محمد إسحاق القندهاري
محمّد إسحاق القندهاري
(حنفيّ / أفغانستان)
عاش في القرن الثاني عشر للهجرة، وكان حيّاً سنة 1155هـ ، وكانت نشأته في أوساط أسرة متعصّبة تنتمي إلى المذهب الحنفي.
نبذ التعصّب والتقليد الأعمى:
عاش "محمّد إسحاق" في أجواء كانت تكفّر الشيعة وتخرجهم من الملّة الإسلاميّة ، فدفعه هذا الأمر إلى معرفة هذه الفرقة ، فتوصّل في نهاية مطاف بحثه إلى أنّ الأقوال التي كان ينسبها من حوله إلى الشيعة كلّها محض افتراء وكذب صريح ، وتبيّن له بأنّ ما يذكره هؤلاء حول الشيعة ليس له أيّ دليل أو حجّة أو برهان سوى أنّهم يكرّرون ما قاله أسلافهم من أعداء أهل البيت(عليهم السلام).
ومن هنا قرّر "محمّد إسحاق" أن ينبذ التعصّب، وأن يحرّر نفسه من التقليد الأعمى لموروثه العقائديّ ، ثمّ توجّه إلى تلقّي المزيد من المعلومات حول أفكار ومعتقدات الشيعة الاثني عشريّة.
التمسّك بالثقلين:
اكتشف "محمّد إسحاق" خلال بحثه بأنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) أكّد في العديد من المرّات على التمسّك بالثقلين وهما كتاب الله تعالى وعترته من أهل بيته، وأنّ الاعتصام من الوقوع في الضلال لا يمكن إلاّ عن طريق التمسّك بهذين الثقلين ; لأنّ القرآن فيه الكثير من العمومات وليس فيه تفاصيل الأحكام، وهو حمّال ذو أوجه ، ولابدّ له من مبيّن ومفسّر ، وأنّ التفسير الحقيقيّ للقرآن عند أهل البيت(عليهم السلام) ، ولهذا فإنّ من ترك أهل البيت(عليهم السلام) ، فقد ترك التفسير الحقيقيّ لكتاب الله تعالى ، ومن ترك أهل البيت(عليهم السلام)فقد نبذ الحقّ وراء ظهره واتّبع الباطل وليس بعد الحقّ إلاّ الضلال.
اتّباع الفرقة الناجية:
وجد "محمّد إسحاق" أنّ الأدلة كلّها تدعوه إلى نبذ معتقداته الموروثة، والتوجّه إلى اتّباع الفرقة الناجية المتمثّلة بأهل البيت(عليهم السلام)، ولكنّه كان يعيش أجواء تؤدّي به إلى أن يدفع ثمناً باهضاً نتيجة إعلان استبصاره ; لأنّه كان من عائلة متعصبة ستواجهه بشدّة فيما لو كشف لهم أمره.
ولكنّه توكّل على الله تعالى ولم يهتم بما سيواجه من مشاكل بعد إعلان استبصاره ، فأعلن اعتناقه لمذهب أهل البيت(عليهم السلام)، ثمّ توجّه إلى طلب العلم ، فأصبح رجلاً فاضلاً وعالماً يشار إليه بالبنان، وقد ذكره صاحب طبقات أعلام الشيعة:
(كان والده "حسين الأفغاني" أخ "محمود المردود الأفغاني" الذي سخّر بلدة إصفهان وغلب على السلسلة الصفويّة ، فأبوه وعمّه وجدّه كانوا من المتعصّبين ، ولكنّ الله يخرج الحيّ من الميّت فاستبصر من صغره ، وصار عالماً فاضلاً مرموقاً ، مسلّماً فضائله عند معاصريه)(1).