتني هذه، فلو كنت أعلم الغيب، ما تأتيني، و لقد قاسمت مع عبد الله
بن الحسن حائطا بيني و بينه، فأصابه السهل و الشرب و أصابني الجبل، فلو كنت أعلم الغيب لأصابني السهل و الشرب و أصابه الجبل، و أما قوله إني قلت: هو عيبة علمنا، و موضع سرنا، أمين على أحيائنا و أمواتنا، فلا آجرني الله في أمواتي و لا بارك لي في أحيائي، إن قلت له شيئا من هذا قط».
«محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد بن يزيد، قال: حدثني أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن أبي نصر، عن علي بن عقبة، عن أبيه، قال: دخلت على أبي عبد الله(ع)، قال: فسلمت و جلست، فقال لي: كان في مجلسك هذا أبو الخطاب، و معه سبعون رجلا كلهم إليه ينالهم منهم شيئا فرحمتهم، فقلت لهم: أ لا أخبركم بفضائل المسلم؟ فلا أحسب أصغرهم إلا قال: بلى جعلت فداك، قلت: من فضائل المسلم أن يقال له: فلان قارئ لكتاب الله عز و جل، و فلان ذو حظ من ورع، و فلان يجتهد في عبادته لربه، فهذه فضائل المسلم، ما لكم و للرئاسات، إنما للمسلمين [المسلمون رأس واحد، إياكم و الرجال، فإن للرجال مهلكة، فإني سمعت أبي يقول: إن شيطانا يقال له (المذهب) يأتي في كل صورة، إلا أنه لا يأتي في صورة نبي، و لا وصي نبي، و لا أحسبه إلا و قد تراءى لصاحبكم فاحذروه، فقد بلغني أنهم قتلوا معه، فأبعدهم الله و أسخطهم، إنه لا يهلك على الله إلا هالك».
«حمدويه و محمد، قالا: حدثنا الحميدي- هو محمد بن عبد الحميد العطار الكوفي-، عن يونس بن يعقوب، عن عبد الله بن بكير الرجاني، قال: ذكرت أبا الخطاب و مقتله عند أبي عبد الله(ع)، قال: فرققت عند ذلك فبكيت، فقال أ تأسى عليهم؟ فقلت: لا، و قد سمعتك تذكر أن عليا(ع)قتل أصحاب النهر، فأصبح أصحاب علي(ع)يبكون عليهم، فقال علي(ع): أ تأسون عليهم؟ قالوا: لا، إنا ذكرنا الألفة التي كنا عليها، و البلية التي أوقعتهم، فلذلك رققنا عليهم، قال: لا بأس».
«محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن الحسن، عن معمر بن خلاد، قال: قال أبو الحسن(ع): إن أبا الخطاب أفسد أهل الكوفة، فصاروا لا يصلون المغرب حتى يغيب الشفق، و لم يكن ذلك، و إنما ذاك للمسافر، و صاحب العلة، و قال: إن رجلا سأل أبا الحسن(ع)، فقال: كيف قال أبو عبد الله(ع)، في أبي الخطاب، ما قال، ثم جاءت البراءة منه؟ فقال له: كان لأبي عبد الله(ع)أن يستعمل و ليس له أن يعزل؟».
«حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني حمدان بن أحمد، قال: حدثني معاوية بن حكيم، و حدثني محمد بن الحسن البراثي، و عثمان بن حامد، قالا: حدثنا محمد بن يزداد، قال: حدثنا معاوية بن حكيم، عن أبيه، عن جده، قال: بلغني عن أبي الخطاب أشياء، فدخلت على أبي عبد الله(ع)، فدخل أبو الخطاب و أنا عنده- أو دخلت و هو عنده- فلما أن بقيت أنا و هو في المجلس، قلت لأبي عبد الله(ع): إن أبا الخطاب روى عنك (كذا) و (كذا) فقال: كذب، قال: فأقبلت أروي ما روى شيئا فشيئا مما سمعناه و أنكرناه (فما بقي شيء) إلا سألت عنه، فجعل يقول: كذب، و زحف أبو الخطاب، حتى ضرب بيده إلى لحية أبي عبد الله(ع)، فضربت يده، فقلت: خل يدك عن لحيته، فقال أبو الخطاب: يا أبا القاسم (لا) تقوم، قال أبو عبد الله(ع): له حاجة، حتى قال ثلاث مرات، كل ذلك يقول أبو عبد الله(ع): له حاجة، فخرج، فقال أبو عبد الله(ع): إنما أراد أن يقول لك قد أخبرني و يكتمك، فأبلغ أصحابي (كذا) و (كذا)، قال: قلت: إني لا أحفظ هذا، فأقول ما حفظت و ما لم أحفظ قلت أحسن ما يحضرني. قال: نعم، المصلح ليس بكذاب. قال أبو عمرو الكشي: هذا غلط و وهم في الحديث، إن شاء الله، لقد أتى معاوية بشيء منكر و لا تقبله العقول، و ذلك لأن مثل أبي الخطاب لا يحدث نفسه بضرب يده إلى لحية أقل عبد لأبي عبد الله(ع)فكيف هو ص».
«حمدويه، قال: حدثنا يعقوب بن يزيد، عن العباس القصباني بن عامر الكوفي، عن المفضل، قال: سمعت أبا عبد الله يقول: اتق السفلة، و احذر السفلة، فإني نهيت أبا الخطاب فلم يقبل مني».
«حمدويه، قال: حدثني محمد بن عيسى، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن أبيه عمران بن علي، قال: سمعت أبا عبد الله(ع)يقول: لعن الله أبا الخطاب، و لعن من قتل معه، و لعن الله من بقي منهم، و لعن الله من دخل قلبه رحمة لهم».
