كن فيكون

من ويكي علوي
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

كُنْ فَيَكونُ، مصطلح قرآني ورد في بعض الآيات، كالآية 117 من سورة البقرة: قالب:قرآن، ويراد به تحقق الشيء عند إرادة الله ولا دخل لأيّ لفظ في تحققه، كما ذهب إليه المفسرون من الشيعة وكثير من السنة.

ذكر بعض العلماء أن للإنسان أن يبلغ - بطاعة الله - مقامَ "كن فيكون" فإذا أراد شيئاً تحقّق ــ وقد ذُكر هذا المعنى في كثيرٍ من الروايات ــ وهو من مقامات أهل الجنة أيضاً.

مواضع ذكره في القرآن

وردت عبارة "كُنْ فَيكونُ" في القرآن الكريم في ثمانية مواضع:[١]

تفسيرها

اختلف المفسرون من الشيعة وأهل السنة في تفسيرها حيث قالوا:

"في أيّ حال يقول الله للشيء "كُن"؟ فإن كان في حال عدمه فذلك غير ممكن؛ فإن المعدوم ليس شيئا حتّى يُؤمَر وإن كان في حال وجوده فهو غير ممكن أيضا؛ إذ لا يقال للموجود "كن موجودا""،[٨] فذكروا عدّة معانٍ لها، ومنها:

  • أن الخطاب "كُن" للموجود في علم الله، فيأمره بأن يوجد في الخارج.

هذا ما ذهب إليه بعض المفسرين السنة.[٩]

  • أن قوله تعالى "كن" أمر موجّه إلى الخلق الموجودين بأن يتحوّلوا إلى حالة أخرى كأمره تعالى في قوله: قالب:قرآن[١٠] فالأمر بالكون لا يشمل المعدومين.

ذهب إلى هذا التفسير بعض آخر من المفسرين السنة.[١١]

  • أن عبارة "كن فيكون" كناية عن عظمة الله وأنه بمجرّد أن يريد يَحدث مراده،[١٢] وليس هناك أيّ لفظ لإيجاد الأشياء؛ إذ لو كان كذلك للزم التسلسل حيث إن اللفظ نفسه من الكائنات فيحتاج في تحققه إلى لفظ آخر واللفظ الثاني إلى لفظ ثالث وهلمّ جرّا.[١٣]

ذهب إلى هذا التفسير المفسرون الشيعة[١٤] وکثیر من السنة.[١٥] وهناك رواية عن الإمام عليقالب:عليه السلام تفيد هذا المعنى حيث قال:

يَقُولُ لِمَا أَرَادَ كَوْنَه‏ كُنْ فَيَكُونُ لَا بِصَوْتٍ يَقْرَعُ وَلَا نِدَاءٍ يُسْمَعُ وَإِنَّمَا كَلَامُهُ سُبْحَانَهُ فِعْلٌ مِنْهُ أَنْشَأَه‏.[١٦]

وقال بعض العرفاء: إن الأمر بالكون ليس إلا تحقق الشيء وبعبارة أخرى الكائنات كلمات الله.[١٧]

مقام "كن فيكون"

ذكر بعض العلماء كصدر المتألهين والفيض الكاشاني وفقا لبعض الروايات أن للإنسان أن يبلغ - بطاعة الله - مقامَ "كن فيكون"، فإذا أراد شيئا تحقق بإذن الله، وأن من دخل الجنة ينال هذا المقام.[١٨]

ومن هذه الروايات ما ورد في إرشاد القلوب من أن الله يقول: يَا ابْنَ آدَمَ أَنَا أَقُولُ لِلشَّيْ‏ءِ كُنْ فَيَكُونُ، أَطِعْنِي فِيمَا أَمَرْتُكَ أَجْعَلْكَ تَقُولُ لِلشَّيْ‏ءِ كُنْ فَيَكُونُ.[١٩]

ومنها ما نقل عن النبيصلى الله عليه وآله وسلم من أن الله يخاطب أهل الجنة قائلا: إني أقول للشيء "كن" "فيكون" وقد جعلتكم تقولون للشيء "كن" "فيكون".[٢٠]

