علي بن جعفر الهماني

من ويكي علوي
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

علي بن جعفر الهماني:

قال النجاشي: «علي بن جعفر الهماني البرمكي يعرف منه و ينكر، له مسائل لأبي الحسن العسكري(ع). أخبرنا ابن الجندي، عن ابن همام، عن ابن مابنداذ أنه سمع ابن المعافى الثعلبي [التغلبي من أهل رأس العين يحدث عن أحمد بن محمد الطبري، عن علي بن جعفر بالمسائل».

و عده الشيخ في رجاله (تارة) في أصحاب الهادي(ع)(15)، قائلا: «علي بن جعفر، وكيل، ثقة». و (أخرى) في أصحاب العسكري(ع)(1)، قائلا: «علي بن جعفر قيم لأبي الحسن(ع)، ثقة». و عده في الغيبة في السفراء الممدوحين قائلا: «و منهم علي بن جعفر الهماني، و كان فاضلا مرضيا، من وكلاء أبي الحسن(ع)و أبي محمد(ع).

روى أحمد بن علي الرازي، عن علي بن مخلد الإيادي، قال حدثني أبو جعفر العمري (رضي الله عنه)، قال: حج أبو طاهر بن بلال فنظر إلى علي بن جعفر، و هو ينفق النفقات العظيمة، فلما انصرف كتب بذلك إلى أبي محمد(ع)، فوقع في رقعته: قد كنا أمرنا له بمائة ألف دينار، ثم أمرنا له بمثلها فأبى قبوله إبقاء علينا ما للناس و الدخول في أمرنا فيما لم ندخلهم فيه، قال: و دخل على أبي الحسن العسكري(ع)، فأمر له بثلاثين ألف دينار» (انتهى).

كتاب الغيبة: في (فصل في ذكر طرف من أخبار السفراء .. فمن المحمودين). و عده البرقي أيضا في أصحاب الهادي(ع)و العسكري(ع). و عده ابن شهرآشوب من رواة النص على إمامة أبي محمد العسكري(ع)من أبيه(ع)، و من ثقات أبي محمد(ع). المناقب: الجزء 4، باب إمامة أبي محمد الحسن بن علي(ع)تحت عنوان: (و رواة النص من أبيه)، و عنوان: (و من ثقاته).

و روى محمد بن يعقوب، عن محمد بن علي، عن موسى بن جعفر بن وهب، عن علي بن جعفر، قال: «كنت حاضرا أبا الحسن(ع)لما توفي ابنه محمد، قال للحسن: يا بني أحدث لله شكرا، فقد أحدث فيك أمرا». الكافي: الجزء 1، باب الإشارة و النص على أبي محمد(ع)(75)، الحديث 4.

روى (علي بن جعفر الهماني)، عن علي بن محمد العسكري(ع)، و روى عنه أحمد بن المعافى الثعلبي. كامل الزيارات: الباب 57، في من اغتسل في الفرات، و زار الحسين(ع)، الحديث 5. و قال الكشي (503): «محمد بن مسعود، قال: قال يوسف بن السخت: كان علي بن جعفر وكيلا لأبي الحسن(ع)، و كان رجلا من أهل همينيا [هميشا قرية من قرى سواد بغداد، فسعي به إلى المتوكل، فحبسه فطال حبسه، و احتال من قبل عبد الله بن خاقان بمال ضمنه عنه بثلاثة آلاف دينار، فكلمه عبد الله فعرض جامعه على المتوكل، فقال: يا عبد الله لو شككت فيك لقلت إنك رافضي!، هذا وكيل فلان و أنا عازم على قتله، قال فتأدى الخبر إلى علي بن جعفر، فكتب إلى أبي الحسن(ع)يا سيدي الله الله في، فقد و الله خفت أن أرتاب، فوقع في رقعة: أما إذا بلغ بك الأمر ما أرى فسأقصد الله فيك، و كان هذا في ليلة الجمعة، فأصبح المتوكل محموما فازدادت علته حتى صرخ عليه يوم الإثنين، فأمر بتخلية كل محبوس عرض عليه اسمه، حتى ذكر هو علي بن جعفر، فقال: لعبد الله لم لم تعرض علي أمره؟، فقال: لا أعود إلى ذكره أبدا، قال: خل سبيله الساعة، و سله أن يجعلني في حل، فخلى سبيله و صار إلى مكة بأمر أبي الحسن(ع)، فجاور بها و برئ المتوكل من علته.

محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد القمي، قال: حدثني محمد بن أحمد، عن أبي يعقوب يوسف بن السخت، قال: حدثني العباس، عن علي بن جعفر، قال: عرضت أمري على المتوكل، فأقبل على عبد الله بن يحيى بن خاقان، فقال له: لا تتعبن نفسك بعرض قصة هذا و أشباهه، فإن عمه [عمك أخبرني أنه رافضي و أنه وكيل علي بن محمد، و حلف أن لا يخرج من الحبس إلا بعد موته، فكتبت إلى مولانا أن نفسي قد ضاقت، و أني أخاف الزيغ، فكتب إلي: أما إذا بلغ الأمر منك ما أرى فسأقصد الله فيك، فما عادت الجمعة حتى أخرجت من السجن».

