عمار بن موسى

من ويكي علوي
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

عمار بن موسى:

وقع بهذا العنوان في أسناد كثير من الروايات تبلغ مائة و ثمانية و عشرين موردا. فقد روى عن أبي عبد الله(ع)في جميع ذلك. و روى عنه أبو الحسن الساباطي، و حماد بن عثمان، و عمر بن شداد الأزدي أبو الحسن، و محمد بن سنان، و مروان، و مروان بن مسلم، و مصدق، و مصدق بن صدقة، و السري.

قال النجاشي: «عمار بن موسى الساباطي أبو الفضل، مولى، و أخواه قيس و صباح، رووا عن أبي عبد الله(ع)، و أبي الحسن(ع)، و كانوا ثقات في الرواية، له كتاب يرويه جماعة، أخبرنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد، قال: حدثنا علي بن الحسن بن فضال، قال: حدثنا عمرو بن سعيد، عن مصدق بن صدقة، عنه، بكتابه». و قال الشيخ (527): «عمار بن موسى الساباطي: و كان فطحيا، له كتاب كبير، جيد، معتمد، رويناه بالإسناد الأول، عن سعد، و الحميري، عن أحمد بن الحسن بن علي بن فضال، عن عمرو بن سعيد المدائني، عن مصدق بن صدقة، عنه».

و أراد بالإسناد الأول: أبا عبد الله (المفيد)، عن محمد بن علي بن الحسين، عن أبيه، عن سعد. و عده في رجاله (تارة) في أصحاب الصادق(ع)(436)، قائلا: «عمار بن موسى أبو اليقظان الساباطي، و أخوه صباح». و (أخرى) في أصحاب الكاظم(ع)(15)، قائلا: «عمار بن موسى الساباطي: كوفي، سكن المدائن، روى عن أبي عبد الله ع». و عده البرقي في أصحاب الصادق(ع)، قائلا: «عمار بن موسى الساباطي: كوفي، و أصله من المدائن»، و في أصحاب الكاظم(ع)و ذكر نحوه. روى عن أبي عبد الله(ع)، و روى عنه مصدق بن صدقة. كامل الزيارات: الباب 4، في فضل الصلاة في مسجد رسول الله(ص)، الحديث 1. و عده محمد بن مسعود من فقهاء أصحابنا، تقدم ذلك في ترجمة عبد الله بن بكير، و عده الشيخ المفيد في رسالته العددية، من الفقهاء و الأعلام الرؤساء المأخوذ منهم الحلال و الحرام، و الفتيا و الأحكام، الذين لا يطعن عليهم و لا طريق إلى ذم واحد منهم. قال الشيخ: قد ضعفه (عمارا الساباطي) جماعة من أهل النقل و ذكروا أن ما ينفرد بنقله لا يعمل به لأنه كان فطحيا، غير أنا لا نطعن عليه بهذه الطريقة لأنه و إن كان كذلك فهو ثقة في النقل، لا يطعن عليه، فيه. التهذيب: الجزء 7، باب بيع الواحد بالاثنين، ذيل الحديث 435، و الإستبصار: الجزء 3، باب النهي عن بيع الذهب بالفضة نسيئة، ذيل الحديث 325. و ذكر في العدة وجوب العمل برواية سائر فرق الشيعة إذا كان الراوي موثوقا به و متحرجا في روايته، و لم يكن على خلافها رواية من العدل الثقة، و لم

يعرف من الطائفة العمل بخلافها، و قال: و لأجل ما قلناه عملت الطائفة بأخبار الفطحية، و أخبار الواقفة .. (إلخ). و دلالة هذا الكلام على توثيق عمار الساباطي، الذي هو من رؤساء الفطحية ظاهرة. و على هذا الأساس بنى في الإستبصار: الجزء 1، في باب السهو في صلاة المغرب بعد ذكر روايتين رواهما عمار، الدالتين على البناء على الأكثر في صلاة المغرب، و عدم بطلانها بالشك، فقال: فالوجه في هذين الخبرين أن لا يعارض بهما الأخبار الأولة، لأن الأصل فيهما واحد و هو عمار الساباطي، و هو ضعيف فاسد المذهب، لا يعمل على ما يختص بروايته، و قد اجتمعت الطائفة على ترك العمل بهذا الخبر .. (إلخ)، ذكر ذلك ذيل الحديث 1413. ثم إن الكشي ذكر عدة روايات مادحة لعمار لكن جميعها ضعيفة، فقال (130): عمار بن موسى الساباطي: «كان فطحيا،

