لونر هايس
لونر هايس (مهدي)
(مسيحيّ / أمريكا)
ولد في أمريكا ، ونشأ في أسرة مسيحيّة ، ثمّ حصل على شهادة البكالوريوس في علم الأديان ، فاطّلع خلال دراسته الجامعيّة على أصول ومبادىء الدين الإسلاميّ ، فوجد فيه العقائد والمعارف العميقة ، والشريعة المتكاملة والمنسجمة مع العقل والفطرة ، ووجد فيه الجواب الشافي لجميع الأسئلة العالقة بذهنه ، واستنتج خلال مقارنته بين الأديان ، بأنّ الدين الإسلاميّ هو الدين الحقّ الذي ارتضاه الله تعالى لعباده ، فاعتنقه ، ثمّ غيّر اسمه وسمّى نفسه "مهدي" تيمّناً بلقب الإمام صاحب العصر والزمان عجل اللّه تعالى فرجه الشريف.
مميّزات الفكر الإسلاميّ:
إنّ أهم ما دفع "لونر هايس" إلى اعتناق الدين الإسلاميّ الحنيف هو أنّه وجد الفكر الإسلامي يتفاعل مع الواقع، وله حركة شاملة وعميقة في واقع الإنسان والكون ، وليس هو كأفكار بعض الأديان التي ليس لها وجود إلاّ في بطون الكتب وخيال المتفكّرين، والذي مثله كالسراب كلّما يقترب منه الإنسان على أرض الواقع يتلاشى ولا يبقى منه شيء.
وبعبارة أخرى وجد "لونر هايس" الفكر الإسلاميّ فكراً يحمل معه كلّ عوامل البقاء ، وعوامل التحرّك والتطوّر ، وملاءمة الظروف المختلفة ، وهو يفرض نفسه على الواقع من دون أن تؤثّر فيه التيّارات المضادّة التي تحاول تحجيمه وتذويبه إلى حدّ التلاشي.
ومن الأمور الأخرى التي جذبت "لونر هايس" إلى الإسلام هي أنّه وجد هذا الدين لا يحاول الوصول إلى أهدافه عن طريق التوسّل بكلّ وسيلة حتّى لو كانت هذه الوسيلة تطعن الهدف الإسلاميّ في العمق ، بل هو يصرّ على اتّباع وسائل طاهرة وسليمة تتحرّك في إطار الهدف الإسلاميّ ، وقد قال تعالى: {قُلْ لا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُوا اللّهَ يا أُولِي الأَلْبابِ}
إذن فالإسلام يهتمّ بنزاهة الوسيلة ، ولا يدفعه الوصول إلى الهدف إلى إلغاء نزاهة الوسيلة ، كما أنّه لا يتحجّر على وسائل معيّنة ; ليمنعه ذلك من تحقيق الأهداف الإسلاميّة المنشودة ، بل هو يسعى إلى اتّباع الوسائل السليمة والأصيلة والمنسجة مع الواقع ، ولهذا قال الإمام الصادق(عليه السلام): "والعالم بزمانه لا تهجم عليه اللوابس"
إذن فالإسلام يفرض على أتباعه المهتمّين بالتحرّك الرساليّ ; لتغيير الواقع من الحالة السلبيّة إلى الحالة الإيجابيّة ، أوّلاً: معرفة الواقع الذي يبتغون التحرّك فيه ، ورسم المناهج على ضوئه، وثانياً: تشخيص الهدف الذي يراد الوصول إليه وثالثاً: تحديد الوسيلة بين الواقع والهدف الإسلاميّ ، وهي المرحلة التي ينبغي للمسلم أن يستعمل فيها الوسائل السليمة والنزيهة.