«محمد بن مسعود، قال: حدثني جبرئيل بن أحمد، قال: حدثني محمد بن عيسى بن عبيد، قال: حدثني يونس بن عبد الرحمن، عن رجل، قال: قال أبو عبد الله(ع): كان أبو الخطاب أحمق، فكنت أحدثه فكان لا يحفظ، و كان يزيد من عنده».
«حمدويه، قال: حدثني محمد بن عيسى، عن يونس بن عبد الرحمن، عن ابن مسكان، عن عيسى شلقان، قال: قلت لأبي الحسن(ع)، و هو يومئذ غلام قبل أوان بلوغه: جعلت فداك، ما هذا الذي نسمع من أبيك؟ إنه أمرنا بولاية أبي الخطاب، ثم أمرنا بالبراءة منه، قال: فقال أبو الحسن(ع)من تلقاء نفسه: إن الله خلق الأنبياء على النبوة فلا يكونون إلا أنبياء، و خلق المؤمنين على الإيمان فلا يكونون إلا مؤمنين، و استودع قوما إيمانا، فإن شاء أتمه لهم و إن شاء سلبهم إياه، و إن أبا الخطاب كان ممن أعاره الله الإيمان، فلما كذب على أبي، سلبه الله الإيمان، قال: فعرضت هذا الكلام على أبي عبد الله(ع)، قال: فقال: لو سألتنا عن ذلك ما كان ليكون عندنا غير ما قال».
«حمدويه، قال: حدثنا أيوب بن نوح، عن حنان بن سدير، عن أبي عبد الله(ع)، قال: كنت جالسا عند أبي عبد الله ع- و ميسر
عنده-، و نحن في سنة ثمان و ثلاثين و مائة، فقال ميسر بياع الزطي: جعلت فداك، عجبت لقوم كانوا يأتون معنا إلى هذا الموضع، فانقطعت آثارهم، و فنيت آجالهم، قال: و من هم؟ قلت: أبو الخطاب و أصحابه، و كان متكئا، فجلس فرفع إصبعه إلى السماء، ثم قال: على أبي الخطاب لعنة الله و الملائكة و الناس أجمعين، فأشهد بالله أنه كافر، فاسق، مشرك، و أنه يحشر مع قرين في أشد العذاب غدوا و عشيا، ثم قال: أما و الله إني لأنفس على أجساد أصيبت معه النار».
«حمدويه و إبراهيم، قالا: حدثنا العبيدي، عن ابن أبي عمير، عن المفضل بن يزيد، قال: قال أبو عبد الله ع- و ذكر أصحاب أبي الخطاب و الغلاة-، فقال لي: يا مفضل لا تقاعدوهم، و لا تؤاكلوهم، و لا تشاربوهم، و لا تصافحوهم، و لا توارثوهم».
«حمدويه، قال: حدثنا يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن عبد الصمد بن بشير، عن مصادف، قال: لما لبى القوم الذين لبوا بالكوفة، دخلت على أبي عبد الله(ع)، فأخبرته بذلك، فخر ساجدا، و دق جؤجؤه بالأرض، و بكى و أقبل يلوذ بإصبعه، و يقول: بل عبد الله قن داخر مرارا كثيرة، ثم رفع رأسه و دموعه تسيل على لحيته، فندمت على إخباري إياه، فقلت: جعلت فداك، و ما عليك أنت من ذا، فقال: يا مصادف، إن عيسى(ع)لو سكت عما قالت النصارى فيه، لكان حقا على الله أن يصم سمعه و يعمي بصره، و لو سكت عما قال في أبو الخطاب، لكان حقا على الله أن يصم سمعي و يعمي بصري».
«محمد بن مسعود، قال: حدثني عبد الله بن محمد بن خالد، عن علي بن حسان، عن بعض أصحابنا، رفعه إلى أبي عبد الله(ع)، قال: ذكر عنده، جعفر بن واقد، و نفر من أصحاب أبي الخطاب، فقيل: إنه صار إلي يتردد [إلى ببروذ، و قال فيهم: و هو الذي في السماء إله و في الأرض إله، قال: هو الإمام، فقال أبو
عبد الله(ع): لا و الله، لا يأويني و إياه سقف بيت أبدا، هم شر من اليهود و النصارى و المجوس و الذين أشركوا، و الله ما صغر عظمة الله تصغيرهم شيء قط، و إن عزيرا جال في صدره ما قالت اليهود، فمحا الله اسمه من النبوة، و الله لو أن عيسى أقر بما قالت فيه النصارى، لأورثه الله صمما إلى يوم القيامة، و الله لو أقررت بما يقول في أهل الكوفة، لأخذتني الأرض، و ما أنا إلا عبد مملوك، لا أقدر على ضر شيء و لا نفع شيء».
«سعد، قال: حدثني أحمد بن محمد بن عيسى، و أحمد بن الحسن بن فضال، و محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، و يعقوب بن يزيد، عن الحسن بن علي بن فضال، عن داود بن أبي يزيد العطار، عمن حدثه من أصحابنا، عن أبي عبد الله(ع)، قال في قول الله عز و جل: (هل أنبئكم علىٰ من تنزل الشيٰاطين تنزل علىٰ كل أفٰاك أثيم)، قال: هم سبعة: المغيرة بن سعيد، و بنان، و صائد النهدي، و حمزة بن عمارة الزيدي [البربري، و الحارث الشامي، و عبد الله بن عمرو بن الحارث، و أبو الخطاب.»