و روي عن أبي الحسن موسى(ع)أنه قال: استوهبت عمارا من ربي تعالى فوهبه لي.

نصر بن الصباح، قال: حدثني الحسن بن علي بن أبي عثمان السجادة، قال: حدثني قاسم الصحاف، عن رجل من أهل المدائن يعرفه القاسم، عن عمار الساباطي، قال: قلت لأبي عبد الله(ع): جعلت فداك، أحب أن تخبرني باسم الله تعالى الأعظم، فقال لي: إنك لن تقوى على ذلك، قال: فلما ألححت قال: فمكانك إذا، ثم قام فدخل البيت هنيئة ثم صاح بي: ادخل فدخلت، فقال لي: ما ذلك؟ فقلت: أخبرني به جعلت فداك، قال: فوضع يده على الأرض، فنظرت إلى البيت يدور بي، و أخذني أمر عظيم كدت أهلك، فضحك، فقلت: جعلت فداك حسبي، لا أريد ذا».

و قال في (270): «علي بن محمد، قال: حدثني محمد بن أحمد بن يحيى، عن إبراهيم بن هاشم، عن عبد الرحمن بن حماد الكوفي، عن مروك، عن رجل،

قال: قال لي أبو الحسن الأول(ع): إني استوهبت عمارا الساباطي عن ربي فوهبه لي».

أقول: هذه الرواية في بعض النسخ رواها مروك، عن أبي الحسن الأول(ع)، و لأجل ذلك ذهب بعضهم إلى أنها صحيحة، و يرده أولا: أن الظاهر صحة النسخة التي هي مشتملة على كلمة رجل بعد كلمة مروك بقرينة الرواية التي بعدها، و (ثانيا): أن علي بن محمد لم يوثق، فالرواية غير صحيحة.

و قال في (363): «محمد بن قولويه، قال: حدثني سعد بن عبد الله القمي، عن عبد الرحمن بن حماد الكوفي، عن مروك بن عبيد، عن رجل، قال: قال أبو الحسن(ع): استوهبت عمارا الساباطي من ربي فوهبه لي».

فتلخص مما ذكرنا: أنه لا ينبغي الإشكال في وثاقة عمار بن موسى، و لكنه مع ذلك ذكره العلامة في (6) من الباب (12) من حرف العين، و ابن داود في (348) في القسم الثاني. و الوجه في ذلك فساد عقيدة عمار و بقاؤه على الفطحية إلى أن مات. و يدل على ذلك قول الكشي أنه كان فطحيا، و قد عرفت أن ما روي من استيهاب أبي الحسن(ع)عمارا ضعيف لا يعتمد عليه. و تقدم في ترجمة عبد الله بن جعفر بن محمد بن علي، قول هشام بن سالم، فكل من دخل عليه (الرضا ع) قطع عليه، إلا طائفة عمار الساباطي، و قد مر عن الشيخ أيضا أنه لا يعمل بما ينفرد عمار بروايته فإنه ضعيف فاسد العقيدة، و بذلك يظهر فساد ما أصر عليه بعضهم من رجوع عمار بن موسى إلى الحق و القول بإمامة موسى بن جعفر(ع)بعد أبيه. و كيف كان، فطريق الصدوق إليه: أبوه و محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد- رضي الله عنهما-، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن الحسن بن علي بن فضال، عن عمرو بن سعيد المدائني، عن مصدق بن صدقة، عن عمار بن

موسى الساباطي، و الطريق كطريق الشيخ إليه صحيح.