المصادر والمراجع

  • القرآن الكريم.
  • الديلمي، حسن، إرشاد القلوب إلى الصواب، قم - إيران، الناشر: الشريف الرضي، ط 1، 1412 هـ.
  • السمرقندي، نصر، تفسير السمرقندي المسمى بحر العلوم، المحقق: عمر العمروي، بیروت - لبنان، الناشر: دار الفكر، ط 1، 1416 هـ.
  • شحاتة، عبد الله، تفسير القرآن الكريم، القاهرة - مصر، الناشر: دار الغريب، ط 1، 1421 هـ.
  • الشيرازي، صدر الدين، الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة، بيروت ـ لبنان، الناشر: دار إحياء التراث، 1981 م.
  • الشيرازي، صدر الدين، تفسير القرآن الكريم، قم ـ إيران، الناشر: انتشارات بيدار، 1366 ش.
  • الصمدي، داوود، شرح دفتر دل علامه حسن زاده آملي، د.م، الناشر: نبوغ، د.ت.
  • الطباطبائي، محمد حسين، الميزان في تفسير القرآن، بيروت - لبنان، الناشر: مؤسسة الأعلمي، ط 1، 1417 هـ/ 1997 م.
  • الطبراني، سلیمان، التفسیر الکبیر (تفسير القرآن العظيم)، إربد - الأردن، الناشر: دار الكتاب الثقافي، ط 1، 2008 م.
  • الطبرسي، الفضل بن الحسن، مجمع البيان في تفسير القرآن، تحقیق فضل الله الطباطبايي وهاشم الرسولي، طهران ـ إيران، ناصر خسرو، ط 3، 1372 ش.
  • الطبري، محمد بن جرير، جامع البيان في تفسير القرآن، بيروت - لبنان، الناشر: دار المعرفة، ط 1، 1412 هـ.
  • طنطاوي، محمد سيد، التفسير الوسيط للقرآن الكريم، القاهرة - مصر، الناشر: نهضة مصر، ط 1، 1997 هـ.
  • الطوسي، محمد بن الحسن، التبیان فی تفسیر القرآن، المحقق: أحمد حبیب العاملي، بيروت - لبنان، الناشر: دار إحياء التراث العربي، ط 1، د.ت.
  • الفيض الكاشاني، محمد، تفسير الصافي، المصحّح: حسين الأعلمي، طهران - إيران، الناشر: مكتبة الصّدر، ط 2، 1415 هـ.
  • الفيض الكاشاني، محمد، علم اليقين، قم ـ إيران، الناشر: انتشارات بيدار، 1418 هـ.
  • الكاشاني، فتح الله، زبدة التفاسير، تحقیق مؤسسة المعارف الإسلامية، قم - إيران، الناشر: مؤسسة المعارف الإسلامية، ط 1، 1423 هـ.
  • الماوردي، علي، النكت والعيون تفسير الماوردي، المعلّق: السيد بن عبد المقصود، بيروت ـ لبنان، الناشر: دار الكتب العلمية، ط 1، د.ت.
  • المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار، بيروت - لبنان، الناشر: دار إحياء التراث العربي، ط 2، 1403 هـ.
  • مغنية، محمد جواد، التفسير الكاشف، قم ـ إيران، دار الكتاب الإسلامي، ط 1، 1424 هـ.
  • مكارم الشيرازي، ناصر، الأمثل في تفسیر کتاب الله المنزل، ترجمة محمد علي آذرشب، قم - إيران، مدرسة الإمام علي بن أبي طالبعليه السلام، ط 1، 1421 هـ.
  1. البقرة: 117؛ آل عمران: 47 و59؛ الأنعام: 73؛ النحل: 40؛ مريم: 35؛ يس: 82؛ غافر: 68.
  2. البقرة: 117؛ الأنعام: 73.
  3. البقرة: 117.
  4. آل عمران: 47 و59؛ مريم: 35.
  5. آل عمران: 47.
  6. غافر: 68؛ النحل: 40؛ يس: 82.
  7. غافر: 68.
  8. الطبري، جامع البيان في تفسير القرآن، ج 1، ص 405؛ الماوردي، النكت والعيون، ج 1، ص 178 و179؛ السمرقندي، تفسير السمرقندي، ج 1، ص 88.
  9. الطبري، جامع البيان في تفسير القرآن، ج 1، ص 405؛ السمرقندي، تفسیر السمرقندي، ج 1، ص 88؛ الطوسي، التبيان في تفسير القرآن، ج 1، ص 432؛ الماوردي، النكت والعيون، ج 1، ص 179؛ الطبرسي، مجمع البيان في تفسير القرآن، ج 1، ص 318.
  10. البقرة: 65.
  11. الطبري، الجامع في تفسير القرآن، ج 1، ص 405؛ الطوسي، التبيان في تفسير القرآن، ج 1، ص 432؛ الماوردي، النكت والعيون، ج 1، ص 179.
  12. السمرقندي، تفسير السمرقندي، ج 1، ص 88؛ الطبراني، التفسير الكبير، ج 1، ص 234؛ الطوسي، التبيان في تفسير القرآن، ج 1، ص 431؛ الماوردي، النكت والعيون، ج 1، ص 179؛ الطبرسي، مجمع البيان في تفسير القرآن، ج 1، ص 318؛ الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن، ج 17، ص 115؛ مغنية، التفسير الكاشف، ج 1، ص 187.
  13. الكاشاني، زبدة التفاسير، ج 3، ص 565؛ الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن، ج 17، ص 115.
  14. الفیض الكاشاني، تفسير الصافي، ج 1، ص 184؛ الطبرسي، مجمع البيان في تفسير القرآن، ج 1، ص 318؛ الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن، ج 17، ص 115؛ مکارم، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، ج 1، ص 352؛ مغنية، التفسير الكاشف، ج 1، ص 187.
  15. شحاتة، تفسير القرآن الكريم، ج 1، ص 154؛ طنطاوي، التفسیر الوسيط للقرآن الكريم، ج 1، ص 257.
  16. المجلسي، بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار، ج 74، ص 312.
  17. الصمدي، شرح دفتر دل علامه حسن زاده آملي، ص 52.
  18. الشيرازي، الحكمة المتعالية، ج 6، ص 9 و10.
  19. الديلمي، إرشاد القلوب، ج 1، ص 75.
  20. الشيرازي، الحكمة المتعالية، ج 6، ص 9 و10؛ الفيض الكاشاني، علم اليقين، ج 2، ص 1292؛ الشيرازي، تفسير القرآن الكريم، ج 5، ص 197.