ماري كروفر

من ويكي علوي
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

ماري كروفر (مريم آقا باب)

(مسيحية / بريطانيا)

ولدت في بريطانيا، ونشأت في أوساط أسرة مسيحية، حصلت على شهادة الماجستير، ثمّ اهتمت بتشييد معتقداتها وأفكارها وفق الأسس الصحية، وقررت التعمّق في معرفة هدف وجودها في هذه الحياة.

بلوغ مرحلة النضج العقلي:

دققت "ماري" في خزين معتقداتها وأسباب انتمائها إليها، فوجدت أنّها موروثة من الأجواء المحيطة بها، ولا قيمة لها من الناحية العلمية، ولابدّ من إجراء دراسات علمية شاملة وعامة توصلها إلى مرحلة اليقين في بلورتها لرؤيتها الكونية ورأت "ماري" بأنّ الضرورة العقلية تحتّم عليها الاتّجاه نحو البحث وطلب العلم ; لأنّ الإنسان العالم يكون أقدر من غيره على طلب الخير ووقاية نفسه من الشر.

موانع في طريق البحث:

من أكبر المشاكل التي واجهتها "ماري" في البحث عدم تفاعل من حولها معها في طريق البحث، فكانت عندما تتحدّث مع صديقاتها حول النتائج العلمية التي توصّلت إليها تواجه استغراباً منهن واستهزاءً بها إزاء اهتمامها بالأمور العلمية.

كانت الأجواء المحيطة بـ"ماري" تفرض عليها اللهو واللعب والاهتمام بالأمور الدنيوية والحديث عن زينتها وزخرفها، ولكن "ماري" كانت تعيش في عالم آخر لا يتفاعل معه من كان حولها.

وهذا ما دفع "ماري" أن تشعر بالغربة وهي في بداية طريق بحثها وتحقيقها العلمي.

الاستقامة في طلب العلم:

عرفت "ماري" بأنّ كلّ إنسان يحصد ما زرع، وكلّ إنسان مكلّف بأعماله، والذين يتجهون نحو السبل الخاطئة فإنّهم لا يضرّون إلاّ أنفسهم، والذين يبذلون الجهد في سبيل معرفة الحق والحقيقة، فإنّهم أيضاً سينالون ثوابهم.

ومن هنا قرّرت "ماري" تحمّل كلّ المتاعب والمشقّات في طريق البحث، وواصلت بحثها، فتحوّلت إلى إنسان هي "مع الناس" ولكن ليست "من الناس"، تعيش معهم بجسدها، ولكن روحها وذهنها وفكرها في مكان آخر يبحث عن الحقيقة.

الإيمان بالله تعالى:

أوّل عقيدة آمنت بها "ماري" عن وعي ووفق ما فرضت عليها الأدلة والبراهين هي عقيدة التوحيد، فآمنت بالله تعالى، وآمنت بوحدانيّته ولزوم عبوديته، وآمنت أنّه سميع بصير، وعليم بذات الصدور، فطلبت منه المساعدة، وتضرّعت إليه، والتجأت نحوه بخشوع وخضوع، وطلبت منه أن ينجيها من الظلام المحيط بها، ويأخذ بيدها نحو النور، فاستجاب الله تعالى دعاءها، وهيّأ لها ظروف التعرّف على رجل دين مؤمن ومتقي وورع اختصر لها طريق البحث، وساعدها في معرفة الحقيقة، وعرفّها برسول الله وأهل بيته(عليهم السلام)، وأعطاها جملة من الكتب الدينية ولاسيما كتب أحاديث أهل البيت(عليهم السلام).

وبعد فترة قصيرة، أعلنت "ماري" استبصارها، والتزمت بشكل كامل بالفرائض الدينية، وارتدت الحجاب، وبدأت تراعي سلوكها وتصرّفاتها، وتراقب نفسها لئلا يصدر منها ما يسخط الله تعالى، وبدأت تحاول دائماً القيام بالأعمال العبادية المرضية لله تعالى.

ولم تبال "ماري" بالاعتراضات التي صدرت من أقربائها وصديقاتها، بل حاولت أن تواجه هذه الاعتراضات بهدوء، وسعت أن تبيّن للآخرين الأسباب التي دفعتها لتغيير معتقداتها وأنكارها والانتماء إلى الدين الإسلامي الحنيف.