لينش كوري
لينش كوري (محسن)
(مسيحيّ/ أمريكا)
ولد سنة 1981 م ونشأ في مدينة واشنطن في أمريكا ، ونشأ في أحضان أسرة مسيحيّة ، ثمّ اعتنق مذهب أهل البيت (عليهم السلام) نتيجة لقائه ببعض الأخوة المسلمين ، واقتناعه بالأدلّة والحجج والبراهين التي بيّنوها له حول أحقّيّة الدين الإسلامي الحنيف.
النظام الاقتصاديّ في الإسلام:
إنّ من أهمّ الأمور التي نالت إعجاب "لينش" خلال دراسته للدين الإسلاميّ هو النظام الاقتصاديّ الإسلاميّ ، والمنهج الذي بيّنه الإسلام لكيفيّة الحصول على الثروة ، وكيفيّة استثمارها ، وكيفيّة إنفاقها وتوزيعها بصورة تتحقّق فيها العدالة بين الناس ; لئلاّ يبقى أحد فقيراً ومحتاجاً ، وقد بيّن الإسلام بأنّ الإنسان يتمكّن عن طريق العمل بأن يحصل على خيرات الأرض ، وقد قال تعالى: {فَامْشُوا فِي مَناكِبِها وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ}
وأمّا الإنسان العاجز عن العمل بسبب مرضه أو كبر سنّه أو عجزه أو نتيجة عدم وجود عمل ، فينبغي أن يُعطى هذا الإنسان المحتاج من الأموال العامّة كالزكاة والخمس أو مساعدات الدولة الإسلاميّة ، فكلّ إنسان مضمون المعيشة في الإسلام ، وعلى الدولة أن توفّر له حياة معاشيّة لائقة به من السكن والطعام والتعليم والعلاج وغيره إذا كان عاجزاً عن ذلك.
حلّ الإسلام لمشكلة الفقر:
قال الإمام الصادق(عليه السلام): "إنّ اللّه عزّ وجلّ فرض للفقراء في أموال الأغنياء ما يسعهم ، ولو علم أنّ ذلك لا يسعهم لزادهم ، إنّهم لم يؤتوا من قبل فريضة اللّه ، ولكن من منع من منعهم حقّهم لا ممّا فرض اللّه"
والفقر في الواقع مشكلة تهدّد سلامة المجتمع وتؤدّي إلى التخلّف والانحطاط والجهل والجريمة والكفر والفساد ولهذا اهتم الإسلام بحلّ هذه المشكلة عن طريق معالجة أسبابها.
وقد يكون قلّة الإنتاج سبباً للفقر ، ولهذا نهى الإسلام عن جميع الأمور المؤدية إلى قلّة الانتاج من قبيل الكسل والبطالة ، وأمر بالجد والسعي والعمل فقال تعالى: {فَامْشُوا فِي مَناكِبِها وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ} وقد يكون سبب قلّة الإنتاج هو الجهل بعلوم الصناعة والزراعة وغيرها ، ولهذا أكّد الإسلام على طلب العلم ، وتطوير الحياة عن طريق الاكتشاف والاختراع.
وقد يكون الفقر نتيجة سوء الاستهلاك وهو يعني التبذير والإسراف واستعمال الثروة في الأشياء المحرّمة ، ولهذا حرّم الإسلام هذه الأمور ، فقال تعالى: {وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً * إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كانُوا إِخْوانَ الشَّياطِينِ}
وقد يكون سبب الفقر هو سوء التوزيع وهو أن تحصل فئة من الناس على المال والثروة بكمّيات هائلة وتعيش فئة أخرى حالة الحرمان وعدم القدرة على سدّ حاجات العيش كما هو سائد في النظام الرأسمالي.
وهنا فرض الإسلام بعض القوانين من قبيل الزكاة والخمس والصدقات وغيرها ليتمّ توزيع الثروة بصورة عادلة ، فيؤخذ الخمس والزكاة من الأغنياء ويُعطى للفقراء والمحتاجين.
كما فرض الإسلام على الدولة أن تقوم بتوفير مجالات العمل والإنتاج لكلّ العاطلين ، وتقدّم المعونات والمساعدات للمحتاجين والعاجزين.
كما حرّم الإسلام الربا ; لئلاّ تجتمع الأموال عند فئة من الناس ، وتحرّم منها فئة أخرى ، وحرّم الإسلام الاحتكار ; لكي لا يتلاعب التجّار في الحاجات الضروريّة ، أو بأسعار الأشياء ، فيجمعوا الأموال الكثيرة ، ويبقى الآخرون يعانون من حالة الفقر والحرمان.