فارس بن حاتم
فارس بن حاتم:
قال النجاشي: «فارس بن حاتم بن ماهويه القزويني، نزل العسكر، قل ما روى الحديث إلا شاذا، له كتاب الرد على الواقفة، و كتاب الحروب، و كتاب التفضيل، و كتاب الرد على الإسماعيلية». و عده الشيخ في رجاله من أصحاب الهادي(ع)(3)، قائلا: «فارس بن حاتم القزويني غال، ملعون». و قال ابن الغضائري: «فارس بن حاتم بن ماهويه القزويني: فسد مذهبه، و قتله بعض أصحاب أبي محمد(ع)بالعسكر، لا يلتفت إلى حديثه، و له كتب كلها تخليط». و تقدم عنه في ترجمة أخيه طاهر أنه كانت له حال استقامة، و لكنها لا تثمر. و قال الكشي (384): «
قال نصر بن الصباح: الحسن بن محمد المعروف بابن بابا، و محمد بن نصير النميري، و فارس بن حاتم القزويني، لعن هؤلاء الثلاثة علي بن محمد العسكري ع
». و قال في (391): فارس بن حاتم القزويني و هو منهم (من الغلاة): 1-
وجدت بخط جبرئيل بن أحمد، حدثني موسى بن جعفر بن وهب، عن محمد بن إبراهيم، عن إبراهيم بن داود اليعقوبي، قال: كتبت إليه (يعني أبا الحسن ع) أعلمه أمر فارس بن حاتم، فكتب: لا تحفلن به، و إن أتاك فاستخف به.
و بهذا الإسناد عن موسى، قال: كتب عروة إلى أبي الحسن ع
في أمر فارس بن حاتم، فكتب: كذبوه و اهتكوه، أبعده الله و أخزاه، فهو كاذب في جميع ما يدعي و يصف، و لكن صونوا أنفسكم عن الخوض و الكلام في ذلك، و توقوا مشاورته، و لا تجعلوا له السبيل إلى طلب الشر، كفانا الله مئونته و مئونة من كان مثله.
و بهذا الإسناد، قال موسى بن جعفر، عن إبراهيم بن محمد، أنه قال: كتبت إليه جعلت فداك قبلنا أشياء يحكى عن فارس و الخلاف بينه و بين علي بن جعفر، حتى صار يبرأ بعضهم من بعض، فإن رأيت أن تمن علي بما عندك فيهما و أيهما يتولى حوائج قبلك حتى لا أعدوه إلى غيره، فقد احتجت إلى ذلك، فعلت متفضلا إن شاء الله؟ فكتب: ليس عن مثل هذا يسأل و لا في مثله يشك، قد عظم الله قدر علي بن جعفر متعنا الله تعالى به عن أن يقايس إليه، فاقصد علي بن جعفر بحوائجك، و اخشوا فارسا، و امتنعوا من إدخاله في شيء من أموركم، تفعل ذلك أنت و من أطاعك من أهل بلادك، فإنه قد بلغني ما تموه به على الناس فلا تلتفتوا إليه إن شاء الله.
و ذكر الفضل بن شاذان في بعض كتبه: أن من الكذابين المشهورين الفاجر فارس بن حاتم القزويني.
حدثني الحسين بن الحسن بن بندار القمي، قال: حدثني سعد بن عبد الله بن أبي خلف القمي، قال: حدثني محمد بن عيسى بن عبيد، أن أبا الحسن العسكري(ع)أمر بقتل فارس بن حاتم، و ضمن لمن قتله الجنة، فقتله جنيد، و كان فارس فتانا، يفتن الناس و يدعوهم إلى البدعة، فخرج من أبي الحسن(ع): هذا فارس لعنه الله يعمل من قبلي فتانا داعيا إلى البدعة، و دمه هدر لكل من قتله، فمن هذا الذي يريحني منه و يقتله، و أنا ضامن له على الله الجنة.