و قال في ترجمة فارس بن حاتم القزويني (391): «وجدت بخط جبرئيل بن أحمد قال: قال موسى بن جعفر، عن إبراهيم بن محمد إنه قال: كتبت إليه جعلت فداك قبلنا أشياء يحكى عن فارس، و الخلاف بينه و بين علي بن جعفر، حتى صار يبرأ بعضهم من بعض، فإن رأيت أن تمن علي بما عندك فيهما، و أيهما يتولى حوائج قبلك حتى لا أعدوه إلى غيره، فقد احتجت إلى ذلك فعلت متفضلا إن شاء الله؟، فكتب ليس عن مثل هذا يسأل و لا في مثله يشك، قد عظم الله قدر علي بن جعفر، متعنا الله تعالى به عن أن يقايس إليه، فاقصد علي بن جعفر بحوائجك و اخشوا فارسا، و امتنعوا من إدخاله في شيء من أموركم، تفعل ذلك أنت و من أطاعك من أهل بلادك، فإنه قد بلغني ما تموه به على الناس، فلا تلتفتوا إليه إن شاء الله.

محمد بن مسعود، قال: و كتب إبراهيم بن محمد الهمداني مع جعفر ابنه في سنة أربعين و مائتين، يسأله عن العليل و عن القزويني أيهما يقصد بحوائجه و حوائج غيره، فقد اضطرب الناس فيهما و صار يبرأ بعضهم من بعض؟، فكتب إليه: ليس عن مثل هذا يسأل و لا في مثله يشك، و قد عظم الله من حرمة العليل أن يقاس عليه القزويني!، سمى باسمهما جميعا فاقصد إليه بحوائجك، و من أطاعك من أهل بلادك أن يقصدوا إلى العليل بحوائجهم، و أن يجتنبوا القزويني أن يدخلوه في شيء من أمورهم، فإنه قد بلغني ما تموه به عند الناس، فلا تلتفتوا إليه إن شاء الله.

و قد قرأ منصور بن العباس هذا الكتاب و بعض أهل الكوفة». أقول: يظهر من هاتين الروايتين أن العليل المذكور في الرواية الثانية يراد به علي بن جعفر، و عليه فقد ورد توثيقه في رواية الكشي المتقدمة في ترجمة إبراهيم بن محمد الهمداني، إلا أن هذه الروايات كلها ضعيفة. بقي هنا أمران:

الأول: الظاهر أن علي بن جعفر الهماني الذي عنونه النجاشي هو علي بن جعفر الوكيل، الذي ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الهادي(ع)و العسكري(ع)، و ذلك من جهة تصريحه في كتاب الغيبة، كما مر أن الوكيل هو علي بن جعفر الهماني، و يؤيد ذلك ما تقدم في الرواية الأولى من روايات الكشي، من أن علي بن جعفر الوكيل كان من أهل همينيا. هذا و قد عنون ابن داود علي بن جعفر أولا في القسم الأول (1005)، و قال: « (دى) (جخ) وكيله، ثقة، كان في حبس المتوكل، و خاف القتل و الشك في دينه، فوعده أن يقصد الله فيه، فحم المتوكل فأمر بتخلية من في السجن مطلقا و تخليته بالتخصيص»، و عنونه ثانيا في القسم الثاني (323) و قال: «علي بن جعفر الهماني منسوب إلى همينيا قرية من سواد بغداد (جش) يعرف منه و ينكر» (انتهى). و ظاهر كلامه أن الوكيل الثقة مغاير للهماني الذي عنونه النجاشي. و أما العلامة فقد بنى على التعدد، فذكر علي بن جعفر الوكيل في القسم الأول، و علي بن جعفر الهماني في القسم الثاني: (26) من الباب (1) من حرف العين، و الغريب أنه ذكر علي بن جعفر الوكيل في القسم الأول مرتين، فقال أولا (12) من الباب (1) من حرف العين: «علي بن جعفر من أصحاب أبي الحسن(ع)، قيم لأبي الحسن(ع)، ثقة»، ثم قال بعد عدة أسماء (25) من الباب المذكور: «علي بن جعفر، قال الكشي: قال محمد بن مسعود: قال يوسف بن السخت: كان علي بن جعفر وكيلا لأبي الحسن(ع)، و كان في حبس المتوكل، و خاف القتل و الشك في دينه، فوعده بأن يقصد الله فيه، فحم المتوكل فأمر بتخلية من في السجن مطلقا، و تخليته عينا» (انتهى). أقول: ظاهر كلامه أن علي بن جعفر الوكيل كان متعددا، و إلا لم يكن وجه للتكرار، مع أنه لا شك في عدم تعدد الوكيل، و إنما الإشكال في اتحاد الوكيل

و الهماني و تغايرهما. الثاني: قد عرفت من الشيخ و ابن شهرآشوب الشهادة على وثاقة علي بن جعفر الوكيل، المؤيدة بأمور أخرى مما تقدم، و لا يعارض ذلك بما ذكره النجاشي يعرف منه و ينكر، فإن ذلك لا ينافي وثاقة الرجل في نفسه، فقد يروي الثقة أمرا منكرا بعيدا عن الواقع و نفس الأمر، لحسن ظنه بالراوي أو لغير ذلك من الأسباب.