قصر بني مقاتل
قصر بني مقاتل
نسب هذا القصر إلى مقاتل بن حسان بن أوس ، وقد قال فيه ابن طخماء الأسدي:
كأن لم يكن بالقصر ، قصر مقاتل * وزورة طلّ ناعم وصديق
وأني ، وإن كانوا نصارى ، أحبّهم * ويشتاق قلبي نحوهم ويتوق
وأشار عبيد اللّه بن الحر الجعفي إلى قصر بني مقاتل بقوله:
وبالقصر ، ما جرّبتموني ، فلم أخم * ولم أك وقّافا ولا طائشا فشل
وبارزت أقواما بقصر مقاتل * وضاربت أبطالا ونازلت من نزل
فلا بصرة أمي ، ولا كوفة أبي * ولا أنا يثنيني عن الرحلة الكسل
فلا تحسبنّي ، ابن الزبير ، كناعس * إذا حلّ أغفى أو يقال له : ارتحل
فإن لم أزرك ، الخيل تردى عوابسا * بفرسانها حولي ، فما أنا بالبطل
وحدد ياقوت الحموي موقع قصر بني مقاتل بالقرب من موضع ( القطقطانة ) وسلام والقريات ، على حافّة البادية على طريق الحج المؤدي إلى الديار المقدسة . وقال :
أن سلام موضع عند قصر مقاتل بين عين التمر والشام ، وقال آخر إنه منزل بعد قصر بني مقاتل للمغرّب الذي يطلب السماوة أما ( القريات ) فهي جمع تصغير القرية من منازل طي وقد نزل الإمام الحسين عليه السلام في قصر بني مقاتل أثناء طريقه إلى مدينة الكوفة ، وقد دخل عليه عمرو بن قيس المشرقي وابن عمّ له ، فسلّما على الحسين عليه السلام ، فقال لهما : أجئتما لنصرتي ؟ والتقى عبيد اللّه بن الحر الجعفي في هذا القصر الإمام الحسين عليه السلام بعد استشهاد مسلم بن عقيل ( عليه السلام ).
وقد نزل في قصر بني مقاتل بعض الثوار في العصر الأموي وولاة الكوفة . ففي عام 76 ه مرّ شبيب الخارجي على هذا القصر في عهد الحجاج بن يوسف الثقفي . وفي عام 126 ه نزله خالد بن عبد اللّه القسري بعد أن أطلق سراحه هشام بن عبد الملك . وفي عام 170 ه أقام فيه هارون الرشيد أربعين يوما بعد أن خلعه الهادي.