قال سعد: و حدثني جماعة من أصحابنا من العراقيين و غيرهم، هذا الحديث عن جنيد، قال: سمعته أنا بعد ذلك من جنيد أرسل إلي أبو الحسن العسكري(ع)يأمرني بقتل فارس بن حاتم لعنه الله، فقلت: لا حتى أسمعه منه يقول لي ذلك يشافهني به، قال: فبعث إلي فدعاني فصرت إليه، فقال: آمرك بقتل فارس بن حاتم، فناولني دراهم من عنده، و قال: اشتر بهذه سلاحا فأعرضه علي، فاشتريت سيفا فعرضته عليه، فقال: رد هذا و خذ غيره، قال فرددت و أخذت مكانه ساطورا فعرضته عليه، فقال: هذا نعم، فجئت إلى فارس، و قد خرج من المسجد بين الصلاتين المغرب و العشاء، فضربته على رأسه فصرعته، فثنيت عليه فسقط ميتا و وقعت الضجة، فرميت الساطور من يدي، و اجتمع الناس و أخذوا يدورون إذ لم يوجد هناك أحد غيري، فلم يروا معي سلاحا و لا سكينا، و طلبوا الزقاق و الدور فلم يجدوا شيئا و لم يروا أثر الساطور بعد ذلك
. أقول: ذكر هذه الرواية ابن شهرآشوب في المناقب: الجزء 4، باب إمامة أبي الحسن علي بن محمد النقي، في (فصل في آياته ع)، لكنه ذكر بدل جنيد أبو جنيد. ثم قال الكشي (391):
قال سعد: و حدثني محمد بن عيسى بن عبيد أنه كتب إلى أيوب بن نوح يسأله عما خرج إليه في الملعون فارس بن حاتم في جواب كتاب الجبلي علي بن عبيد الله الدينوري، فكتب إليه أيوب: سألتني أن أكتب إليك بخبر ما كتب به إلي في أمر القزويني فارس، فقد نسخت لك في كتابي هذا أمره، و كان سبب ذلك خيانته، ثم صرفته إلى أخيه، فلما كان في سنتنا هذه أتاني و سألني، و طلب إلي في حاجته و في الكتاب إلى أبي الحسن أعزه الله، فدفعت ذلك عن نفسي، فلم يزل يلح علي في ذلك حتى قبلت ذلك منه، و أنفذت الكتاب و مضيت إلى الحج، ثم قدمت فلم يأت جوابات الكتب التي أنفذتها قبل خروجي، فوجهت رسولا في ذلك، فكتب إلي ما قد كتبت به إليك، و لو لا ذلك لم أكن أنا ممن يتعرض لذلك، حتى كتب به إلى الجبلي يذكر أنه وجه بأشياء على يدي الفارس الخائن لعنه الله متقدمة و متجددة لها قدر، فأعلمناه أنه لم يصل إلينا أصلا، و أمرناه أن لا يوصل إلى الملعون شيئا أبدا، و أن يصرف حوائجه إليك، و وجه بتوقيع من فارس بخط له بالوصول، لعنه الله و ضاعف عليه العذاب، فما أعظم ما اجترأ على الله عز و جل و علينا في الكذب علينا و اختيان أموال موالينا، و كفى به معاقبا و منتقما، فأشهر فعل فارس في أصحابنا الجبليين و غيرهم من موالينا، و لا تتجاوز بذلك إلى غيرهم من المخالفين، كيما تحذر ناحية فارس لعنه الله، و تجنبوه و تحرسوا منه كفى الله مئونته، و نحن نسأل الله السلامة في الدين و الدنيا، و أن يمتعنا بها و السلام.
قال أبو النضر: سمعت أبا يعقوب يوسف بن السخت قال: كنت بسرمنرأى أتنفل في وقت الزوال، إذ جاء إلي علي بن عبد الغفار، فقال لي: أتاني العمري (رحمه الله) فقال لي: يأمرك مولاك أن توجه رجلا ثقة في طلب رجل يقال له علي بن عمرو العطار، قدم من قوم قزوين، و هو ينزل في جنبات دار أحمد بن الخضيب، فقلت: سماني؟ فقال: لا و لكن لم أجد أوثق منك، فدفعت إلى الدرب الذي فيه علي فوقفت على منزله فإذا هو عند فارس، فأتيت عليا فأخبرته فركب و ركبت معه فدخل على فارس فقام إليه و عانقه و قال: كيف أشكر هذا البر؟ فقال: لا تشكرني فإني لم آتك إنما بلغني أن علي بن عمرو قدم يشكو ولد سنان و أنا أضمن له مصيره إلى ما يحب فدله عليه فأخذه بيده فأعلمه أني رسول أبي الحسن(ع)و أمره أن لا يحدث في المال الذي معه حدثا و أعلمه أن لعن فارس قد خرج و وعده أن يصير إليه من غد، ففعل، فأوصله العمري، و سأله عما أراد و أمر بلعن فارس، و حمل ما معه.
ابن مسعود قال: حدثني علي بن محمد، قال: حدثني محمد بن أحمد، عن محمد بن عيسى، عن أبي محمد الرازي، ورد علينا رسول من قبل الرجل:
أما القزويني فارس فإنه فاسق منحرف، و يتكلم بكلام خبيث فلعنه الله.
و كتب إبراهيم بن محمد الهمداني مع جعفر ابنه في سنة (ثمان) و أربعين و مائتين يسأله عن العليل و عن القزويني، أيهما يقصد بحوائجه و حوائج غيره، فقد اضطرب الناس فيهما و صار يبرأ بعضهم من بعض؟ فكتب إليه: ليس عن مثل هذا يسأل و لا في مثله يشك، و قد عظم الله من حرمة العليل أن يقاس عليه القزويني، سمي باسمهما جميعا، فاقصد إليه بحوائجك، و من أطاعك من أهل بلادك أن يقصدوا إلى العليل بحوائجهم و أن يجتنبوا القزويني أن يدخلوه في شيء من أمورهم، فإنه قد بلغني ما تموه به عند الناس فلا تلتفتوا إليه إن شاء الله، و قد قرأ منصور بن العباس هذا الكتاب و بعض أهل الكوفة.
محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد، قال: حدثني محمد بن أحمد، عن محمد بن عيسى، قال: قرأنا في كتاب الدهقان، و خط الرجل في القزويني، و كان كتب إليه الدهقان يخبره باضطراب الناس في هذا الأمر و أن الموادعين قد أمسكوا عن بعض ما كانوا فيه لهذه العلة من الاختلاف، فكتب: كذبوه و اهتكوه أبعده الله و أخزاه، كاذب في جميع ما يدعي و يصف، و لكن صونوا أنفسكم عن الخوض و الكلام في ذلك، و توقوا مشاورته و لا تجعلوا له السبيل إلى طلب الشر، كفى الله مئونته و مئونة من كان مثله.