كندي

من ويكي علوي
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

كندي (محمّد محمّدي)

(مسيحيّ / أمريكا)

ولد في أمريكا ، ونشأ في أسرة مسيحيّة ، ثمّ واصل دراسته الأكاديميّة حتّى غدا مهندساً في مجال الكومبيوتر ، وبقى على انتمائه العقائديّ الموروث حتّى تعرّف على شخص مسلم ، فدار بينهما الحديث حول الأمور العقائديّة.

آثار الدين المعنويّة:

لم يكن "كندي" مهتمّاً بشأن دينه ولكنّه أدرك بعد حواره مع صديقه المسلم بأنّ الدين يؤدّي إلى الصعود نحو الكمال ; لأنّ ارتباط الإنسان المباشر بعالم المادّة قد يدفعه إلى اقتصار اهتماماته عليها ، وحبس وعيه في سجنها الضيّق ، فيؤدّي به ذلك إلى الحرمان من التوجّه إلى الله ، وفقدان سرّ السعادة ومصدر الكمال الإنسانيّ ، لكن الدين الصحيح هو الذي يرتفع بالإنسان فوق مستوى الحسّ المادّيّ البهيميّ ، ويرفع طموحه فوق الغايات المادّية والنزعات الغريزيّة ، ويمنحه منهجاً روحيّاً يتسامى به إلى إنسانيّته العليا.

فتكون هموم هكذا شخص أرقى من مرحلة الدنيا ، بل تكون الدنيا في نظره مرحلة عابرة ومحطّة تهيّئه للانتقال إلى عالم أسمى ، وحياة أرقى وهي الآخرة.

ومن هنا يعيش هذا الإنسان المؤمن أسمى مراتب السعادة الروحيّة ، وأرقى درجات اليقين والاطمئنان ، فلا يكون أمامه شيء مجهول يخشى منه ، ولا يشعر بالفناء والعدم ، فتتنغّص عليه حياته ، بل يعيش دائماً في أمل التكامل، والانتقال إلى عالم ملؤه السرور والسعادة والاستقرار.

ومن جهة أخرى فانّ الإنسان بفطرته يميل نحو التعبّد والتقديس ، والاتّجاه نحو مقدّس عظيم ، والدين الصحيح هو الذي يوجّه الإنسان نحو الخالق والمعبود الحقيقيّ ، ويصونه من عبودية غير الله تعالى، من قبيل عبوديّة الطغاة والأهواء والمطامع والشهوات والأموال والسلطة والجاه وغير ذلك من العبادات المنحرفة ، ولهذا تتّجه حياة الإنسان في ظلّ انتمائه إلى الدين الصحيح نحو الاتّجاه المنسجم مع قيم الحقّ والاستقامة والكمال.

ومن جهة أخرى فإنّ الدين يمنح الإنسان الإحساس بالمسؤوليّة نتيجة تأثّره بعلاقته الواعية مع الله تعالى.

فالإنسان المؤمن يشعر بأنّ الله تعالى معه دائماً وهو عزّ وجلّ يراه ويعلم به ويراقبه {عالِمِ الْغَيْبِ لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقالُ ذَرَّة فِي السَّماواتِ وَلا فِي الأَرْضِ وَلا أَصْغَرُ مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْبَرُ إِلاّ فِي كِتاب مُبِين}، كما قال تعالى عن علمه: {يَعْلَمُ خائِنَةَ الأَعْيُنِ وَما تُخْفِي الصُّدُورُ}

وهذا الشعور يدفع الإنسان نحو أداء واجباته والنهوض بمسؤوليّاته في شتّى أصعدة الحياة ، ويحفّزه لاحترام حدود الله وشريعته والالتزام بتكاليف الله وقوانينه.

التحلّي بالدين الإسلاميّ الحنيف:

إن إلمام "كندي" بالآثار المعنويّة للدين دفعه للبحث عن الدين الصحيح ، فجدّد النظر في عقائده الموروثة ، وقام بغربلتها وتمحيصها وتمييز الغثّ من الثمين ، ثمّ درس الإسلام ، وتعرّف على حججه وبراهينه ، فكانت النتيجة أنّه اقتنع قناعة كاملة بأحقّيّة الدين الإسلاميّ ، فاعتنقه ، وانتمى إلى مذهب أهل البيت(عليهم السلام).