ماريا سلفادور

من ويكي علوي
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

ماريا سلفادور (إيمان بشير)

(مسيحيّة / إسبانيا)

ولدت في مدينة "برشلونة" بإسبانيا ، ونشأت في عائلة مسيحيّة ، ثمّ اعتنقت الدين الإسلاميّ وتمسّكت بمذهب أهل البيت(عليهم السلام) متأثّرة في ذلك بإسلام عدد من أصدقائها ، ولقائها بأحد المسلمين اللبنانيّين.

بعد عدّة محاولات من صديقاتي بدأت أتردّد معهنّ إلى المركز الإسلاميّ لأهل البيت(عليهم السلام) في "برشلونة" ، وهناك كنت أستمع إلى بعض الأخوة الذين كانوا يبيّنون المفاهيم والعقائد الإسلاميّة ويجرّون النقاشات حول الإسلام .

ولقد جذبني القرآن الكريم بشكل خاص، وبدأت قراءته باللغة الإسبانيّة ، ولقد أحببت كثيراً ودائماً الذهاب إلى المركز لتلقّي الدروس الإسلاميّة ، فبدأ ينمو في صدري نور جديد ويدخل في أعماقي، وقد ارتحت له كثيراً وسررت جدّاً بهذا الإيمان الجديد.

ولكن صراعاً بدأ ينشأ في داخلي ، من جهة حبّ اعتناق الدين الإسلاميّ ومن جهة أخرى الخوف من مواجهة أهلي ومجتمعي ، فكنت خائفة وفرحة في آن واحد ، فقد أصبحت أريد هذا الدين بكلّ قواي ، ولكن كان من الصعب عليّ أن أُجاهر بالالتزام به على أنّني عزمت على اعتناقه سرّاً بدون معرفة أهلي ، وبدأت أطبّق الكثير من شرائعه كالامتناع عن أكل اللحوم غير الشرعيّة ، ممّا دفع والدتي إلى سؤالي عن السبب، وكان التبرير بأنّي لا أرغب في أكله دون أن أزيد .. فكان أهلي يفاجؤون دون أن يفهموا شيئاً ممّا طرأ لي.

وبعد فترة غير طويلة لم أعد أقدر على إخفاء اعتناقي للإسلام; لأسباب كثيرة منها: عمليّة النجاسة والطهارة في المأكل والملبس ، الوضوء ، القيام بالصلاة في أماكن غير طاهرة ، فاعترفت عندها لأهلي بأنّني اعتنقت الدين الإسلاميّ ، ولكنّهم في أوّل الأمر لم يفهموا شيئاً من قولي ذلك ، لأنّهم ما كانوا يعلمون بماهيّة الدين الإسلاميّ، وما يطلّبه من اتباعه ، وبعد ذلك مررت بفترة عصيبة مع أهلي ; لأنّهم وقفوا في وجهي يعارضون قضيّة إسلامي، خاصّة ارتدائي الحجاب ، حيث اعتبروني خارجة على المدنيّة.

ثمّ ما لبثت أن تعرّفت على زوجي (الدكتور محمّد بشير) في المركز الإسلامي حيث كان يعطي دروساً بالفقه والتجويد واللغة العربيّة، ومررنا بفترة طويلة دون أن تكون هناك علاقة غير عاديّة بيننا .. بعدها فاجأني بطلبه الزواج منّي في الوقت الذي كان يكمل فيه دراسته للطبّ ، ولما عرّفت أهلي بالقصّة سرعان ما وافقوا عليه ، ذلك لأنّهم كانو يعرفونه وكانوا يعجبون بأخلاقه وبعلمه . حصل هذا بعدما خفّت حدّة المشاكل بيني وبين أهلي وأصبحوا يتفهمون وضعي بحكم الواقع ، فباركوا زواجي منه ، وهذا ما وفّر لي جوّاً مريحاً كي أمارس التزامي بالإسلام كما هو المطلوب.

وما لبثنا أن انتقلنا إلى لبنان بعد أن أنهى زوجي دراسته لنستقرّ فيه نهائيّاً.