كارلوس كونتفيراس
كارلوس كونتفيراس (مجاهد)
(مسيحيّ / أمريكا)
ولد سنة 1974 م في مدينة "لوس أنجلس" التابعة لولاية "كالفورنيا" بأمريكا ، ونشأ في أسرة مسيحيّة إسبانيّة الجذور ، وتعرّف على الإسلام عن طريق الاقتناع بأسس ومبادىء الإسلام ، ثمّ انتمى في البداية إلى مذهب أهل السنّة والجماعة ، وذلك لكثرة عددهم بين المسلمين ، ولكنّه أدرك بعد ذلك بأنّ الأكثرية لا تمثّل الحقّ ، فواصل بحثه واطّلع على العديد من المذاهب الإسلاميّة ، حتّى عرف بأنّ الحقّ مع مذهب أهل البيت(عليهم السلام) فأعلن استبصاره سنة 2001 في ولاية "واشنطن".
الإمامة بين النصّ والشورى:
عرف "كارلوس" خلال دراسته للمذاهب الإسلاميّة بأنّ السبب الأساسيّ الذي اختلف فيه أهل السنّة والشيعة هو مسألة الإمامة ، فذهب أهل السنّة إلى مبدأ الشورى ، وذهب أتباع مذهب أهل البيت (عليهم السلام) إلى مبدأ الاصطفاء الإلهيّ للإمامة.
وتبيّن لـ "كارلوس" بعد البحث بأنّ الأدلّة الشرعيّة تثبت مبدأ الشيعة ، وذلك لأنّ الرسول (صلى الله عليه وآله) قد نصبّ الإمام عليّاً(عليه السلام) في العديد من المرّات من بعده ، وجعله بأمر من الله تعالى خليفة من بعده.
ومن جهة أخرى فإنّ الناس قد تقع في أفظع الأخطاء وأسوء النتائج فيما لو ترك أمر اختيار الإمام إليهم ، لأنّ مقياس الانتخاب عند الناس يختلف عن مقاييس الرسالة ; لأنّ عقول الناس ـ بصورة عامّة ـ في أعينهم ، وقد تغريهم الأهواء والمصالح، والنفس الأمّارة بالسوء ، والجهل والشيطان فتحرفهم عن الخطّ المستقيم ، فيمنعهم ذلك عن انتخاب الشخصيّة التي لها الكفاءة لهذا المقام الشامخ ، فيؤدّي بهم هذا الأمر في نهاية المطاف إلى المصير الأسود ، والانحطاط والابتعاد عن الإسلام.
كما أنّ الله تعالى أهتمّ بالناس في مجال إخراجهم من الظلمات إلى النور ، فكيف يتركهم سدى مرةً أخرى بترك العنان لهم باختيار قائد قد يخرجهم من النور إلى الظلمات!
وعموماً فإنّ العقليّة البشريّة قائمة ـ بصورة عامّة ـ على أساس المظاهر المادية والمكانة الاجتماعية دون النظر إلى الحقائق والكفاءات العلمية ، ولهذا اعترض المشركون على رسول الله(صلى الله عليه وآله) ، وقالوا له: {لَوْ لا نُزِّلَ هذَا الْقُرْآنُ عَلى رَجُل مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيم}
كما أنّ بني إسرائيل عندما قال لهم نبيّهم: {إِنَّ اللّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طالُوتَ مَلِكاً قالُوا أَنّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمالِ قالَ إِنَّ اللّهَ اصْطَفاهُ عَلَيْكُمْ وَزادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشاءُ وَاللّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ}
ولو سلّمنا بصحّة مبدأ الشورى ، فإنّها تتمّ فيما لو لم يكن هناك اختيار إلهيّ ، ولكن الأدلّة تثبت بأنّ الله تعالى جعل أئمّة اثني عشر بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله)لهذه المهمّة ، فلهذا لا يجوز بعد هذا أن يبدي أحد رأيه على خلاف التعيين الإلهي ، وقد قال تعالى: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الظّالِمُونَ}