علي بن محمد بن شيرة القاساني
علي بن محمد بن شيرة القاساني:
قال النجاشي: «علي بن محمد بن شيرة القاساني أبو الحسن كان فقيها، مكثرا من الحديث، فاضلا، غمز عليه أحمد بن محمد بن عيسى، و ذكر أنه سمع منه مذاهب منكرة، و ليس في كتبه ما يدل على ذلك، له كتاب التأديب، و هو كتاب الصلاة، و هو يوافق كتاب ابن خانبة، و فيه زيادات في الحج، و كتاب الجامع في الفقه كبير. أخبرنا علي بن أحمد بن طاهر، قال: حدثنا محمد بن الحسن، قال: حدثنا سعد، عن علي بن محمد بن شيرة القاساني بكتبه». أقول: لا منافاة بين أن يسمع أحمد بن محمد بن عيسى منه مذاهب منكرة، و أن لا يكون في كتبه ما يدل على ذلك، إذن فلا موجب لعدم الاعتداد بغمز أحمد بن محمد بن عيسى عليه، و لا يبعد أن يكون غمز أحمد بن محمد بن عيسى، هو السبب في تضعيف الشيخ إياه حيث عده في أصحاب الهادي(ع)(10)، و قال: «علي بن محمد القاشاني، ضعيف، أصبهاني، من ولد زياد، مولى عبد الله بن عباس، من آل خالد بن الأزهر». و عده البرقي أيضا في أصحاب الهادي(ع)، قائلا: «علي بن محمد القاساني، الأصبهاني». ثم إن علي بن شيرة الذي عده الشيخ في أصحاب الهادي ع
(9)، و قال: «ثقة»، مغاير لعلي بن محمد بن شيرة، فإنه لو سلم أن المسمى بشيرة، رجل واحد، كما هو ليس ببعيد، فالمسمى بعلي الذي هو ثقة، ولده، و من هو ضعيف، حفيده، و لم تقم قرينة على الاتحاد بوجه. و لكن العلامة(قدس سره) قد جزم بالاتحاد في (6) من الباب (1)، من حرف العين من القسم الثاني، و قال: «علي بن محمد القاساني: أصبهاني، من ولد زياد، مولى عبيد الله بن عباس من آل خالد بن الأزهر، ضعيف، قال الشيخ، و من أصحاب أبي جعفر الثاني الجواد(ع)، ثم قال: علي بن شيرة، ثقة من أصحاب الجواد(ع). و الذي يظهر لنا أنهما واحد، لأن النجاشي قال: علي بن محمد بن شيرة القاشاني أبو الحسن كان فقيها، فاضلا، غمز عليه أحمد بن محمد بن عيسى ..». (إلخ). انتهى كلام العلامة. أقول: ليس في كلام النجاشي دلالة على الاتحاد، بل إنه يدل على أن علي بن محمد القاشاني، حفيد شيرة، فمن أين يستكشف أن علي بن شيرة، متحد مع علي بن محمد بن شيرة. ثم إن في ما ذكره من عد الشيخ علي بن شيرة و علي بن محمد بن شيرة من أصحاب الجواد(ع)سهو ظاهر، فإن الشيخ ذكرهما في أصحاب الهادي(ع)كما عرفت. و من الغريب في المقام ما صدر عن ابن داود، فإنه ذكر علي بن شيرة (1037)، في القسم الأول، و قال: « (ي) (جخ) ثقة»، و ذكر علي بن محمد بن شيرة القاشاني (342)، في القسم الثاني، و قال: «أبو الحسن كان فقيها، مكثرا، فاضلا، و اضطرب كلام الشيخ فيه، فذكره مرتين، (تارة) في أصحاب الرضا(ع)، و قال: ضعيف، و (تارة) في أصحاب الجواد(ع)، و قال: ثقة». وجه الغرابة أن الشيخ لم يعد الرجل لا في أصحاب الرضا(ع)و لا في أصحاب
الجواد(ع)، و إنما عده في أصحاب الهادي(ع)، و لم يضطرب كلامه فيه، بل حكم بضعفه. و إنما وثق علي بن شيرة الذي ذكره قبل ذلك متصلا به.