عمر بن حنظلة
عمر بن حنظلة
عده الشيخ في رجاله (تارة) في أصحاب الباقر(ع)(64)، قائلا: «عمر يكنى أبا صخر، و علي ابنا حنظلة كوفيان عجليان»، و (أخرى) في أصحاب الصادق(ع)(451)، قائلا: «عمر بن حنظلة العجلي البكري، الكوفي». و عده البرقي أيضا (تارة) من أصحاب الباقر(ع)، قائلا: «عمر بن حنظلة»، و (أخرى) من أصحاب الصادق(ع)، قائلا: «عمر و علي ابنا حنظلة العجليان، عربيان، كوفيان، و كنية عمر أبو صخر». أقول: إن الرجل لم ينص على توثيقه، و مع ذلك ذهب جماعة منهم الشهيد الثاني إلى وثاقته، و استدل على ذلك بوجوه: الأول:
ما رواه محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن يزيد بن خليفة، قال: قلت لأبي عبد الله(ع): إن عمر بن حنظلة أتانا عنك بوقت، فقال: أبو عبد الله(ع): إذا لا يكذب علينا (الحديث). الكافي: الجزء 3، باب وقت الظهر و العصر من كتاب الصلاة 5، الحديث 1.
و الجواب أن الرواية ضعيفة السند، فإن يزيد بن خليفة واقفي لم يوثق، فلا يصح الاستدلال بها على شيء. الثاني:
ما رواه الصفار، عن الحسن بن علي بن عبد الله، عن الحسين بن علي بن فضال، عن داود بن أبي يزيد، عن بعض أصحابنا، عن عمر بن حنظلة، فقال: قلت لأبي جعفر(ع): إني أظن أن لي عندك منزلة، قال: أجل (الحديث). بصائر الدرجات: الجزء 4، نادر من الباب (باب 12 في الأئمة(ع)أنهم أعطوا اسم الله الأعظم)، الحديث 1.
و الجواب عنه ظاهر، فإن الرواية عن نفس عمر بن حنظلة، على أنها ضعيفة و لا أقل من جهة الإرسال، مضافا إلى أنها لا تدل على الوثاقة. الثالث:
ما رواه محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن عمر بن حنظلة، عن أبي عبد الله(ع)، قال: يا عمر لا تحملوا على شيعتنا، و ارفقوا بهم، فإن الناس لا يحتملون ما تحملون. الروضة: الحديث 522.
و الجواب: أن ذلك شهادة من عمر بن حنظلة لنفسه، و هي غير مسموعة. الرابع:
ما رواه محمد بن يعقوب، عن محمد بن الحسن، عن سهل بن زياد،
عن ابن سنان، عن محمد بن مروان العجلي، عن علي بن حنظلة، قال: سمعت أبا عبد الله(ع)يقول: اعرفوا منازل الناس على قدر رواياتهم عنا. الكافي: الجزء 1، باب النوادر، من كتاب فضل العلم 16، الحديث 13.
دلت الرواية على أن كثرة رواية شخص عن المعصومين(ع)تدل على عظمة مكانه، و من الظاهر أن عمر بن حنظلة كثير الرواية. و الجواب أن الرواية ضعيفة بسهل بن زياد و بابن سنان، فإنه محمد بن سنان بقرينة رواية سهل بن زياد عنه، و محمد بن مروان العجلي مجهول، هذا، مع أن كثرة الرواية إذا لم يعلم صدق الراوي لا تكشف عن عظمة الشخص بالضرورة. الخامس: أن المشهور عملوا برواياته، و من هنا سموا روايته في الترجيح عند تعارض الخبرين بالمقبولة. و الجواب أن الصغرى غير متحققة، و تسمية رواية واحدة من رواياته بالمقبولة لا تكشف عن قبول جميع رواياته، و على تقدير تسليم الصغرى فالكبرى غير مسلمة، فإن عمل المشهور لا يكشف عن وثاقة الراوي، فلعله من جهة البناء على أصالة العدالة من جمع و تبعهم الآخرون. السادس: أن الأجلاء كزرارة، و عبد الله بن مسكان، و صفوان بن يحيى و أضرابهم قد رووا عنه. و الجواب عن ذلك أن رواية الأجلاء لا تدل على الوثاقة كما أوضحنا ذلك فيما تقدم. و طريق الصدوق إليه الحسين بن أحمد بن إدريس- رضي الله عنه-، عن أبيه، عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن محمد بن عيسى، عن صفوان بن يحيى، عن داود بن الحصين، عن عمر بن حنظلة، و الطريق ضعيف بالحسين بن أحمد.
طبقته في الحديث
وقع بهذا العنوان في أسناد كثير من الروايات تبلغ سبعين موردا. فقد روى عن أبي عبد الله(ع)، و الشيخ(ع)، و عن حمران. و روى عنه أبو أيوب الخزاز، و أبو جميلة، و أبو المغراء، و ابن بكير، و ابن رئاب، و ابن مسكان، و أحمد بن عائذ، و إسماعيل، و إسماعيل الجعفي، و حريز، و حمزة بن حمران، و داود بن الحصين، و زرارة، و سيف بن عميرة، و صفوان بن يحيى، و عبد الكريم بن عمر الخثعمي، و عبد الله بن بكير، و علي بن الحكم، و علي بن رئاب، و عمر بن أبان، و منصور بن حازم، و هشام بن سالم، و يزيد بن خليفة.
اختلاف الكتب
روى الكليني بسنده عن ابن مسكان، عن الحارث بن المغيرة، و عمر بن حنظلة، و منصور بن حازم، عن أبي عبد الله(ع). الكافي: الجزء 3، كتاب الصلاة 4، باب وقت الظهر و العصر 5، الحديث 4. و رواها بعد هذه الرواية بلا فصل باختلاف في صدر السند و فيها: عن منصور بدل و منصور بن حازم، و الصحيح ما في المورد الأول الموافق للوافي و الوسائل: و من ذلك يظهر ما رواه الشيخ في التهذيب أيضا: الجزء 2، باب أوقات الصلاة، الحديث 63 و فيه هكذا: صفوان بن يحيى، عن الحارث بن المغيرة النصري، و عمر بن حنظلة، عن منصور بن حازم، عن أبي عبد الله(ع)، و الإستبصار: الجزء 1، باب أول وقت الظهر و العصر، الحديث 898، إلا أن فيه: و منصور بن حازم بدل عن منصور بن حازم، و هو الصحيح كما تقدم، فإن الشيخ رواها أيضا في التهذيب: في باب المواقيت، الحديث 977، من الجزء المتقدم، و الإستبصار: الباب المذكور، الحديث 896، و فيهما: عمر بن حنظلة، عن أبي
عبد الله(ع)بلا واسطة. روى الشيخ بسنده عن موسى بن بكر، عن عمر بن حنظلة، عن أبي عبد الله(ع). التهذيب: الجزء 7، باب الزيادات في فقه النكاح، الحديث 1883. و رواها أيضا في الجزء 8، باب أحكام الطلاق، الحديث 183. و الإستبصار: الجزء 3، باب من طلق امرأته ثلاثة تطليقات، الحديث 1022. و لكن رواها محمد بن يعقوب في الكافي: الجزء 5، كتاب النكاح 3، باب تزويج المرأة التي تطلق على غير سنة 79، الحديث 4 و فيه علي بن حنظلة بدل عمر بن حنظلة، و قد تقدم الكلام في علي بن حنظلة، و ذكرنا أنه الصحيح.